ما السبب الحقيقى وراء انخفاض نسبة مستمعى رايو مصر الذى كان دائما ومنذ انطلاقه فى عهد عبداللطيف المناوى أحد الإذاعات التى تحظى بنسب استماع عالية للغاية وهو ما انعكس بدوره على الحصيلة الإعلانية ؟ إلا أنه تلاحظ خلال الفترة الأخيرة أن نسبة المستمعين انخفضت لصالح اذاعات الإف إم الآخرى أو راديو 9090 أو بعض الإذاعات الآخرى التى أصبح الكثيرون يستمعون اليها خاصة فى وسائل المواصلات العامة أو فى سياراتهم الخاصة . والسؤال : لصالح من يحدث هذا ؟ وهل هناك مؤامرة تستهدف المحطة الأنجح إعلانيا فى الإعلام المصرى حتى وقت قريب مضى ؟ . فى البداية نشير إلى أن " راديو مصر " قد حقق نجاحات غير مسبوقة طوال مسيرته , خاصة فى بدايته الأولى وهى الفترة التى كانت تلك المحطة هى الأبرز فى مصر , حيث كان فيها حجم الحرية ومساحة الرأى الآخر متميمزة جداً وكان ذلك بسبب الخبرة الإعلامية الكبيرة لعبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار فى ذلك الوقت ومعه طارق أبوالسعود رئيس المحطة ، وبعد رحيل طارق ابو السعود استمرت الاذاعه بقوة الدفع الذاتى فى عهد كلا من سهير جرجس وماهر عبدالعزيز وسيد الجمل ومآثر المرصفى بالرغم من أحدهم لم يقدم حتى فكرة برومو أو أضاف أى جديد حتى يومنا هذا ، وكان من الممكن أن تستمر هكذا لولا المطورون الجدد . وكانت بداية الأزمات التى حدثت فى " راديو مصر " مع تولى تامر شحاته منصب نائب مدير المحطة فى عهد رئيستها السابقة مآثر المرصفى . وكانت كل مؤهلات تامر – كما يتردد داخل المحطة – أنه جلب إعلانات لشبكة البرنامج العام والتى يعمل مخرجاً لها تقدر ب 60 الف جنيه ( كانت الإعلانات السنوية وقت وجود طارق أبو السعود وما بعدها تتجاوز ال 30 مليون جنيه سنوياً وانخفضت بعد ذلك الى 20 مليون جنيه أو أقل ) . وعندما ذهب بعض العاملين لحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام للإستفسار منه عن سبب تولى شحاته هذا المنصب الذى لا يوجد له مسمى وظيفى داخل المحطة رد عليهم قائلاً " أقسم بالله أنا لا أعرفه واللى مش عاجبه يسيب المحطة وينقل مكان تانى " , ثم حدث أن تم استبعاد مآثر المرصفى من منصب مدير الإذاعة قبل بداية شهر رمضان المبارك بايام قليلة ( حاصلة على إجازة حالياً ) ,وتم تعيين محمد يوسف من اذاعة الشرق الاوسط مديرا للاذاعه بدلا منها ولكن الكثير من العاملين لاحظوا أنه لا يمتلك رؤية واضحة ومحددة للتطوير , ومما زاد الأوضاع سوءاً تولى محمد يوسف منصب مدير المحطة فى مايو الماضى مما أدى إلى حدوث صراعات وخلافات شديدة بينه وبين شحاته وهو ما انعكس على مستوى الإذاعة مما كان له دور سلبى فى انخفاض حصيلة الإعلانات, نظراً لعدم تنفيذ أية أفكار للتطوير والتغيير خاصة فى ظل قوة وتزايد جماهيرية العديد من الإذاعات الآخرى المنافسة التى أصبحت تستحوذ على نسبة كبيرة من جمهور المستمعين . ولعل أكبر دليل على انخفاض شعبية المحطة أن المتصلين من المستمعين أصبحت أسمائهم معروفة لأنهم فى معظم الأحيان يقومون بالإتصال بكل البرامج على عكس الفترات السابقة التى كانت فيها المحطة تتلقى آلاف الإتصالات من داخل وخارج مصر . وفى هذا السياق نشير إلى أن المحطة اصبحت فى أزمة حقيقية أن هناك مذيعين من الخارج يقدمون برامجهم فيها حسب وقت فراغهم وليس وفقا للجدول الموضوع مسبقاً ومنهم على سبيل المثال لا الحصر المعتز بالله عبدالفتاح وجمال عنايت , وأرجع البعض ذلك إلى عدم تقاضيهم أجوراً من المحطة بسبب قلة الإعلانات . وتكون نتيجة هذا الغياب استمرار المحطة فى اذاعة مواجيز الأخبار مع الأغانى لمدة ساعتين كاملتين . والغريب أن تامر عندما فكر فى التغيير قام بعمل تعليق صوتى بصوته هو وضعه بديلاً للصوت الذى اعتاد عليه المستمعون لعدة سنوات وهو صوت عماد عبدالسلام الذى كان صوته عندما يقول " راديو مصر .. من قلب الحدث " علامة مميزة للمحطة , والغريب أنه تم عمل " تاثير صوتى " ليجعل صوت تامر قريباً من صوت عبدالسلام .