تحل اليوم ذكرى وفاة الفيلسوف والطبيب والكاتب مصطفى محمود، وتجاه هذا الأمر تجولت عدسة "المصريون" في الشارع لسؤال المواطنين عما يعرفونه عن الدكتور مصطفى محمود، ومن هنا جاءت إجابات المواطنين بحسب ما تراكمت فى أذهانهم من معلومات عنه. حيث رد أحدهم على سؤال ماذا تعرف عن مصطفي محمود ب"معرفش عنه حاجة"، فيما أجاب الآخر ب"مصطفى محمود بتاع العلم والإيمان، أعرف أنه كان راجل كويس الله يرحمه"، بينما أجاب الثالث ب"أعرف عن مصطفى محمود إنه عالم". ولد مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ في يوم 27 ديسمبر من عام 1921، بدأ حياته متفوقاً في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية؛ فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات، وعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة إلى بعد أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى. وأنشأ معملاً صغيرًا وفي منزل والده يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر ب"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما. توفي والده عام 1939 بعدما أصابه الشلل لمدة سنوات، وتخرج من كلية الطب عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960، بينما تزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973، بعد أن رزق بولدين هما "أمل" و"أدهم"، في حين تزوج ثانية عام 1983 من السيدة زينب حمدى وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987. ألف الكاتب مصطفي محمود 89 كتاباً، منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة. قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير ب"العلم والإيمان"، وأنشأ عام 1979م مسجده في القاهرة المعروف ب "مسجد مصطفى محمود"، بالإضافة إلي ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، تابعة له ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظراً لسمعتها الطبية. توفي الدكتور مصطفى محمود في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر في عام 2009 الموافق 12 ذو القعدة 1430 ه، عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين ولم يزره أي من المشاهير أو المسؤولين ولم تتحدث عنه وسائل الإعلام إلا قليلا مما أدى إلى إحباط أسرته.