ضرب أهالى قرية إطسا المحطة التابعة لمركز سمالوط غرب المنيا صورة رائعة ، وهم يشاركون الأقباط ف في بناء مقر كنسى جديد بجوار الجمعية الشرعية الإسلامية ومسجد إطسا المحطة لا يفرق بينهما سوى سور حجرى صغير ، لكن المسلمون داخل مسجدهم ، والأقباط داخل كنيسة "مار جرجس"، وكل يؤدى شعائر دينه. وسارع المسلمون بالقرية للجلوس مع الأقباط من قيادات مطرانية سمالوط وشيوخ القرية ، عقب علمهم أن الكنيسة قاربت على السقوط والتي مرّ على بنائها أكثر من نصف قرن ، معلنين مشاركتهم فى البناء بكافة الامكانيات بدء من الأموال وحتى الدم. المصريون التقت عددا من مسلمى وأقباط القرية ، والذين غمرتهم الفرحة ، حيث أكد أحد أهالى القرية - صاحب ورشىة- أن كل العاملين عندى من الأقباط سواء نجار أو منشار أو أية صنعة داخل الورشة. وأضاف راعى الكنيسة بقرية إطسا المحطة القس "شنودة نمر عياد" ل المصريون ، أن مبنى الكنيسة قديم ومتهالك وكنا فى حاجة لمساحة أخرى تحتوى الأبناء فى العهد القادم ، لذا تقدمنا للحصول على تصاريح البناء ، وسوف يتم تسميتها بنفس الاسم. وأعرب عن شكره لمسلمي القرية قائلا: لا أستطيع أن أوفيّ المسلمين حقهم فيما فعلوه وما زالوا يفعلون فمن المعتاد أن فى بعض الأماكن الملتهبة يحدث هجوم شرس من المسلمين يعطل الأبنية ، لكن ما حدث فى قرية إطسا بحضور المسلمين إلى الكنيسة الشيوخ والشباب والنساء يقدمون التهنئة ويعلنون مشاركتهم فى أعمال البناء سواء بتقديم الطعام أو المال ، يدفعنا ان نقول أن مصر لها رئتان "مسلمة ومسيحية". وأوضح أن ما يحدث فى قريتنا هى الصورة الحقيقية للمسلمين وأقول الإسلام دين سماحة وسلام ويحب الآخر ويدعو لمحبته، وهم نموذج للإسلام السمح ، والذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى. كما قالت إحدى السيدات المسلمات لراعى الكنيسة: "مبروك عليكم بناء الكنيسة" ، لافتة إلي أننا جيران الكنيسة وسوف نقوم بإعداد الطعام طوال فترة العمل ببناء الكنيسة ، نحن نتعاون ونعيش فى محبة ، وجميعنا إيد واحدة ، منذ الأزل. ،وأضافت أننا نتشارك فى كل شيء وعرضنا على راعى الكنيسة أن تقوم السيدات المسلمات بإعداد الطعام من أجل العمال طوال أيام العمل بالبناء. فيما أكد الشيخ مصطفى محمد خليفة ،من أهالي القرية أننا طلعنا معا ولا توجد غضاضة بيننا ، حيث قام الأقباط بمشاركتنا فى بناء المسجد ، ولذلك نشاركهم فى بناء الكنيسة بالأإضافة إلي أنهم يقفون أيام العيد فى صف واحد أمام المسجد يقدمون التهنئة للمسلمين فى الأعياد والمناسبات الدينية. وأكد لراعي الكنيسة أن منزلى مفتوح أمام تشوين الأغراض الخاصة بالكنيسة وشبابنا من المسلمين يحملون الطوب والبلوك من أجل بناء الكنيسة ، كذلك لو هناك مساعدات مالية سوف أقدمها ، لافتا إلي أنه يمتلك محل نجارة أخشاب جميع العاملين معى من الأقباط . وتابع :عامر أحمد أحد أبناء القرية ، والذي يطلقون عليه - عمدة القرية- أن الكنيسة مكان للجميع ونحن نقف معا فى بناء الكنيسة أو المسجد ، وتبرعنا بالمال من أجل بناء الكنيسة . يأتي هذا فى الوقت الذى يحاول العالم ، أن يصور صعيد مصر بأنه معقل للفتن الطائفية ، بسبب كنيسة أو اضطهاد أقباط على يد متشددين ، لكن من يأتى إلى صعيد مصر ، وعلى الأخص مركز سمالط بمحافظة المنيا ، يرى صورة نموذجية ومثالا رائعا للوحدة الوطنية