أرسل لى صديق حبيب مقالة نشرت فى جريدة إيلاف الإلكترونية يوم الثلاثاء 12 يونيه للأستاذ مدحت قلادة تدعو لانتخاب شفيق، وذكرت سبعة أسباب لهذا الاختيار، وأخبرنى صاحبى (المقاطع) أن جميع من سينتخبون شفيق ممن يعرفهم يحومون حول تلك الأسباب السبعة، فدعونا نستعرضها لنرى أيًا منها يقف حقًا على أسس سليمة: أولاً: شفيق رجل دولة ورجل إدارى ومصر فى حاجة ماسة لرجل دولة يملك الخبرة السياسية ويفهم أصول اللعبة السياسية على المستوى الداخلى والدولى، كما أن الرجل يعتبر من أكفأ الوزراء فى عصر مبارك وحققت وزارة الطيران المدنى على يديه قفزات رائعة، كما أنه رجل الأزمات فقد اختاره مبارك بعد قيام الثورة ليكون رئيس وزرائه فى تلك الفترة الصعبة، مما يدل على قدرة الرجل وكفاءته. التعليق: شفيق كان وزيرًا لوزارة خدمية محدودة، كانت إلى وقت ليس ببعيد ملحقة بوزارات أخرى، فكانت تتبع وزارة السياحة والطيران المدنى، ثم أصبحت لفترة تتبع وزارة النقل والمواصلات والنقل البحرى والطيران المدنى، ثم أصبحت وزارة مستقلة، فوزيرها ليس رجل دولة، بل وزير خدمى لوزارة محدودة، لا يكون له إحاطة بباقى محاور الدولة، فقد لا يكون له إحاطة بالاقتصاد، ولا الإسكان، ولا الزراعة ولا الصناعة، بل ولا شئون وزارة الدفاع، وأما عن كون أحمد شفيق كان وزيرًا كفؤًا فإن هناك من هو أكفأ منه فى عهد مبارك، وحتى إنجازه الذى يفاخر به وهو الصالة الأخيرة لمطار القاهرة وتوسعاته فيكتنفها شبهات كثيرة بخصوص هدر الموارد والمال العام. وأما عن لجوء مبارك إليه فى اللحظات الأخيرة فتدل على مدى ولائه للنظام السابق، فكيف يصلح لقيادة نظام جديد؟! ثانيًا: هو الأمل فى الحفاظ على البقية الباقية من الدولة المدنية، فهو رجل يمثل التيار المدنى. التعليق: (الفريق) أحمد شفيق يمثل سيطرة الجناح العسكرى (العسكريتاريا) على الحكم فى مصر من جديد، فهو امتداد للجمهورية الأولى التى تمثل سيطرة العسكريين على الحياة المدنية، بينما منافسه دكتور الجامعة الذى دَرس ودرَّس فى الولاياتالمتحدة أقرب لمفهوم وروح الدولة المدنية، وهو الممثل الحقيقى لها فى انتخابات الإعادة. ثالثًا: طهارة يد الرجل، فهو من رجال مبارك المعدودين الذين لم يقدموا للمحاكمة بعد سقوط النظام ولم يستطع ألد أعدائه إثبات تهمة واحدة عليه. التعليق: هناك عشرات من الاتهامات بالفساد وإهدار المال العام تحيط بالفريق شفيق، ويتم التحقيق معه بخصوصها الآن. رابعًا: من مصلحة التيار الليبرالى والمدنى بالكامل التصويت لشفيق، فهو سيبقى على أمل الدولة المدنية، كما أنه سيحكم فى ظل أغلبية برلمانية إسلامية، مما يعنى أن فترة حكمه ستكون فترة شد وجذب بين الفريقين وسيقف كل فريق فى وجه أى فساد أو استغلال للنفوذ والسلطة من الفريق الآخر، ومن ناحية ثانية، سيؤدى الصراع بين الفريقين إلى انتهاك قواهم. التعليق: هذا سيضعف مصر ويصادر استقرارها لأربع سنوات، وسيلقى كل طرف بتبعة فشله على الآخر، بينما وجود رئيس من الإخوان مع برلمان متوازن سيضع الإخوان أمام مسئولياتهم كاملة دون وجه للتهرب منها. خامسًا: أحمد شفيق قادر على إرجاع الأمن والأمان للمواطن المصرى البسيط الذى يعيش حالة من عدم الاستقرار والخوف منذ قيام الثورة، كما أنه قادر على إنهاء حالة الفوضى فى الشارع المصرى والقضاء على ظاهرة البلطجة التى فشل التيار الإسلامى فى معالجتها منذ حصوله على الأغلبية البرلمانية. التعليق: ستكون فترة حكم شفيق بكل تأكيد فترة عدم استقرار، لأن الثوار سرعان ما سيفيقون على كارثة ضياع ثورتهم، ولن يسكتوا على هذا، كما أن سياسات شفيق التى ستميل عن روح الثورة فى الغالب ستدعوهم لإعادة إنتاج الثورة، والبرلمان لا يقضى على البلطجة، وإنما هى مسئولية الحكومات المتعاقبة التى كانت حكومة شفيق أولها. سادسًا: كثيرون حلمهم فوز شفيق، ليعمل بخبرته الطويلة على توفير لقمة العيش للبسطاء من خلال توفير فرص عمل للشباب. التعليق: شفيق ظل طوال حياته منتميًا للطبقة الأرستقراطية، فمتى أحس بالبسطاء؟!، كما أنه ممثل للنظام السابق الذى لم يعبأ بالبسطاء لمصلحة رجال الأعمال الكبار، بينما منافسه منتميًا لجماعة تعيش بين البسطاء وتتعامل يوميًا مع مشاكلهم وتعايش آلامهم وأحلامهم. سابعًا: يتمتع شفيق بسمعة دولية طيبة وهو قادر كرجل دولة على إقامة علاقات متميزة مع الدول الأخرى، كذلك إنه يتمتع بسمعة طيبة مع دول المنطقة، وانتماؤه للمدرسة العسكرية المصرية يجعله قادراً على إبعاد شبح الحرب مع إسرائيل التى يحاول التيار الإسلامى جرنا إليها، فتخيلوا فى حالة حدوث حرب وخسارتنا لسيناء ومدن القناة، أين سيذهب 4 ملايين مواطن مصرى يعيشون فى مدن القناة وسيناء فى ظل أزمة سكن طاحنة تعم البلد بأكملها؟ التعليق: سمعة شفيق الآن أنه ممثل العهد السابق، فكل الدول التى أيدت الثورة المصرية ستستقبل نجاح شفيق بفتور، وأما فزاعة الحرب مع إسرائيل فشديدة الوهن، فإسرائيل الآن على حافة صراع مع إيران، بالإضافة إلى مشاكلها مع حزب الله وغزة، وآخر ما تريده هى حرب مع مصر الذى ما زال جيشها محتفظًا بقوته، وأما منافس شفيق فقادر على إقامة علاقات متوازنة تمثل عهدًا جديداً يعيد لمصر دورها المفقود. لهذه الأسباب السبعة والتعليق عليها، أدعو كل مصرى ومصرية لعدم انتخاب شفيق. [email protected]