المزارعون: القطاع الخاص ضيعنا "القطن مش جايب همه" بهذه الجملة بدأ كمال عيادة، أحد المزارعين بأسيوط حديثه ل"المصريون"، وهو يعاني من استياء وضيق من الحالة المزرية التي وصل إليها القطن، مضيفًا أن المحصول كان له شأن عظيم منذ سنوات طويلة وعندما تحول البيع للمصانع وللتجار أصبح العائد ليس له قيمة وأصبحت زراعة القطن. وأكد "عيادة"، أن زراعته تعتبر خسارة، ومكلفة للغاية من "سماد، مياه، وأجرة للأنفار" أثناء الزراعة وحصاد المحصول، فالناتج ليس كافيًا لصاحب الأرض، ناهيك عن حرارة الجو التى ضربت المحصول وتعرض المزارعين للخسارة. وأضاف أن ارتفاع أسعار العمالة في جنى المحصول أطاحت بجميع المكاسب، فمع افتتاح المدارس جعل الأجرة مضاعفة، حيث وصلت أجرة العامل ل50 جنيهًا، والتي تسببت في ابتلاع ريع ومكاسب المحصول. وأوضح محمد أبو العمدة، من قرية درنكة مركز أسيوط، أنه لم يكن محصول القطن مجرد محصول عادي فقد كانت تتم زراعته علي مساحات شاسعة كانت تزيد علي ثلثي مساحة الرقعة الزراعية من خلال توحيد الأحواض، وكان لا يجرؤ فلاح علي زراعة محصول مخالف، ولو صادف وقوع أرضه ضمن عملية التوحيد، ومن يخالف يتم عمل محاضر له من قبل الزراعة. وتابع رمضان عمران، أحد المزارعين، أن من أهم العقبات التي تواجه زراعة القطن التكلفة المرتفعة للجني، حيث إن ثلث المحصول يذهب في ذلك، بالإضافة إلي المصير المجهول في عملية التسويق في الوقت الذي لا يمنح بنك القرية أي امتيازات للفلاحين سوي قروض بفائدة تقسم ظهر الفلاح، مشيرًا إلي أن القطن المصري يعاني من مشكلة جوهرية هي التسويق، حيث إن كل الشركات التي تتولي الآن شراءه "قطاع خاص" بعد أن كان القطاع العام هو المتحكم، وهذه الشركات اتفقت فيما بينها علي سعر معين وكان المزارع هو الضحية. ومن جانبه طالب الحاج حسين عطا، نقيب الفلاحين بأسيوط، بدعم الفلاح خلال مراحل زراعة محصول القطن بداية من العمل على توفير البذور والإرشاد الزراعى، وتوفير المستلزمات الزراعية بأسعار مدعمة، وحتى تسويق المحصول بسعر يعود بالنفع على المزارع وتطوير المحالج المصرية، وإنشاء رابطة لمزارعي القطن لتوفير احتياجات الفلاح من قروض وسعر عالٍ للمحصول؛ ليغطي تكلفته ليعود القطن المصري لأمجاده. يذكر أن إجمالى المزروع من القطن هذا العام على مستوى أسيوط جاء بواقع 17 فدانًا بمركز القوصية، و59 فدانًا بمركز منفلوط، و1636 فدانًا بمركز أسيوط، و958 فدانًا بمركز أبوتيج، و113 فدانًا بمركز صدفا، و353 فدانًا بمركز أبنوب، و232 فدانًا بمركز الفتح، و2 فدان بمركز ساحل سليم، من قطن جيزة 90 سلالة 14 و15 و16، حسب تصريحات مديرية الزراعة بأسيوط. شاهد الصور: