في ظل انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، نددت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية، بأوضاع المعتقلين داخل السجون المصرية، إذ سلطت الضوء على ما تعانيه المرأة المصرية، على وجه الخصوص، داخل السجون منذ ثورة يناير 2011. واستشهدت الصحيفة، في تقريرها، برواية علا القرضاوي، نجلة الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، حيث روت "علا" معاناتها داخل المعتقلات المصرية، منذ أن تم اعتقالها في يونيو الماضي، بدون تهمة واضحة إلى الآن. وذكرت "علا"، أنها محبوسة في زنزانة بلا نوافذ صغيرة بدون فراش أو مرحاض، كما أنها محرومة من الزيارات وقضت في الحبس الانفرادي لعدة أشهر على نهاية، حيث تتعرض لمعاملة قاسية مقارنة حتى بالمعايير المعروفة داخل السجون المصرية. واعتقلت السيدة القرضاوي، التي تبلغ من العمر 55 عاما، وتعمل باحثة في السفارة القطرية، في يونيو الماضي عندما اقتحم ضباط الأمن الوطني فيلا صيفية لعائلتها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقاموا بالاستيلاء على الأموال والمجوهرات، وتجميد حساباتهم؛ لانتمائهم لجماعة الإخوان المحظورة في مصر . ومنذ حينها يقول المحامون إنها محرومة من الحقوق والامتيازات الأساسية لكافة للمعتقلين، إذ لا يسمح لها إلا بخمس دقائق لاستخدام "الحمام" كل صباح. وتتساءل الصحيفة عن "الجريمة" التي تستوجب هذه "الظروف الصعبة" خاصة أن السلطات لم توجه رسميا أي اتهام ل"علا" أو لزوجها حسام خلف المحتجز في ظروف مماثلة بسجن منفصل في القاهرة، ويعمل في السفارة القطرية، ويحمل الإقامة الأمريكية الدائمة، إلا أن وسائل إعلام الحكومية تقول إنهما متهمان بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين التي تحظرها السلطات المصرية. وتنقل الصحيفة عن مؤيدين لقضيتها ونشطاء حقوقيين القول إن السبب الحقيقي لمعاقبتها على الأرجح مرتبط بالخصومة الجيوسياسية بين أكبر وأغنى البلدان بالشرق الأوسط، في إشارة إلى مصر وقطر، وهو ما قد تدفعنا القول إن "علا" أضحت ضحية لهذه الصراعات السياسية. قال مصطفى النجار العضو السابق بمجلس النواب: "من غير المعقول أن نعيش الآن في عهد أخذ الرهائن من عائلات المعارضين"، إلا أن علا القرضاوي تصر على أنها لم تشارك أبدًا في أي أعمال تتعلق بالسياسة. ونددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومجموعات أخرى مدافعة عن حقوق الإنسان بأن اعتقالها تقف وراءه دوافع سياسية، في حين أن النظام المصري سجن الآلاف من أنصار جماعة الإخوان منذ عام 2013، وبقي أفراد أسرهم وحدهم. بينما يأمل المحامون أن يساعد وضعهما كحاصلين على الجنسية الأميركية في إقناع البيت الأبيض بالتدخل ومتابعة قضيتهما، وعلى الرغم من إشادة ترامب ب"السيسي" بأنه "رجل رائع"، قطعت إدارته في أغسطس معونة مالية وحجبت ما قدره 291 مليون دولار مساعدات ردًا على سجل مصر السيئ في حقوق الإنسان. وساعد الرئيس "ترامب"، عبر تدخله المباشر، في واحد من أكثر إنجازاته في السياسة الخارجية وضوحًا في إدارته، على الإفراج عن آية حجازي، المصرية الأميركية التي اعتقلت في السجون المصرية، كما اعتبر "ترامب" جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية هذا العام؛ اعتمادًا فقط على معلومات من مسئولي المخابرات والدبلوماسيين.