رشحت الناشطة الحقوقية مزن حسن، الكاتب الصحفى خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين السابق، للحصول على جائزة نيلسون مانديلا للمدافعين عن حقوق الإنسان، لما يقوم به من جهود فى الدفاع عن حقوق الصحفيين واهتمامه بالملف الحقوقى داخل أروقة صاحبة الجلالة. وأكد البلشى فى تصريح ل"المصريون"، إنه فوجئ يوم الجمعة الماضي باستقبال رسالة على بريده الإلكترونى تفيد بترشيحه ضمن 300 مرشح للحصول على جائزة نيلسون مانديلا، واختياره فى القائمة القصيرة، ضمن 20 مرشحًا فى 4 فئات للجائزة، إلا أنه لم يكن يعرف عن ذلك شيئًا حتى اكتشف فى وقت لاحق أن الناشطة الحقوقية مزن حسن هى من قامت بترشيحه لنيل الجائزة. وأضاف البلشى قائلاً: "بعد فرح عابر استمر لدقائق، تنازعتنى الكثير من المشاعر، أولها أننى مرشح للحصول على جائزة بسبب دفاعى عن حقوق زملاء مسجونين، تعرضوا لانتهاكات، وجميعهم أحق بالتكريم مني، فهم من دفعوا ولازالوا يدفعون الثمن كاملاً من أعمارهم وصحتهم، ومن حياة أسرهم، كنت أفضل أن يكونوا هم المرشحون، وتحول ذلك لشعور بالذنب، حتى على لحظات الفرح العابرة التى انتابتني". وأوضح أنه "لثلاثة أيام متتالية منذ أن تم إخطارى يوم الجمعة الماضي، تنتابنى مشاعر متناقضة جعلتنى أتردد بين الإعلان وعدم الإعلان عن الخبر، رغم أن خبر اختيارى فى القائمة القصيرة جاء مذيلاً بأن المرحلة الأخيرة تتضمن حملة تصويت على مواقع التواصل، كواحدة من المعايير للفوز بالجائزة". وأشار رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إلى أن "جانب آخر من المشاعر المتناقضة، أننى مرشح للجائزة بسبب جهد جماعى شاركنى فيه الكثير من الزملاء سواء من خلال لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، وقت أن توليت مسئوليتها، أو فى جبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات، أو فى موقعنا المحجوب «البداية»، وكلهم شاركونى هذا الجهد ودفع الثمن، بخلاف زملاء وأساتذة كبار تشاركنا معًا فى دفع الثمن فى قضية النقابة أو فى مواقع أخرى، وآخرون دفعوا من وقتهم وحياتهم وصحتهم أثمانًا كبيرة وكل هؤلاء كانوا أهلاً للترشيح أو لأن نتشاركه سوياً.. بدلاً من أن يقترن جهدنا المشترك باسم وحيد وشخص واحد مهما كانت مساحة دوره، فدورى لم يكن ليتم أو يكتمل إلا بأدوارهم ووجودنا وتساندنا معًا". وتابع الكاتب الصحفي: "ثالث المشاعر، أنه وسط الاحتفاء بى أو الهجوم ضدى بسبب هذا الترشح، ربما يدفع آخرون ثمنًا لذلك من حياتهم الشخصية ولو من باب تصفية الحسابات وهو ما تكرر معي، وبينما أنا فى صدارة الصورة على جهود وأثمان تشاركناها، يبقى لهم فقط دفع الثمن، حتى لو اعتادوا على ذلك أو اعتبروه عادياً. ونوه إلى أنه "وسط هذه المشاعر، كانت هناك دوافع أخرى حسمت ضرورة الإعلان أولها أن هذا الترشيح، هو امتداد لمعركة الدفاع عن حرية الصحافة والتى يجب أن تستمر، فضلاً عن أنه فى حد ذاته ربما يكون باباً لإعادة طرح القضايا التى تشاركناها، وإلقاء الضوء على أوضاع الحريات الصحفية ولو لبعض الوقت، فضلاً عن أن الترشيح ربما يكون فى جانب منه تكريماً لكل من لا يزال قابضاً على جمر الدفاع عن الحقوق والحريات، ورسالة لزملائى من جانب ولمن حاولوا كتم صوتنا من جانب آخر، بأن جهدنا لم يضع، وأن دورنا مستمر، وأن هناك من يرى أننا لازلنا قادرين على فعل شيء، ولو حالت قدراتنا دون أن نتم بعضه". وأضاف البلشى قائلاً: "جاءت كلمات ابنى عندما شاورته فى رغبتى فى عدم الإعلان لأن هناك ضحايا وزملاء أحق بالتكريم: «من حقهم يحسوا زيك أنكم بتعملوا حاجة، واللى بتعملوه له تقدير»، لتحسم التناقض، هذا إلى جانب حق مستحق للحقوقية القوية مزن حسن، التى كانت وراء ترشيح اسمي، فى ألا نخذلها بعد أن رأت ما نفعله أهلاً للتقدير فسعت لطرح اسمى بين المرشحين الثلاثمائة". وتابع: "مبادرة الناشطة الحقوقية "مزن" جاءت اليوم بإعلان خبر الترشح لتحسم الأمر، ويبقى إحساسي، - حتى لو رأيت هذا التكريم رسالة بأهمية الدور الذى نقوم به جميعًا - بأن كل من دافعنا عنهم وعن حقوقهم ولازالوا يدفعون الثمن سيبقون الأحق بهذا التكريم، على أمل أن نخرج من دائرة أن لدينا صحفيين أحرار يدافعون عن هذه المهنة، إلى صحافة حرة ومناخ حر قادر على احتواء كل المواهب وفتح الأبواب أمام انطلاقها وقادر على الحفاظ على حق المجتمع فى المعرفة وتنوع الأراء". وأكد "أنه يبقى له أمل وحيد فى أن نخرج من الدائرة التى وضعنا هذا النظام فيها، وهى أن يأتى تكريمنا دون أن نكون مضطرين لدفع كل هذه الأثمان فى سبيل انتزاع حقوق بديهية استقرت فى كل الأمم الحرة". واختتم رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين السابق قائلاً: "أملى أن يكون حظ ابنى وأبنائنا أفضل، وأن تكون جوائزهم تعبيراً عن قدرتهم على أن يسعدوا بالحياة ويمنحوا السعادة للآخرين وأن يتاح لهم مناخ ليبدعوا ويبتكروا ويساهموا فى الارتقاء بالبشرية، بدلاً من أن يقف طموحهم عند تقليل مدة سجن زميل عدة أيام، أو أن يخرج زميل محبوس للعلاج ثم يعود لزنزانته مرة أخرى".