أعلنت مصر، رفضها إجراء الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق، مؤكدة تأييدها لوحدة العراق، إدراكًا للتداعيات بعيدة المدى المتعلقة بإجراء الاستفتاء على استقرار وأمن العراق ومنطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من فتور العلاقات بين الأكراد وأغلب الدول العربية، إلا أن مصر كانت من أكثر البلدان العربية التي تربطها علاقات وثيقة وتاريخية بالأكراد، وكانت مصر الدولة العربية الأولى التي تفتتح قنصلية لها في العاصمة الكردستانية، أربيل، عام 2010، بما شكَّل، حينها، اعترافًا سياسيًا، على أعلى مستوى، بوجود الإقليم، المُعترف به بالفعل في دستور الحكومة العراقية المركزية. وقال السفير معصوم مرزوق, مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "المصريون", إن "الانقسامات الحالية عبارة عن جزء من مخطط التقسيم الذي يضم منطقة الشرق الأوسط لتفتيت الدول وتحويلها إلى دويلات صغيرة على أسس دينية وعرقية, وستفتح الأبواب أمام كل أقليات الشرق الأوسط في المطالبة بدولة ذاتية", مشددًا على ضرورة الاهتمام ب "أقليات مصر والأقباط وقبائل الأمازيغ بواحة سيوة". وأوضح ل"المصريون"، أن "الانقسامات لن تجلب سوى الحروب الطائفية, وكان على كل الدول العربية التحرك بجدية لإيقاف التمزق العربي, حتى لا تطالب كل أقلية بالاستقلال, وبالطبع ستكون هناك عواقب وخيمة من قبل تركيا وإيران والعراق على إقليم كردستان". وحول دور مصر تجاه إقليم كردستان في الفترة المقبلة, قال معصوم: "على مصر ضرورة التواصل معه وبالتنسيق مع دول الخليج, وتقديم الدعم له, وفتح قنوات تواصل دبلوماسية حتى لو سرية, حتى تعرف مصر ما يجري بداخله, حتى لا يقع تحت سيطرة إسرائيل أو دول أجنبية". وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات، اليوم، النتائج الأولية لاستفتاء إقليم كردستان العراق، حيث أيد الأكراد عملية الانفصال، وبلغ عدد المصوتين ب"نعم" 92%، وحوالي 7% صوَّتوا ب"لا"، وبلغ عدد الناخبين المشاركين في الاستفتاء نحو 4.5 مليون ناخب من الإقليم وخارجه. من جهته, طالب البرلمان العراقي، اليوم الأربعاء، في جلسة استثنائية، بمحاكمة المسئولين عن تنظيم الاستفتاء الذي بدأ الاثنين الماضي، وعلى رأسهم رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، كما طالب الحكومة بإبلاغ سفراء الدول بضرورة غلق قنصلياتها في كردستان.