أكدت مصادر اقتصادية أن حكومة نظيف قد اتخذت قرارا بهيكلة الدعم المقدم لمحدودي الدخل وخفض المبالغ المخصصة له في الميزانية بمقدار 2.2 مليار جنية في المرحلة التي تلي انتهاء انتخابات مجلس الشعب القادمة مشيرة إلى أن الدعم الذي يقدم حاليا للمواد التموينية سيتراجع إلى 9 مليارات جنية بدلا من 11.2 مليار جنية وهو المبلغ المدرج في ميزانية العام الماضي. أوضحت المصادر أن هيكلة الدعم ستشمل في المرحلة الأولى التوقف عن تقديم أربع سلع تصرف طبقا للبطاقة التموينية وهي الفول والمكرونة والعدس والسمن وهي السلع التي لا يقبل المواطنون على صرفها. وصولا إلى الاستغناء عن الدعم السلعي واستبداله بدعم نقدي يقدم للمواطنين كما أشارت المصادر إلى أن هناك دراسات تجرى حول رغيف الخبز وكم استهلاكه في القرى والمدن المصرية تمهيدا لإعادة النظر في حصص الدقيق المدعومة والمقدمة للمخابز البلدية وأن هذا قد جاء مواكبا لقيام وزارة التموين في التوسع في أعداد المخابز الأفرنجية على حساب المخابز البلدية وذلك بهدف السيطرة على دعم الدقيق المخصص للمخابز البلدية. وأشارت المصادر إلى أن هدف حكومة نظيف هو إلغاء الدعم بشكل تدريجي وبيع السلع الغذائية بنظام العرض والطلب محذرة من أن خوف النظام من أن يتسبب هذا القرار في اضطرابات أمنية هو السبب الوحيد الذي يؤجل هذه القرار. وشددت المصادر على أن ضغوط صندوق النقد والبنك الدولي تصاعدت بشدة على النظام بدرجة لم يعد يتحملها في المرحلة القادمة خصوصا أن هناك تهديدات من جانب المؤسستين بالتوقف عن جدولة الديون المصرية في المرحلة القادمة إذا لم تجد الحكومة المصرية حلا لمسألة الدعم السلعي. وحذرت المصادر من أن هذا القرار يعد إلغاء للدعم ولكن بصورة تدريجية فكيف لحكومة نظيف أن تحدد الجهة المستحقة لهذا الدعم خصوصا أن دراسات عديدة أكدت أن 20% من المستحقين للدعم لا تعلم الدولة شيئا عن إمكانياتهم المادية أو مدى حاجتهم لمبالغ كبيرة أو قليلة لمواجهة أعباء الحياة. من جهة أخرى علمت المصريون أن تعليمات سيادية قد صدرت لوزارة التربية والتعليم بالتوقف التدريجي عن بناء مدارس عامة مجانية مقابل التوسع في بناء المدارس التعاونية وهي المدارس التي يتحمل أولياء الأمور فيها تكاليف العملية التعليمية ونفقات التشغيل وتحسين الخدمات للطالب والانتقال بالتعليم في مصر من مرحلة إتاحة التعليم للجميع إلى جودته وإنشاء مدارس مؤهلة للانتقال بطلاب مصر إلى مراحل توازي مؤسسات التعليم الخارجية.