على الرغم من اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، والمزمع إجراؤها في منتصف العام القادم 2108، إلا أنه لم تعلن أي شخصية بشكل رسمي عن عزمها خوض المنافسة على كرسي الرئاسة، ما أثار تساؤلات كثيرة بشأن ذلك. وخلال الفترة الماضية، أكدت عدة شخصيات، أنها لن تخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، دون الإعلان عن أسباب ذلك القرار، حيث أعلن، حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وعمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، والسفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، والمرشح الرئاسي الأسبق، عدم الترشح. وبرزت أسماء عدة شخصيات من المحتمل خوضهم الانتخابات، لكن لا تخرج عن كونها تكهنات حتى الآن، ولم تعلن أيًا منها الترشح بشكل رسمي، ولعل أبرزها الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقًا، والمستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات. كما تردد أسماء الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب "مصر القوية"، والمحامي خالد علي، والمحامي خالد العوضي، والدكتور عصام حجي، والدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس السابق عدلي منصور. معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والقيادي بحزب "الكرامة"، رأى أن هناك أسبابًا عديدة وراء ذلك الأمر، مشيرًا إلى أن التشويه والتشهير الذي تتعرض له الكيانات السياسية المختلفة، وأيضًا أي شخصية تبدي رأيًا مخالفًا لرأي السلطة الحالية، يدفع الكثير إلى العزوف عن إعلان الترشح. وفي تصريحه ل"المصريون"، قال مرزوق، إن عمليات التشويه التي يمارسها الإعلام، وصلت لدرجة غير مسبوقة، وأصبح هناك امتهان لكرامة من يمارس العمل العام، كما أن هناك استباحة سياسية للمعارضة، منوهًا بأن هذا أيضًا من ضمن الأسباب. القيادي بحزب "الكرامة"، لفت إلى أن القوى السياسية تسعى خلال تلك الفترة، إلى بناء جبهة واسعة، موضحًا أن تلك الجبهة الغرض منها الاتفاق على المقاطعة أو اختيار مرشح أو مرشحين لخوض الانتخابات المقلبة، وذلك دافع آخر للتأخر. وأكد أنه لم يحسم أمر ترشحه حتى الآن، مشيرًا إلى أنه ينتظر قرار الجبهة، وما سيتفقون عليه، مضيفًا "إذا أجمعوا على اختياري فلن أتقاعس عن تحمل تلك المسئولية". أما، هشام فؤاد، القيادي بحركة الاشتراكيون الثوريون، قال إن النظام يفرض حالة من الحصار على جميع القوى السياسية والمجتمع المدني، وأيضًا المنظمات الاجتماعية، منوهًا بأن هذا يؤدي إلى عدم إعلان أحد ترشحه. ورأى، أن إغلاق المجال العام، وعدم وجود مساحات للحركة في الشوارع، يُصعب على من يفكر في ذلك الأمر، التواصل مع الجماهير وعرض مشروعاتهم وبرامجهم. وأوضح في تصريحه ل"المصريون"، أن من يسعى لطرح نفسه كبديل، يتم تشويهه بصورة غير مسبوقة، وليس هذا فحسب، بل تلفق له التهم، من أجل قتله معنويًا، واستنزاف رصيده الانتخابي. وأكد، أن الانتخابات القادمة، لن تخرج عن كونها "تمثيلية وشكلية فقط"، فالأجواء الحالية لا تؤهل لانتخابات حقيقية، منوهًا بأن حدوث متغيرات دولية وإقليمية ومحلية، يمكن أن يساعد على إجراء انتخابات نزيهة.