يبدو أن فقدان الثقة في الحكومة وإجراءاتها الوقائية أصبح هو السمة الغالبة علي المواطنين الأمر الذي جعل الكثير منهم يسعى للحصول علي الدواء الوحيد الفعال لمرض أنفلونزا الطيور وهو تاميفلو بشكل فردي وذلك بعد مخاوف متكررة من اتساع دائرة المرض ، وهو ما استغله بعض تجار الأدوية الذين قاموا باستيراد الدواء من الخارج بعيدا عن أعين مسئولي وزارة الصحة وقاموا بالاتجار فيه ورفع سعره يوما بعد يوم رغبة في تحقيق المزيد من الأرباح وقد اقتصر بيع الدواء لمن لا يعرف علي ثلاث صيدليات كبري لها أفرع في كل مكان في القاهرة تقريبا ، وفي البداية كان سعر الدواء 250 جنيه ارتفع بعد يومين فقط إلي 400 جنيه ثم سرعان ما أصبح سعره 600 جنيه أي تضاعف السعر في اقل من أسبوع واحد وهذا الواقع يشير بلا شك إلي الاضمحلال الشديد لثقة الكثيرين في الحكومة أو إجراءاتها . والمثير للدهشة حالة السلبية والبرود الشديد الذي تتعامل به الحكومة مع هذه الكارثة الوبائية التي تثير ذعر العالم في الوقت الراهن ، فلم تقم إلي الآن باستيراد علبة دواء واحدة مشيرا كالعادة في جميع تصريحات مسئوليها إلي أن مصر بخير والوباء بعيد عنها وعلي الجميع" أن ينام ويتغطى كويس من البرد" . وبذلك تركت الحكومة البلاد برمتها للمتاجرين بصحة المصريين ولا عزاء للفقراء الذين لا يملكون ثمن قرص واحد من الدواء.