6 يونيو 1861..وفاة كاميلو كافور.. موحد إيطاليا

كاميلو بينسو كونت كافور، ولد فى مدينة تورينو الإيطالية عام 1810 لأسرة امتلكت أراضى زراعية، كان أبرز وأعظم صانعى الوحدة الإيطالية، بدأ حياته ضابطًا فى سلاح المدفعية فى جيش بيدمنت، وأخرج منه عام 1830، لآرائه السياسية المتطرفة، فعكف على دراسة الاقتصاد عمومًا، والمسائل الزراعية على وجه الخصوص، وأكمل دراسته فى فرنسا وإنجلترا وألمانيا، ثم عاد إلى الحياة العامة فعمل فى الصحافة وأسس جريدة "البعث"، ومن خلالها دافع فيها عن الحكم الدستورى وحرية الصحافة، ولكنة كان يهاجم الجمهوريين المتطرفين، وبذلك كان كافور يمثل الاتجاه المعتدل فى الحركة الإيطالية.
صار كافور بعد ذلك عضوًا فى البرلمان الذى تكون عقب دستور1848، وفى عام 1850 دخل الوزارة كوزير للتجارة، وفى عام 1852 اختاره الملك فيكتور عمانويل الثانى رئيسًا للوزارة فى بيدمنت، فكان اختيارًا للشخص المناسب فى المكان المناسب، ولما كان كافور يعتقد أنه لا سبيل إلى تحقيق الوحدة الإيطالية إلا تحت زعامة بيدمنت، فقد عمل على تنظيم هذه الدولة وتقويتها حتى تصبح قادرة على تحقيق هذه الغاية، فعمل على النهوض بالنواحى الاقتصادية وخاصة الزراعة والصناعة، وعقد المعاهدات التجارية مع البلاد الأوروبية، فشمل النشاط التجارى للبلاد، وفرض ضرائب على أملاك الكنيسة، واستولى على أراضى الأديرة بعد أن حل الكثير منها، وأخذت الحكومة فى استصلاح الأراضى، ولم يعبأ بمعارضة الكنيسة.
قاد كافور حركة اجتماعية سياسية ثورية، لتوحيد الممالك الإيطالية وإنهاء الحكم النمساوى والنابليونى فى إيطاليا، ويعتبر المؤرخون فترة توحيد إيطاليا تلك التى امتدت من مؤتمر فيينا عام 1815 حتى الحرب الفرنسية البروسية عام 1871.
تمكن كافور من التخلص من الحكم الفرنسى فى إيطاليا، وبقيت الإمبراطورية النمساوية هى عدوهم الوحيد، وتوفى كافور فى مثل هذا اليوم عام 1861، لكن العديد من العلماء والمفكرين الإيطاليين وقفوا وراء فكرة توحيد إيطاليا، ونشروا فى كل أنحاء أوروبا الوحدة الإيطالية، ولكن النمسا استعملت كل أنواع القمع لمنع تلك الوحدة، وتأكد ذلك فى كلمة المستشار النمساوى فى مؤتمر فيينا الذى أنكر وجود إيطاليا، بقوله: "إن كلمة إيطاليا ما هى إلا مصطلح يعبر عن مكان جغرافى فقط"، ولكن أخيرًا وفى عام 1871، توحدت إيطاليا وأعلنت روما عاصمةً لها.