وقع سامح شكري وزير الخارجية، ونظيره الألماني زيجمار جابريل، اليوم الأحد، اتفاقًا للتعاون بملف الهجرة وشؤون اللاجئين. جاء ذلك عقب جلسة مباحثات بين الوزيرين بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن "شكري شهد التوقيع على ورقة العناصر المشتركة للتعاون بين مصر وألمانيا في مجال الهجرة لإيجاد حلول تحقق مصلحة البلدين". ويشمل الاتفاق، وفق البيان "معالجة الأسباب الجذرية للظاهرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وعدم قصر التعامل معها على المنظور الأمني". ولم يذكر البيان تفاصيل أخرى بشأن مضمون الاتفاق. في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الألماني زيجمار، في مؤتمر صحفي مشترك، عقب التوقيع، إن بلاده "تشارك مصر في كثير من الرؤى، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والتطرف، وقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية". ووصف زيجمار الاتفاق ب"المهم لمصر وألمانيا أوروبا". ومتطرقًا بشكل ضمني إلى مخاوف مصر من تأثير سد النهضة الإثيوبي، على حصتها من مياه النيل، شدَّد الوزير الألماني على "ضرورة موافقة مصر على أية مشروعات على نهر النيل"، مؤكدًا "نهر النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة". وتعرب القاهرة عن مخاوف عديدة جراء "سد النهضة" الذي تبنيه إثيوبيا، فيما اعترضت مطلع الشهر الجاري، على طرح الاتحاد الأوروبي مشروعًا للتعاون يقدر ب 3 مليون يورو مع دول حوض النيل للقيام بدراسات لمشروعات ذات المنفعة المشتركة. وفي كلمته بالمؤتمر، أوضح "شكري"، أن مباحثاته مع نظيره الألماني، تطرقت إلى "الشراكة المصرية الألمانية، وكيفية تطويرها، خاصة في التعاون الاقتصادي والعسكري والهجرة والأمن ومحاربة الإرهاب". وقال "شكري"، إن "اتفاق الهجرة، سيدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة الماضيةً"، دون مزيد من التفاصيل. وأضاف شكري: "ناقشت مع وزير الخارجية (الألماني) الموقف الأوروبي فيما يتعلق بحقوق مصر في مياه النيل، وأرحب بتأكيده لحقنا في المياه، وإدراك ألمانيا لأهمية نهر النيل بالنسبة لمصر ووجودها". وبدأ شكري، اليوم الأحد، جولة أوروبية، تشمل ألمانيا وبلاروسيا ورومانيا، تستهدف تعزيز العلاقات مع الدول الثلاث. وتمثل مصر- أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان- بحكم موقعها على البحر المتوسط، قبالة القارة الأوروبية، دولة عبور للهجرة غير الشرعية. فيما تعد ألمانيا، من الدول الأوروبية المتضررة من توافد المهاجرين من دول شمال إفريقيا. وفي 9 أغسطس الجاري، قالت وزارة الداخلية الألمانية، في بيان، إن عدد المهاجرين الذين دخلوا البلاد في 2017 كان "ثابتا إلى حد كبير"، حيث دخل 15 ألف شخص كل شهر تقريبًا، بإجمالي 107 آلاف مهاجر حتى نهاية يوليو الماضي.