استنكرت منظمات المجتمع المدني في مصر المعلومات المسربة عن تهديد الرئيس الأمريكي بوش لقصف قناة الجزيرة ورأت فيها دليلا إضافيا على عدوانية الادارة الأمريكية التي يسيطر عليها اليمين المسيحي الصهيوني المتطرف .. وأعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها إزاء المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية حول خطه أمريكية لضرب قناة الجزيرة الإخبارية في قطر و بعض مكاتبها الأخرى . ونبهت المنظمة إلى أنه إذا تبين صحة ما ورد بالتقرير فانه يعد انتهاكا خطيرا للعديد من الحقوق ويأتي على رأسها الحق في الحياة والحق في الحرية والأمان الشخصي وحرية الرأي والتعبير وحرية تداول وتدفق المعلومات ، بالمخالفة للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية ( مادة 19) والإعلان العالمي لحقوق الإنسان . المنظمة استنكرت أيضا موقف المدعي العام البريطاني ، الذي أصدر تعليماته لكافة الصحف البريطانية بعدم نشر المزيد من المعلومات حول تلك الوثيقة (!!) . وطالبت المنظمة الإدارتين الأمريكية والبريطانية بالتحقيق في صحة المعلومات ، خاصة وأن مثل تلك المعلومات تلقي بظلال من الريبة حول وقائع قصف فندق فلسطين بالعاصمة العراقية بغداد ومقتل مصور الجزيرة رشيد والي في 20 مايو/أيار 2004 بعد اشتباكات بين القوات الأمريكية وعناصر جيش المهدي التابع للزعيم مقتدى الصدر ، وواقعة قصف مكتب الجزيرة في بغداد من قبل طائرة أمريكية في الثامن من أبريل/ نيسان 2003 ، الأمر الذي أدى إلى مقتل مراسل الجزيرة طارق أيوب . يذكر أن صحيفة ديلي ميرور كانت قد كشفت النقاب في تقرير لها عن تفاصيل وثيقة سرية لمخطط للرئيس الأمريكي جورج بوش لقصف قناة الجزيرة في قطر وعدد من مكاتبها في الخارج أثناء تغطيتها للهجوم الشامل الذي تعرضت له مدينة الفلوجة . وقالت الصحيفة في تقريرها أن تلك الوثيقة قد عرضها الرئيس الأمريكي على حليفه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، إلا أن الأخير قد حذره من مغبة القدوم على مثل هذا الفعل الذي قد يثير موجه من الغضب العالمي .