كشفت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن هناك 5 أسباب كانت وراء ضرورة رحيل ستيف بانون، من منصبه في البيت الأبيض كمستشار استراتيجي للرئيس دونالد ترامب. وأولى هذه الأسباب تمثلت في علاقته المتوترة بجاريد كوشنر زوج إيفانكا نجلة ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما تم تعيين بانون كمستشار استراتيجيات، قال ديفيد ديوك الزعيم اليمني المتطرف والمسئول السابق في منظمة "كلو كلوكس كلان" إن قرر الرئيس ترامب "ممتاز". ونشرت مؤسسة "بريتبارت" الإعلامية التي تولى بانون رئاستها في وقت سابق العديد من المقالات عن أناس يدفعون بأجندة معادية للمسلمين. وبذلك مثل بانون في البيت الأبيض منصة اليمين المتطرف بينما مثل جاريد كوشنر وزوجته ايفانكا ترامب المعتدلين الذين تعاونوا مع مرشحين ديمقراطيين في السابق. وفي صحيفة نيويورك تايمز عبر بانون عن هذه الحقيقة بقوله لكوشنر :" ليس هناك أرض محايدة أنت ديمقراطي". وثاني هذه الأسباب التي ذكرتها الصحيفة أن مدير الاتصالات السابق بالبيت الأبيض أنطوني سكاراموتشي يكشف عن أجندة خاصة لبانون. في مطلع 2013 قال بانون إنه "لينيني" وهدفه الرئيس من ذلك كان تحطيم كل المؤسسات الحالية. ومن غير الواضح إذا ما كان قد جاء إلى البيت الأبيض بعد 4 سنوات بتلك الأجندة، ولكن التقارير تشير إلى أن لديه أجندة شخصية. وربما يكون سكارموتشي أعطى تلميحات حول أجندة بانون الخفية عندما أجرى مقابلة مع صحيفة نيويوركر. وفي تصريحاته عن بانون قال سكارموتشي :" أعتقد أن هناك عناصر داخل واشنطن، وأيضا داخل البيت الأبيض، ليست بالضرورة تساعد في (تحقيق) مصالح الرئيس أو برنامجه"، معتبرا أن الرئيس بحاجة إلى الاستعانة "بأشخاص أكثر ولاء" لكي ينفذ أجندته. السبب الثالث هو أن روبرت ميردوخ حليف ترامب طالب برحيل بانون فلم يكن سكاراموتشي الوحيد الذي تعامل معه بانون بطريقة خاطئة. فميردوخ إمبراطور الإعلام الأسترالي الذي تعرف على ترامب منذ الثمانينات حث الرئيس الأمريكي مرارا على طرد بانون بحسب صحيفة نيويورك تايمز. السبب الرابع هو انه - ربما ينظر إليه على أنه سرق الأضواء من ترامب وهو ما عبر عنه ترامب في تصريحات سابقة قال فيها إن بانون رجل لطيف، ولكن من الواضح أن هذا التصور تغير في الأشهر الأخيرة. مسئول كبير قال أيضا إن بانون شخص موهوب في إظهار نفسه كبطل للمحافظين الذين انتخبوا الرئيس. ويقال إن التصور بأنه مسئول عن شعبية الرئيس قد "أزعج" ترامب بعد أن ظهر بانون على غلاف مجلة تايم بعبارة "مناور كبير"، وفي الموضوع المنشور بالمجلة يُسأل عما إذا كان "ثاني أكبر رجل قوى "فى البلاد. وقبل خروج بانون مباشرة من البيت الأبيض، سجلت شعبية ترامب أقل مستوى لها. وأوضحت الصحيفة أن السبب الخامس أن بانون مهد الطريق لرحيله من البيت الأبيض قبل سنوات. لقد مهد بانون الطريق للتوترات الموجودة في البيت الأبيض قبل سنوات من دخوله. فعلى مدار سنوات دفع من خلال وسيلته الإعلامية "بريتبارت" بما يسميه الكثيرون برسائل معاداة الإسلام والمرأة، وذلك باستضافة شخصيات مثيرة للجدل والاستقطاب مثل باميلا جيلار وميلو يانوبولوس. وفي ضوء أحداث شارلوتسفيل ، ربما لم يكن في مقدور الرئيس من وجهة نظر العلاقات العامة الاحتفاظ برجل في كبار الموظفين كان على علاقة وثيقة باليمين المتطرف الذي تسبب في الأحداث. وغادر ستيف بانون منصبه في البيت الأبيض كمستشار استراتيجي للرئيس دونالد ترامب. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي، في بيان أول أمس الجمعة، نبأ رحيل بانون، قائلة: "كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي وستيف بانون اتفقا على أن اليوم هو الأخير لبانون في البيت الأبيض. نحن نشعر بالامتنان له ونقدر خدمته ونتمنى له الأفضل". وكان ترامب انتقد بانون خلال الأيام الأخيرة، إذ كان يشعر بالغضب من تصريح لبانون في مقابلة صحفية يعارض وجهة نظر الرئيس بشأن كوريا الشمالية وإنه قام بتغييرات شخصية في وزارة الخارجية. وجاء رحيل بانون من البيت الأبيض بعد 7 أشهر من تواجده في المنصب، وبعد 3 أسابيع من تعيين الجنرال جون كيلي في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، في محاولة لتنظيم حالة الفوضى في البيت الأبيض والتضارب بين الأقسام الداخلية والصراعات بين موظفي البيت الأبيض. وشهد البيت الأبيض مؤخرا رحيل بعض موظفيه البارزين، ومنهم مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين والمتحدث السابق شون سبايسر.