قلبى مقبوض من شهر النكسة.. فى يونيه سيُعلن حكم إعدام مبارك أو سجنه أو تبرئته، وأيضاً سيُعلن اسم رئيس مصر الجديد، ولو حدث ما أخشاه فتلك نكسة لم تشهدها مصر من قبل، تتوارى خجلاً دونها هزيمتنا أمام العدو الصهيونى فى يونيه 67م. تذكرون خطاب التنحى الشهير ودموع عبد الناصر وانكسار عينيه المحزنة، وتذكرون رفض الجماهير والهتاف الشعبوى الخطير" سينا دى حبة رمال أهم حاجة حياتك يا جمال"، وصوت المذيع العجيب أحمد سعيد فى إذاعة صوت العرب "وإيه يعنى ولا 30 ألف أسير، ما يتحرق الجيش المهم الدولة والأمة مختزلة فى شخص عبد الناصر". هذا نفسه خطاب الفريق شفيق، الذى أتى شاهراً سيفه ممتطياً بغلته الحولاء متحدياً الجميع متوعداً الثوار والإسلاميين بالويل والثبور وعظائم الأمور، مؤكداً للأمريكان والإسرائيليين ولحبايب مبارك فى الداخل ومجانينه أنه سيعيد كل شىء، كما كان وسيعيد الاعتبار لمبارك وأسرته وسيسحق الثوار وسيعيد الإسلاميين فى مكانهم الطبيعى فى المعتقلات والسجون!! ومع فارق التشبيه بالطبع بين عبد الناصر الذى أرعب الإسرائيليين ومبارك كنزهم الإستراتيجى، فبمارك عندى – رغم اختلافى مع عبد الناصر– لا يبلغ ظافرًا من أظافر قدم "خالد الذكر" الشمال. نكسة جديدة تلوح فى أفق يونيه إذا حدث السيناريو البغيض المخيف وأنجحوا شفيق بالعافية وبرءوا مبارك، كأن أوباما وكلينتون وبن اليعازر وبيريز ونتنياهو وعمر سليمان وأحمد شفيق ومبارك وسوزان قد وقفوا صفاً وأخرجوا ألسنتهم للمصريين قائلين: طظ فيكم! طظ فى تضحياتكم وفى ثورتكم، إيه يعنى شهداء، وإيه يعنى جرحى وعميان، إيه يعنى ملايين المستضعفين والفقراء والعاطلين، ما يتحرق الشعب، المهم الدولة والأمة مختزلة فى شخص (مبارك – شفيق). هذا ليس صوت أحمد سعيد من صوت العرب من القاهرة فى الستينيات، لكنه صوت عماد أديب وأم الفلول لميس الحديدى ومذيعين ومذيعات وإعلاميين وإعلاميات شتى فى فضائيات السى بى سى والنهار وأون تى فى ودريم.. إلخ، كلهم ينافسون إعلام الستينيات وكلهم ينافسون أحمد سعيد، وجميعهم يستهينون بأرواح الشهداء ويلعنون الثورة ويكسرون عظام الثوار وينتفون لحى الإسلاميين ويشيطنون الإخوان، ويرحبون بشفيق بطل موقعة الجمل وحبيب قلب مبارك وننى عين سوزان وننوس علاء وجمال. أسمعهم يهتفون"الثوار دول حبة عيال أهم حاجة حياتك يا جمال"! وهذا طبعاً ليس خالد الذكر جمال عبد الناصر، إنما "خارج السجن" جمال مبارك! وتلك نكسة أخرى للشعب المصرى ستكون مفاجأة كبيرة من عمو شفيق لحبيب قلبه جمال- مبارك.. وليس خالد الذكر - ربما يؤجلها ليونيه القادم أو بعد القادم. وكل يونيه وإحنا منكوسين.