تستعد الهند لاختيار رئيس هندوسي ينتمي إلى أقل الطبقات في المجتمع أو ما يعرف بطبقة " المنبوذين". ويعتبر رام ناث كوفيند أقرب المرشحين لتولي المنصب، حيث جرى اقتراع سري، الاثنين، شارك فيه حوالي 5000 من أعضاء البرلمان والحكومة الفيدرالية. وإلى الشهر الماضي كان كوفيند، البالغ من العمر 71 عاما، يتولى منصب حاكم ولاية بيهار شرقي الهند، وتحول خلال تاريخه من العمل بالمحاماة إلى السياسة. ومن المقرر أن يتسلم الرئيس الجديد، وهو ال 14 في تاريخ الهند الحديثة، المنصب من براناب موخريجي، الرئيس الحالي للبلاد، الذي تنتهي ولايته في 24 الجاري. ويعتبر كوفيند الأوفر حظا للفوز، حيث يجد دعم رئيس الوزراء ناريندرا مودي - الذي نشر صوراً له على "تويتر" وهو يقوم بالانتخاب - وباعتبار أن كوفيند مرشح لحزب مودي أو حزب الشعب الهندي " بهاراتيا جاناتا ". وينتمي الرئيس المرتقب إلى طبقة " الداليت " الفقيرة، ويجد دعما من الأحزاب المتنوعة في الهند ، ولن تعلن النتائج قبل يوم الخميس المقبل. وتذهب أغلب التكهنات إلى أن مرشح مودي سوف يستطيع إقصاء منافسته ميرا كومار البالغة من العمر 72 عاما، وهي أول امرأة تولت رئاسة البرلمان في الهند، وتجد دعما من حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض. وهي الأخرى كومار، من "الداليت" ما يعني بجميع الأحوال أن رئيس أو رئيسة الهند المقبل/المقبلة من هذه الطبقة. إلى حد كبير فإن منصب الرئيس في الهند يعتبر شرفيا، لكنه يعتبر مهما من الناحية السياسية لاسيما في الأوقات التي تشهد مشاكل سياسية أو ضبابية في الرؤية، مثل فترات تعليق البرلمان حيث يلعب مكتب الرئيس دورا أكبر في هذا الظرف. ومن المتوقع أن يساعد انتصار كوفيند المحتمل، مودي وحزب "بهاراتيا جاناتا" على تعزيز قوته السياسية الحالية بدرجة أكبر. واجتاح حزب مودي الانتخابات في عام 2014 في انتصار ساحق، وفاز بسلسلة من الانتخابات المحلية منذ تلك الفترة. طبقة الداليت تعرف طبقة الداليت في الهند بأنها من أدنى الطبقات الاجتماعية، حيث ينظر إليها تاريخيا على أن وضعيتها لا تلائم أو توازي الطبقات الراقية عند المجتمع الهندوسي. ولهذا السبب تم اعتبارهم في الماضي بأنهم غير ناضجين، وظلوا على الهامش الاجتماعي، وللأسف فإن هذا الوضع مستمر إلى اليوم في بعض الحالات برغم الاختراق الكبير الذي حققته هذه الطبقة على الصعيد السياسي وفي مجالات الأعمال. وحافظت الحكومات المتعاقبة في الهند على مدى السنوات السبعين الماضية، على برامج العمل الإيجابي الرامية إلى معالجة التحامل وعدم المساواة بخصوص هذه الطبقة. وسوف يسكن الرئيس الجديد في القصر الرئاسي الذي يعرف باسم "راشتراباتى بهاوان"، وهو مبنى ضخم يضم 340 غرفة، ليعقب الرئيس الحالي موخريجي الذي سكن هذا القصر منذ 2012.