أول تصريحات صدرت عن جبهة شفيق بعد الاختراق الكبير، الذى حققه الفلول قول المتحدث الإعلامى باسم حملته لصحيفة نيويورك تايمز، "الثورة انتهت".. ونحن نرد "الأمة فى خطر" ما لم تتحد جميع أطياف الثورة وتقاوم هذا الهجوم المخطط والمنظم والمدعوم ببذخ شديد من رجال أعمال مبارك. يدعونى للتفاؤل الروح المتوحدة التى تبديها أطياف الثورة، التى كانت متعاركة مع نفسها ومتخاصمة مع الإخوان، عقب الإعلان عن "الانقلاب العسكرى"الناجح الذى قامت به لجنة السياسات مستخدمة "صناديق الانتخاب" ولعل أبرز دلالات هذا الانقلاب الكتلة الصوتية الكبيرة فى "المنوفية"، التى كانت تحت سيطرة أحمد عز، وثبت أنها تحت سيطرته حتى الآن.. هذه الكتلة منحته المركز الثانى متقدمًا على صباحى. مصر أم العجائب.. ومن آيات عجائبها أن يحدث الانقلاب العسكرى على الثورة من قلب الديمقراطية، بعد التغرير بالشعب، خصوصًا التجار والموظفين والعاملين فى السياحة والأقباط، وأن ينفذه جناحان مدنيان، أحدهما "الأقباط" الذين أثبتوا أنهم يملكون كتلة تصويتية تستطيع تغيير النتائج وربما تغير مستقبل مصر برمته، والثانى محافظة "المنوفية" التى ثبت أنها محتلة من لجنة السياسات وأحمد عز برغم إنتاجها لأقلام ثورية بارعة ومنافحة بقوة عن الثورة، ولمثقفين يقفون فى صفها باستماتة وحماس. وحدة القوى الثورية والمصالحة بينها وبين الإخوان هو خط الدفاع الأخير عن الثورة التى أعلنت جبهة شفيق أنها انتهت فى ذروة فرحتها بنجاح المرحلة الأولى من الانقلاب.. ونذكر أن شفيق نفسه قال فى تصريح سابق عن ثورة يناير إنها "نجحت للأسف"! يبقى على الإخوان من جانبهم الاستجابة السريعة للروح الجديدة المتصالحة والمساندة لهم، بتقديم ضمانات فعلية على أرض الواقع بأن يكونوا أحد الفصائل وليس الفصيل المسيطر.. أحد صناع المستقبل وليس الصانع "المعلم"، وأن يعلنوا سريعا عن تشكيل فريق رئاسى يضم مرشحهم رئيسا للجمهورية ومعه الخاسران الكبيران حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح كنائبين بصلاحيات حقيقية ونافذة والتعهد بتشكيل حكومة ائتلافية من جميع القوى والأحزاب. عليهم أيضًا القيام بعمل سريع مع القوى المدنية بوضع دستور يرضى عنه الجميع ويزيل المخاوف من تأسيس دولة دينية، وهيئة أمر بالمعروف، وهى مخاوف برع الإعلام فى خلقها بمساندة العسكر خلال الشهور الماضية. يمكن للإخوان خلال أيام قليلة إزالة هذه "الفوبيا" بتهيئة الأجواء المناسبة والمقبولة لصياغة دستور يشعر الفئات الخائفة بالاطمئنان على بقاء الدولة المدنية وازدهارها وينهى تمامًا فزورة شفيق عن إعادة الأمن فى 24 ساعة وهو أمر مستحيل إلا إذا كان هو قائد البلطجية، كما قاد موقعة الجمل. الانقلاب العسكرى قابل للإجهاض سريعًا لو أمسك الإخوان والأطياف الثورية بالفرصة فى وقتها وقدما التنازلات المريرة والصعبة.. وإلا فإن عصر شفيق سيبدأ بالمعتقلات وتنفيذ تهديده بسحل المتظاهرين والثوار وربما بسوريا أخرى. [email protected]