طالب المفكر القبطي الدكتور ميلاد حنا جماعة الإخوان المسلمين بإصدار وثيقة عهد للأقباط تتضمن موقف الجماعة من الشأن القبطي بصورة عامة وكيفية تعامل الجماعة معه ، لتبديد مخاوف الأقباط من تحولهم إلى "مواطنين درجة ثانية" إذا حصل الإخوان على أغلبية تؤهلهم اعتلاء سدة السلطة في مصر ، الأمر الذي ردت عليه الجماعة متعهدة بتبني المظالم الخاصة بالأقباط ليس باعتبارهم أقلية أو طائفة ولكن في ضوء كونهم جزءا من نسيج الشعب المصري . وشدد حنا في تصريحات خاصة ل"المصريون" على أن نمو الحكم الديني في مصر عبر صعود الإخوان المسلمين سيزيد من مخاوف الأقباط من تهميشهم أكثر مما هو عليه الآن ، معترفا بأن الإخوان ليسوا هم المسئولين عن مأساة الأقباط بل الحكومات المصرية المتعاقبة التي عاملتهم على أنهم مواطنون درجة ثانية لكن هذا الأمر مرشح للتصعيد إذا وصل الإخوان إلى سدة السلطة. ونبه حنا إلى أن السياسات الفاشلة للحزب الحاكم في جميع المجالات تتحمل مسئولية هذا الوهج الإخواني ، لافتا إلى أن جميع الشواهد كانت تشير إلى تحولهم إلى قوة سياسية كبيرة في المجتمع وهذا التحول ستكون له تداعيات تقلب الخريطة السياسية في مصر رأسا على عقب. ونبه حنا إلى أن موقفه من جماعة الإخوان المسلمين لم يتغير إنما وضعهم هو الذي تغير ، فقد تحولوا من جماعة دينية مضطهدة ، طالبنا طويلا برفع الظلم عنها إلى جماعة سياسية قوية ساعية للوصول للسلطة وهو ما جعلنا نستشعر الخطر على أوضاعنا في مصر بعد تزايد احتمالات وصولهم للسلطة خصوصا أن موقفهم من الأقباط ليس واضحا. ونفى حنا أن يكون تهديده بالهجرة من مصر غرضه زيادة الضغوط على النظام لتحسين وضع الأقباط السياسي وتعيين أكبر عدد منهم في مجلس الشعب لأن لعب الأقباط دور سياسي يعد حقا أصيلا لهم وليس منحة من أحد ، كما أنني أرفض التعيين في البرلمانات كسبيل لدمج الأقباط في الحياة السياسية من ثم فالمطلوب أن يكون للأقباط نصيب كبير منهم على لوائح الأحزاب والقوى السياسية. ورفض حنا بشكل قاطع مبدأ "الكوتا" للأقباط ، فهم ليسوا أقلية بل هم فصيل وطني أصيل متساو مع المسلمين في الحقوق والواجبات وطوال تاريخهم وهم يلعبون دورا سياسيا واضحا وقد أعترف دستور عام 1923 بذلك ولكن جميع الدساتير التالية تجاهلت هذا الأمر. من جانبه ، كشف الدكتور عصام العريان القيادي الإخواني البارز أن الجماعة ستدعو إلى حوار وطني شامل حول كل القضايا بما فيها مشكلات الأقباط بعد الانتخابات. وقال العريان إن رأينا بوضوح هو أن الظلم الذي يقع على أي مصري سواء كان قبطيا أو مسلما هو ظلم لكل المصريين والأقباط لهم مشاكل خاصة بهم مثل بناء وترميم الكنائس والمسائل المتعلقة بعدم احترام مشاعرهم وهي مشاكل يمكن حلها. وأكد القيادي الإخواني أن تصاعد المشاعر الطائفية في مصر هو انعكاس لثقافة خاطئة وتدين مغشوش وينبغي على المسلمين والمسيحيين مقاومة هذه الثقافة. وتعليقا على التصريحات الدكتور ميلاد حنا ، قال العريان إن "هذا قلق زائف وغير مبرر لأنه نتيجة رهان خاسر على الحزب الوطني" الحاكم ، ملمحا بذلك إلى موقف البابا شنودة الثالث الذي دعا الأقباط المصريين في سبتمبر الماضي إلى التصويت لصالح الرئيس حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية تعددية في سبتمبر الماضي. وأضاف "آن الأوان لان ينضم المسيحيون كجزء من الشعب المصري وليس كطائفة إلى المعارضة التي ثبت أنها قوية وقادرة علي تحقيق المكاسب" مؤكدا أن "المسيحيين يجب أن يكونوا شركاء معنا لمواجهة المشاكل العامة للوطن".