أكدت مصادر سياسية مقربة من أروقة القرار في الحزب الحاكم أن هناك اتجاها متناميا لإحداث مجزرة للعديد من الأمناء بالحزب في المحافظات خصوصا الذين فشلوا فشلا ذريعا في جلب وحشد التأييد لمرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وأكدت المصادر أن هذه المجزرة ستشمل العديد من الأمناء وفي مقدمتهم محمد المنياوي أمين الحزب في بورسعيد حيث فشل الحزب الحاكم في الحصول إلا على مقعد واحد في المحافظة للمرة الثانية على التوالي خصوصا أن تعيين المنياوي ساهم بشدة في تراجع شعبية الحزب في المحافظة ، بل إن المنياوي نفسه خسر الانتخابات أمام مرشح الإخوان المسلمين الدكتور أكرم الشاعر . وتوقعت المصادر أن تشمل التغييرات أيضا أمين الحزب بالسويس وائل صلاح قدور وعبد الفتاح محمد الباز أمين الحزب الحاكم في الإسماعيلية حيث تكررت خيبة الوطني في المحافظتين ليخرج الحزب الحاكم من المعركة الانتخابية صفر اليدين في سيناريو شبة مكرر من الانتخابات البرلمانية في دورة 2000 . ولن يختلف الأمر في محافظة القليوبية حيث دفع أمين الحزب الوطني اللواء عبد الرحمن شديد ثمنا غاليا للهزيمة التي لاقاها مرشحو الحزب أمام المستقلين والإخوان المسلمين حيث كلف الحزب الأمين العام السابق محمد عطية الفيومي بإدارة شئون الحزب بصورة مؤقتة لحين تعيين أمين جديد للحزب. وستطال التغييرات أيضا بحسب أوامر سيادية تلقتها أمانة التنظيم أمين الحزب الوطني بالمنوفية محمد عمر رسلان حيث مني الحزب بهزيمة ساحقة في المنوفية حيث لم ينجح سوا كمال الشاذلي وأحمد عز في الفوز بمقاعدهما في الجولة الأولى بينما لاقى باقي المرشحون هزيمة ساحقة أمام مرشحي جماعة الإخوان المسلمين الذين حققوا 9 مقاعد بالمحافظة التي تعد معقلا رئيسيا للحزب الحاكم. في السياق ذاته ، يوجه أمين عام الحزب بالفيوم محمد أحمد عبد اللطيف سيواجه معركة شرسة للحفاظ على منصبه خصوصا أن المحافظة شهدت أكبر هزيمة للحزب الوطني بسقوط نائب رئيس الحزب ووزير الزراعة السابق يوسف والي أمام مرشح الإخوان المسلمين الدكتور حسن يوسف رغم التدخلات الأمنية ، ويتوقع أن يلحق به أيضا أمين الحزب بالمنيا على رياض شعبان حيث لاقى الحزب هزيمة قاسية أمام مرشحي الإخوان المسلمين. ولم تستبعد المصادر أن تطول التغييرات أمناء الحزب في محافظتي الإسكندرية الدكتور محمد سعيد الدقاق وفي قنا أحمد عبد الغني حسن رغم تحقيق الحزب لنتائج مرضية نسبيا في الأخيرة . وأشارت المصادر إلى أن هناك تكليفات من القيادة السياسية للدكتور على الدين هلال أمين التثقيف بالحزب بتشكيل لجنة لتقييم أوضاع الحزب وأمنائه في المحافظات وإقالة الفاشلين منهم في أسرع وقت بأمر مباشر من قيادة الحزب وتفويض اللجنة بأن قراراتها نافذة وغير خاضعة للمراجعة.