حث الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قيادات الإخوان للتوحد وحل الخلافات الدائرة بين "جبهة محمود عزت "العواجيز" والمكتب العام "الشاب"؛ لبحث أزمة المعتقلين؛ إلا أن المؤشرات – بحسب محللين- تشير إلى فشله في تقريب وجهتي النظر المختلفة بين أفراد الجماعة. هذه الدعوة التي عبر عنها القرضاوي في بيان صحفي منذ أيام، لم تكن الأولى، ففي فبراير الماضي تدخل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، لعقد عدة لقاءات في قطر مع أطراف الفريقين المتنازعين داخل جماعة الإخوان لتوحيد شتات الجماعة بالمشاركة مع القيادي في التنظيم الدولي للجماعة إبراهيم منير، نائب المرشد العام للجماعة. وذكرت صحيفة "الحياة اللندنية" وقتها، أن تلك المساعي تعتمد على إحداث تغيير في القيادة العليا للجماعة بالدفع بجيل الوسط، مع إجراء مراجعات في استراتيجية الإخوان باعتماد التهدئة مع السلطة المصرية، ومحاولة الوصول إلى تفاهمات لكنها فشلت، وتم رفضها من قبل القيادات التاريخية الذين اعترضوا على دخولهم في انتخابات اقترحها الشباب. وفي بداية هذا الشهر، ناشد القرضاوى، قيادات الإخوان بالتوحد والاصطفاف لإنقاذ قيادات السجون، وتركزت رسائل الأول لقيادات الجماعة لإنقاذ الأفراد داخل السجون. لكن الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، قلل من إمكانية تدخل الشيخ القرضاوي لحل الأزمة بين طرفي الإخوان، قائلا إن هذا الأمر خارج كل المعادلات السياسية. وأوضح سودان، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الدكتور القرضاوي له وضع خاص في قطر و السعودية، هذا تاريخ غير قابل للمساس به، في إشارة للنأي به بعيدًا عن المهاترات السياسية بين طرفي الإخوان. من جهته، قلل خالد الزعفراني، الباحث في شئون الإسلام السياسي، من دور "القرضاوي" في توحيد صفوف الجماعة، قائلا: "مهما يدعو الإخوان فهو غير مهتم بأمورهم للدرجة التي يتصورها البعض؛ لأنه غير خبير بالأمور التنظيمية بالجماعة وليس له تأثير على قيادات العواجيز أو شبابها الثوري". وأكد الزعفراني، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الخلافات بين طرفي الجماعة اتسعت رقعتها وسط تزايد الاتهامات بين الجانبين بالخيانة، كما أن القرضاوي ليس له سلطان على أفراد الجماعة والاستماع له يكون من باب منع الحرج. ودب صراع بين أفراد جماعة الإخوان منذ ديسمبر 2015 بين جبهة القيادات التاريخية التي يتزعمها محمود عزت، نائب مرشد الجماعة، والصقور التي تزعمها الراحل محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ومن بعده عدد من أنصاره.