10- الصيام أطيب من ريح المسك :- عن الحارث بن الحارث الأشعري رضى الله عنه قال : { إنَّ اللهَ أَوحى إلى يحيى بنِ زكريا بخمسِ كلماتٍ أن يعملَ بهن ، ويأمرَ بني إسرائيلَ أن يعمَلوا بهنَّ . فكأنه أبطأ بهنَّ ، فأتاه عيسى فقال : إنَّ اللهَ أمرك بخمسِ كلماتٍ أن تعمل بهنَّ ، وتأمر بني إسرائيلَ أن يعملوا بهنَّ ، فإما أن تخبرَهم ، وإما أن أخبرَهم . فقال : يا أخي ! لا تفعلْ ، فإني أخاف إن سبقتَني بهنَّ أن يُخسَفَ بي أو أُعذَّبَ . قال : فجمع بني إسرائيلَ ببيتِ المقدسِ حتى امتلأ المسجدُ ، وقعدوا على الشُّرُفاتِ ، ثم خطبهم فقال : إنَّ اللهَ أوحى إليَّ بخمسِ كلماتٍ أن أعملَ بهنَّ ، وآمُر بني إسرائيلَ أن يعملوا بهنَّ : أولهنَّ [ أن ] لا تشركوا باللهِ شيئًا ، فإنَّ مثلَ من أشرك باللهِ كمثلِ رجلٍ اشترى عبدًا من خالصِ مالِه بذهبٍ أو وَرِقٍ ، ثم أسكنه دارًا فقال : اعملْ وارفعْ إليَّ . فجعل يعملُ ويرفعُ إلى غيرِ سيِّدِه ! فأيُّكم يرضى أن يكونَ عبدُه كذلك ؛ فإنَّ اللهَ خلقكم ورزقَكم ، فلا تُشركوا به شيئًا . وإذا قمتُم إلى الصلاة فلا تَلتفِتوا ، فإنَّ اللهَ يقبِلُ بوجهه إلى وجهِ عبدِه ما لم يلتفِتْ . وأمركم بالصيامِ ، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ في عصابةٍ معه صُرَّةٌ من مسكٍ ، كلهم يُحبُّ أن يجدَ ريحَها ، وإنَّ الصيامَ أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المسكِ . وأمركم بالصدقةِ ، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ أسرَه العدوُّ ، فأوثَقوا يدَه إلى عُنُقِه ، وقرَّبوه لِيضربوا عُنُقَه ، فجعل يقول : هل لكم أن أَفدي نفسي منكم ، وجعل يعطي القليلَ والكثيرَ حتى فدى نفسَه . وأَمَركم بذكر اللهِ كثيرًا ، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سراعًا فى أثَرِه ، حتى أتى حصنًا حصينًا ، فأحرز نفسَه فيه ، وكذلك العبدُ لا ينجو من الشيطانِ إلا بذكرِ اللهِ . الحديث . } ( رواه المنذرى وصححه الألبانى ) 11- خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك :- عن أبى هريرة : { قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : كلُّ عَملِ ابنِ آدمَ لَهُ إلَّا الصِّيامَ هوَ لي وأَنا أجزي بِهِ ، الصِّيامُ جُنَّةٌ ، فإذا كانَ يومُ صومِ أحدِكُم فلا يرفُثْ ، ولا يصخَبْ ، فإن شاتمَهُ أحدٌ أو قاتلَهُ ، فليقل : إنِّي امرؤٌ صائمٌ . والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ ، لخلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيَبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ } ( رواه النسائى وصححه الألبانى ) 12- للصائم فرحتان :- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : { قال اللهُ عزَّ وجلَّ : كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيامُ . فإنَّه لي وأنا أجْزِي به . والصِّيام جُنَّةٌ . فإذا كانَ يومُ صوْمِ أحدِكُم فلا يَرفُثْ يومئذٍ ولا يَسخَبْ . فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتلَهُ ، فليقلْ : إنِّي امرؤٌ صائمٌ . والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ . لخلُوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ ، يومَ القيامةِ ، من ريحِ المسكِ . وللصَّائمِ فرحتانِ يفرَحهُما : إذا أفطرَ فرِحَ بفِطرهِ . وإذا لقِيَ ربَّهُ فرِح بصوْمِهِ } ( رواه مسلم ) 13- الصيام لا عدل ، ولا مثل له :- عن أبى أمامة الباهلى : { قلتُ يا رسولَ اللهِ مرْني بعملٍ قال عليك بالصَّومِ فإنَّه لا عَدْلَ له قلتُ يا رسولَ اللهِ مرْني بعمل قال عليك بالصَّومِ فإنَّه لا عَدْلَ له قلتُ يا رسولَ اللهِ مرْني بعملٍ قال عليك بالصَّومِ فإنَّه لا مِثلَ له } ( رواه المنذرى في الترغيب والترهيب وقال عنه الألبانى إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ) قال الإمام السندي – رحمه الله - في " حاشيته على سنن النسائي " : { فإنه لا مثل له في كسر الشهوة ، ودفع النفس الأمارة والشيطان ، أو لا مثل له في كثرة الثواب... ، ويحتمل أن يكون المراد بالصوم كف النفس عما لا يليق ، وهو التقوى كلها ، وقد قال الله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) } أه . 14- الصائم من الصديقين والشهداء :- عن عمرو بن مرة الجهني رضى الله عنه قال : { جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ ، فقال : يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ ، و أنك رسولُ اللهِ ، و صلَّيتُ الصلواتِ الخمسِ ، و أدَّيتُ الزكاةَ ، و صمتُ رمضانَ ، وقُمتُه ، فممَّن أنا ؟ قال : من الصِّدِّيقين و الشُّهداءِ } ( رواه المنذرى في الترغيب والترهيب وصححه الألبانى ) 15- الساعى على الأرملة والمسكين كصائم النهار :- عن أبى هريرة رضى الله عنه : { السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ ، كالمُجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ ، أو القائمِ الليلَ والصائمِ النهارِ } ( رواه البخارى ) 16- ضرب الأجر بالصيام :- عن أبى هريرة : { إنَّ اللهَ لَيبلغُ العبدَ بحسنِ خُلُقِه درجةَ الصومِ والصلاةِ } ( رواه وصححه الألبانى ) وفى رواية عن أبى الدرداء : { ما من شيءٍ يُوضَعُ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ ، وإنَّ صاحِبَ حُسنِ الخلُقِ ليَبلُغُ بهِ درَجةَ صاحِبِ الصَّومِ والصلاةِ } ( رواه السيوطى في الجامع الصغير وصححه الألبانى ) وعن زيد بن خالد الجهنى : { مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا } ( رواه الترمذى وصححه الألبانى ) 17- تشبيه المجاهد بالصائم :- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : { مَثلُ المُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ ، واللَّهُ أعلَمُ بمن يُجاهدُ في سَبيلِهِ ، كمثَلِ الصائمِ القائِمِ ، وتَوَكَّلَ اللَّهُ للمُجاهدِ في سَبيلِهِ بأنْ يَتَوَفَّاهُ : أنْ يُدخِلَهُ الجَنةَ ، أو يَرْجِعَهُ سالِمًا مع أجْرٍ أو غَنيمَةٍ .} ( رواه البخارى ) وعنه أيضا قيل للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : ما يعدل الجهادَ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ؟ قال ( لا تستطيعوه ) قال : فأعادوا عليه مرتينِ أو ثلاثًا . كل ذلك يقول ( لا تستطيعونه ) . وقال في الثالثةِ ( مثلُ المجاهدِ في سبيلِ اللهِ كمثلِ الصائمِ القائمِ القانتِ بآياتِ اللهِ . لا يفتُرُ من صيامٍ وصلاةٍ . حتى يرجع المجاهدُ في سبيلِ اللهِ تعالى ) .( رواه مسلم ) 18- الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم :- وعنه أيضا : { الطاعِمُ الشَّاكِرُ بمنزلةِ الصائِمِ الصابِرِ } ( رواه أحمد في مسنده وصححه أحمد شاكر ) قال السندى – رحمه الله – في " حاشيته على إبن ماجه " : { قوله : ( الطاعم الشاكر ) أي الذي يعرف قوة ذلك الطعام في طاعته تعالى (بمنزلة الصائم ) في أن كلا منهما في الطاعة المقصودة من خلق الإنسان فإن المقصود من خلق الإنسان الطاعة لا خصوص الصوم وظاهر الحديث الآتي المساواة في الأجر لكن الظاهر أن يراد في أنهما متساويان في أن كلا منهما مأجور . } أه . 19- الصيام يكفر فتنة الرجل :- عن جرير بن عبدالله : { كنا جلوسًا عند عمرَ رضي الله عنه، فقال : أيُّكم يحفظ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الفتنةِ ؟ قلتُ : أنا ، كما قاله . قال : إنك عليه - أو عليها – لجريءٌ ، قلتُ : فتنةُ الرجلِ في أهلهِ ومالهِ وولدهِ وجارهِ ، تكفِّرُها الصلاةُ والصومُ والصدقةُ والأمرُ والنهيُ ، قال : ليس هذا أريد ، ولكنِ الفتنةُ التي تموجُ كما يموجُ البحرُ ، قال : ليس عليك منها بأسٌ يا أميرَ المؤمنين ، إنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا ، قال : أيُكسرُ أم يُفتحُ ؟ قال : يُكسر ، قال : إذًا لا يُغلق أبدًا ، قلنا : أكان عمرُ يعلم البابَ ؟ قال : نعم ، كما أن دون الغدِ الليلةَ ، إني حدثتُه بحديثٍ ليس بالأغاليطِ . فهبْنا أن نسأل حذيفةَ ، فأمرنا مسروقًا فسأله ، فقال : البابُ عمرُ . } ( رواه البخارى ) قال إبن حجر – رحمه الله – في " فتح البارى " : { قوله : ( تكفرها الصلاة والصدقة ) زاد في الصلاة " والصوم " قال بعض الشراح : يحتمل أن يكون كل واحدة من الصلاة وما معها مكفرة للمذكورات كلها لا لكل واحدة منها ، وأن يكون من باب اللف والنشر بأن الصلاة مثلا مكفرة للفتنة في الأهل والصوم في الولد إلخ ، والمراد بالفتنة ما يعرض للإنسان مع من ذكر من البشر ; أو الالتهاء بهم أو أن يأتي لأجلهم بما لا يحل له أو يخل بما يجب عليه . واستشكل ابن أبي جمرة وقوع التفكير بالمذكورات للوقوع في المحرمات والإخلال بالواجب ; لأن الطاعات لا تسقط ذلك ، فإن حمل على الوقوع في المكروه والإخلال بالمستحب لم يناسب إطلاق التكفير ، والجواب التزام الأول وأن الممتنع من تكفير الحرام والواجب ما كان كبيرة فهي التي فيها النزاع ، وأما الصغائر فلا نزاع أنها تكفر لقوله تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم الآية ، وقد مضى شيء من البحث في هذا في كتاب الصلاة . وقال الزين بن المنير : الفتنة بالأهل تقع بالميل إليهن أو عليهن في القسمة والإيثار حتى في أولادهن ، ومن جهة التفريط في الحقوق الواجبة لهن ، وبالمال يقع الاشتغال به عن العبادة أو بحبسه عن إخراج حق الله ، والفتنة بالأولاد تقع بالميل الطبيعي إلى الولد وإيثاره على كل أحد ، والفتنة بالجار تقع بالحسد والمفاخرة والمزاحمة في الحقوق وإهمال التعاقد ، ثم قال : وأسباب الفتنة بمن ذكر غير منحصرة فيما ذكرت من الأمثلة ، وأما تخصيص الصلاة وما ذكر معها بالتكفير دون سائر العبادات ففيه إشارة إلى تعظيم قدرها لا نفي أن غيرها من الحسنات ليس فيها صلاحية التكفير ، ثم إن التكفير المذكور يحتمل أن يقع بنفس فعل الحسنات المذكورة ، ويحتمل أن يقع بالموازنة ، والأول أظهر ، والله أعلم . وقال ابن أبي جمرة : خص الرجل بالذكر لأنه في الغالب صاحب الحكم في داره وأهله ، وإلا فالنساء شقائق الرجال في الحكم . ثم أشار إلى أن التكفير لا يختص بالأربع المذكورات ، بل نبه بها على ما عداها ، والضابط أن كل ما يشغل صاحبه عن الله فهو فتنة له ، وكذلك المكفرات لا تختص بما ذكر بل نبه به على ما عداها ، فذكر من عبادة الأفعال الصلاة والصيام ، ومن عبادة المال الصدقة ، ومن عبادة الأقوال الأمر بالمعروف . } أه . 20- الصوم نصف الصبر :- عن جرى بن كليب : { الصَّومُ نصفُ الصَّبرِ } ( رواه إبن كثير في عمدة التفسير وصححه أحمد شاكر ) 21- رمضان شهر الصبر :- عن أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال : { صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ رَمَضَانَ ، صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ و ثلاثَةَ أيامٍ من كلِّ شهرٍ } ( رواه السيوطى في الجامع الصغير وصححه الألبانى ) 22- دعوة الصائم لا ترد :- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : { يا رسولَ اللَّهِ إنَّا إذا رأيناكَ رقَّت قلوبُنا وَكُنَّا من أَهْلِ الآخرةِ ، وإذا فارقناكَ أعجبَتْنا الدُّنيا ، وشمَمنا النِّساءَ والأولادَ قالَ : لَو تَكونونَ أو قالَ : لَو أنَّكم تَكونونَ على كلِّ حالٍ على الحالِ الَّتي أنتُمْ عليها عندي ، لصافحتْكمُ الملائِكَةُ بأَكُفِّهِم ، ولزارتْكُم في بيوتِكُم ، ولَو لَم تُذنِبوا ، لجاءَ اللَّهُ بقَومٍ يذنِبونَ كَيْ يُغفَرَ لَهُم قالَ : قُلنا : يا رسولَ اللَّهِ ، حدِّثنا عنِ الجنَّةِ ، ما بناؤُها قالَ : لَبنةُ ذَهَبٍ ولَبنةُ فضَّةٍ ، ومِلاطُها المِسكُ الأذفرُ ، وحصباؤُها اللُّؤلؤُ والياقوتُ ، وترابُها الزَّعفرانُ ، مَن يدخلُها ينعمُ ولا يبأسُ ، ويخلدُ ولا يموتُ ، لا تبلَى ثيابُهُ ولا يفنَى شبابُهُ ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهُم : الإمامُ العادلُ ، والصَّائمُ حتَّى يُفْطِرَ ، ودعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغمامِ ، وتُفتَحُ لَها أبوابُ السَّماءِ ، ويقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ : وعزَّتي لأنصرنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ } ( رواه أحمد في مسنده وصححه أحمد شاكر ) 23- الصيام وطول العمر:- عن عبيد بن خالد السلمى : { آخى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بينَ رجلينِ فقتلَ أحدُهما وماتَ الآخرُ بعدَهُ بجمعةٍ أو نحوِها فصلَّينا عليْهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ما قلتُم فقُلنا دعونا لَهُ وقلنا اللَّهمَّ اغفر لَهُ وألحِقْهُ بصاحبِهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فأينَ صلاتُهُ بعدَ صلاتِهِ وصومُهُ بعدَ صومِهِ شَكَّ شعبةُ في صومِهِ وعملُهُ بعدَ عملِهِ إنَّ بينَهما كما بينَ السَّماءِ والأرضِ } ( رواه أبو داود وصححه الألبانى ) 24- الصيام أغض للبصر وأحصن للفرج :- عن عبدالله بن مسعود : { يا معشرَ الشَّبابِ ! عليكم بالباءةِ . فإنَّهُ أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ فمَنْ لم يستطعْ منكمُ الباءةَ فعليهِ بالصَّومِ فإنَّ الصَّومَ لَه وجاءٌ } ( رواه الترمذى وصححه الألبانى ) وعنه : { دخَلتُ معَ عَلقَمَةَ الأسوَدِ على عبدِ اللهِ ، فقال عبدُ اللهِ : كنا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شبابًا لا نجِدُ فقال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا معشرَ الشبابِ ، منِ استَطاع الباءَةَ فلْيتزوَّجْ ، فإنه أغضُّ للبصَرِ وأحصَنُ للفَرْجِ ، ومَن لم يستَطِعْ فعليه بالصَّومِ ، فإنه له وِجاءٌ ) .( رواه البخارى ) وعنه : { كنتُ مع عبدِ اللهِ ، فلَقِيَه عثمانُ بمنًى ، فقال : يا أبا عبدِ الرحمنِ ، إن لي إليك حاجةً ، فخَلَوَا ، فقال عثمانُ : هل لك يا أبا عبدِ الرحمنِ في أن نُزَوِّجَك بكرًا ، تُذَكِّرُك ما كنتَ تَعْهَدُ ؟ فلما رأى عبدُ اللهِ أن ليس له حاجةٌ إلى هذا أشارَ إليَّ ، فقال : يا علقمةُ ، فانتَهَيْتُ إليه ، وهو يقولُ : أما لَئِنْ قلتِ ذلك ، لقد قال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم : يا معشرَ الشبابِ ، مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيَتَزَوَّجْ ، ومَن لم يَسْتَطِعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاءٌ .} ( رواه البخارى ) عن عائشة رضى الله عنها قالت : { النِّكَاحُ من سُنَّتِي فمَنْ لمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَليسَ مِنِّي ، و تَزَوَّجُوا ؛ فإني مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ، و مَنْ كان ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ ، و مَنْ لمْ يَجِدْ فَعليهِ بِالصِّيامِ، فإنَّ الصَّوْمَ لهُ وِجَاءٌ } ( رواه وصححه الألبانى ) 25- الصيام خصاء الأمة :- عن عكرمة مولى إبن عباس رضى الله عنه قال : { إنَّ عُثمانَ بنَ مظعونٍ ، وعليَّ بنَ أبي طالبٍ ، وابنَ مَسعودٍ ، والمقدادَ بنَ الأسودِ ، وسالمًا مولى أبي حُذَيْفةَ في أصحابِهِ - تبتَّلوا ، فجلَسوا في البيوتِ ، واعتَزَلوا النِّساءَ ، ولبِسوا المُسوحَ ، وحرَّموا طيِّباتِ الطَّعامِ واللِّباسِ إلَّا ما يأكلُ ويلبَسُ أَهْلُ السِّياحةِ من بَني إسرائيلَ ، وَهَمُّوا بالإخصاءِ وأجمعوا لِقيامِ اللَّيلِ وصيامِ النَّهارِ ، فنزلت : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ يقولُ : لا تَسيروا بغيرِ سنَّةِ المسلِمينَ ، يريدُ : ما حرَّموا منَ النِّساءِ والطَّعامِ واللِّباسِ ، وما أَجمعوا عليهِ من قيامِ اللَّيلِ وصيامِ النَّهارِ ، وما همُّوا بِهِ منَ الإخصاءِ ، فلمَّا نزلت فيهم بَعثَ إليهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : إنَّ لأنفسِكُم حقًّا ، وإنَّ لأعينِكُم حقًّا ، صوموا وأفطِروا ، وصلُّوا وَناموا ، فَليسَ منَّا مَن ترَكَ سنَّتَنا . فقالوا : اللَّهمَّ سلَّمنا واتَّبعنا ما أنزلتَ .} ( رواه إبن كثير في عمدة التفسير وصححه الألبانى ) 26- الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة :- عن عامر بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : { الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة } ( رواه الترمذى وصححه الألبانى ) . قال الإمام ابن رجب - رحمه الله – في " لطائف المعارف " : { ومعنى كونها غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا ًصفواً بغير كلفة } أه . وقال الإمام المناوى - رحمه الله – في " التيسير بشرح الجامع الصغير " : { قوله صلى الله عليه وسلم : ( الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة ) أي التي تحصل عفواً بغير مشقة لقصر النهار وبرده وعدم الحاجة مع ذلك إلى أكل وشرب } أه وقال قتادة : إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن يقصر النهار فيصومه ، ويطول الليل فيقومه . 27- ثواب الصوم في الصيف السُقيا يوم العطش :- عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ اللهَ قَضَى على نفسِهِ أنَّ مَنْ عَطَّشَ نفسَهُ للَّهِ في يَوْمٍ حارٍّ ؛ كان حَقًّا على اللهِ أنْ يَرْوِيَهُ يومَ القيامةِ قال : فكانَ أبو مُوسَى يَتَوَخَّى اليومَ الشَّدِيدَ الحَرِّ الذي يَكَادُ الإنسانُ يَنْسَلِخُ فيهِ حَرًّا ، فَيَصُومُهُ .} ( رواه البيهقى في شعب الإيمان وضعفه الألبانى ). وكان أبو الدرداء يقول : { صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور } وقال ابن رجب - رحمه الله - في " لطائف المعارف " : { عن بعض السلف قال : بلغنا أنه يوضع للصوام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب فيقولون : يارب نحن نُحاسب وهم يأكلون ، فيقال : إنهم طالما صاموا وأفطرتم وقاموا ونمتم } أه . 28- الإعداد للساعة بالصيام :- عن أنس بن مالك : { أنَّ رجلًا سأَل النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : متى الساعةُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ما أعدَدتَ لها ؟ . قال : ما أعدَدتُ لها من كثيرٍ صلاةٍ ولا صومٍ ولا صدَقَةٍ، ولكني أُحِبُّ اللهَ ورسولَه، قال : أنتَ معَ مَن أحبَبتَ .} ( رواه البخارى ) 29- درس الصيام :- عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : { يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ ، ولا صلاةٌ ، ولا نسُكٌ ، ولا صدَقةٌ ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ ، يقولونَ : أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ : ما تُغني عنهم : لا إلَهَ إلَّا اللَّه ُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ ، ولا صيامٌ ، ولا نسُكٌ ، ولا صدقةٌ ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا ، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ ، فقالَ: يا صِلةُ ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا } ( رواه إبن ماجه وصححه الألبانى ) ومعنى ( يدرس ) : ينقرض ، يعني : ينقرض الإسلام شيئاً فشيئاً ، والوشي هو النقوش التي على الثوب ، فإذا كان الثوب ملوناً وعليه نقوش وزهور فإنها مع قدم الزمن تبدأ تنمحي ، فشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إندراس الإسلام بإندراس هذه النقوش التي على الثوب . 30- من ختم له بصيام يوم دخل الجنة :- عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من خُتم له بصيام يوم دخل الجنة } ( رواه البزار في مسنده وصححه الألبانى ). قال الإمام المناوي - رحمه الله – في " فيض القدير " : { أي من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين ، أو من غير سبق عذاب } أه . 31- دفاع الصيام عن صاحبه في قبره :- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : { إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قبرِه إنَّه يسمعُ خفقَ نِعالِهم حين يُولونَ مُدبرينَ ، فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصَّلاةُ عند رأسِهِ ، وكان الصِّيامُ عن يمينِهِ ، وكانتِ الزَّكاةُ عن شمالِهِ وكان فعلُ الخَيراتِ مِن الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عندَ رجلَيْهِ فيُؤتَى مِن قِبَلِ رأسِهِ فتقولُ الصَّلاةُ ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يمينِهِ فيقولُ الصِّيامُ ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يسارِهِ فتقولُ الزَّكاةُ : ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رجلَيْهِ فيقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ : ما قِبَلي مَدخلٌ ، فيُقالُ لهُ ، اجلسْ فيجلسُ قد مُثِلَتْ لهُ الشَّمسُ ، وقد أذِنَتْ للغروبِ ، فيُقالُ لهُ : أرأيتُكَ هذا الَّذي كان قبلَكُم ، ما تقولُ فيهِ ، وماذا تشهدُ عليهِ ؟ فيقولُ : دعوني حتَّى أُصلِّيَ ، فيقولونَ : إنَّكَ ستفعلُ ، أخبِرْنا عمَّا نسألُكَ عنهُ ، أرأيتُكَ هذا الرَّجلُ الَّذي كان قبلَكُم ، ماذا تقولُ فيهِ وماذا تشهدُ عليهِ ؟ قال : فيقولُ : محمَّدٌ ، أشهدُ أنَّهُ رسولُ اللهِ ، وأنَّهُ جاء بالحقِّ مِن عندِ اللهِ ، فيُقالُ لهُ : على ذلكَ حَيِيتَ ، وعلى ذلكَ متَّ ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاءَ اللهُ ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ مِن أبوابِ الجنَّةِ فيُقالُ لهُ هذا مقعدُكَ منها وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها ، فيزدادُ غِبطةً وسرورًا ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ مِن أبوابِ النَّارِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها لَو عصَيتَه فيزدادُ غبطةً وسرورًا ثمَّ يُفسَحُ لهُ في قبرِهِ سبعونَ ذراعًا ، ويُنَوَّرُ لهُ فيهِ ، ويُعادُ الجسدُ لِما بُدِئَ منهُ فتُجعَلُ نسَمتُهُ في النَّسَمِ الطَّيِّبِ وهيَ طيرٌ تُعلَقُ من شجرِ الجنَّةِ فذلكَ قَولُه : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وإنَّ الكافرَ إذا أُتيَ من قِبَلِ رأسِه لَم يُوجَدْ شيءٌ ثمَّ أُتيَ عن يمينِهِ فلا يُوجَدُ شيءٌ ثمَّ أُتيَ عن شمالِهِ فلا يُوجَدُ شيءٌ ثمَّ أُتيَ من قِبَلِ رجلَيْهِ فلا يُوجَدُ شيءٌ فيُقالُ لهُ اجلسْ فيجلسُ مَرعوبًا خائفًا فيُقالُ أرأيتُكَ هذا الرَّجلَ الَّذي كان فيكُم ماذا تقولُ فيهِ وماذا تشهدُ عليهِ فيقولُ : أيُّ رجلٍ ؟ ولا يهتَدي لاسمِهِ ، فيُقالُ لهُ : محمَّدٌ ، فيقولُ : لا أدري ، سمِعتُ النَّاسَ قالوا قَولًا ، فقلتُ كما قال النَّاسُ ! فيُقالُ لهُ : على ذلِكَ حَييتَ وعليهِ متَّ وعليهِ تُبعَثُ إن شاءَ اللهُ ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ من أبوابِ النَّارِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ من النَّارِ وما أعدَ اللهُ لكَ فيها فيزدادُ حسرةً وثُبورًا ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ من أبوابِ الجنَّةِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ منها وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها لَو أطعتَهُ فيزدادُ حسرةً وثُبورًا ثمَّ يُضيَّقُ عليهِ قبرُهُ حتَّى تختلفَ فيهِ أضلاعُهُ فتلكَ المَعيشةُ الضَنكةُ الَّتى قال اللهُ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } ( رواه المنذرى في الترغيب والترهيب وصححه الألبانى ) 32- مجىء الصيام يوم القيامة على خير :- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : { تجيءُ الأعمالُ يومَ القيامةِ ، فتَجيءُ الصَّلاةُ ، فتقولُ : يا ربِّ ، أَنا الصَّلاةُ ، فيقولُ : إنَّكِ على خيرٍ ، وتجيءُ الصَّدقةُ ، فتقولُ : يا ربِّ ، أَنا الصَّدقةُ . فيقولُ : إنَّكِ على خيرٍ ، ثمَّ يجيءُ الصِّيامُ ، فيقولُ : يا ربِّ ، أَنا الصِّيامُ . فيقولُ : إنَّكَ علَى خيرٍ ، ثمَّ تجيءُ الأعمالُ كلُّ ذلِكَ ، يقولُ اللَّهُ تعالى : إنَّكِ على خيرٍ ، ثمَّ يجيءُ الإسلامُ فيقولُ : يا ربِّ ، أنتَ السَّلامُ ، وأَنا الإسلامُ ، فيقولُ اللَّهُ إنَّكَ على خيرٍ ، بِكَ اليومَ آخذُ ، وبِكَ أعطي . قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كتابِهِ : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ( رواه إبن كثير في عمدة التفسير وصححه الألبانى ) 33- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة :- عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال : { الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ } ( رواه أحمد في مسنده وصححه الألبانى ) 34- الصيام يرفع المظالم يوم القيامة :- وفى رواية لأبى هريرة : { كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له ؛ إلا الصومَ ، فإنَّه لِي ؟ فقال : إذا كان يومُ القيامةِ يحاسِبُ اللهُ عز وجل عبدَه ، ويُؤدِي ما عليه من المظالِمِ من سائرِ عملِهِ ، حتى لا يبقى إلا الصومُ ، فيتحمَّلُ اللهُ ما بَقِى عليه من المظالمِ ، ويُدخلُه بالصومِ الجنةَ ! } ( رواها المنذرى في الترغيب والترهيب وصححها الألبانى ) 35- الصيام يدخل الجنة ويباعد عن النار :- عن معاذ بن جبل : { كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ فأصبحتُ يومًا قريبًا منهُ ونحنُ نسيرُ فقلتُ يا رسولَ اللهِ أخبرْني بعملٍ يُدخلُني الجنةَ ويُباعدُني من النارِ قال لقد سألتني عن عظيمٍ وإنهُ ليسيرٌ على من يَسَّرَهُ اللهُ عليهِ تعبدُ اللهَ ولا تُشركُ بهِ شيئًا وتُقيمُ الصلاةَ وتُؤتي الزكاةَ وتَصومُ رمضانَ وتحجُّ البيتَ ثم قال ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ الصومُ جُنَّةٌ والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ وصلاةُ الرجلِ في جوفِ الليلِ قال ثم تَلَا { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } حتى بلغَ { يَعْمَلُونَ } ثم قال ألا أُخبرُكَ برأسِ الأمرِ وعمودِهِ وذُرْوَةِ سِنَامِهِ قلتُ بلى يا رسولَ اللهِ قال رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُهُ الصلاةُ وذُرْوَةُ سِنَامِهِ الجهادُ ثم قال ألا أُخبِرُكَ بملاكِ ذلكَ كلِّهِ قلتُ بلى يا نبيَّ اللهِ فأخذَ بلسانِهِ قال كُفَّ عليكَ هذا فقلتُ يا نبيَّ اللهِ وإنَّا لمُآخذونَ بما نتكلَّمُ بهِ فقال ثَكِلَتْكَ أمُّكَ يا معاذُ وهل يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم أو على مناخرِهم إلا حصائدُ ألسنتِهم } ( رواه الترمذى صححه الألبانى ) 36- الصيام يبعد عن جهنم :- عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : { صِيامُ المرءِ في سَبيلِ اللهِ يُبْعِدُهُ من جَهنَّمَ مَسيرَةَ سبعِينَ عامًا } ( رواه السيوطى في الجامع الصغير وصححه الألبانى ) وفى رواية عن عقبة بن عامر : { مَن صام يومًا في سبيلِ اللهِ ، باعد اللهُ منه جهنمَ مَسِيرةَ مائةِ عامٍ } ( رواها السيوطى في الجامع الصغير وصححها الألبانى ) 37- إستحقاق الصائم للجنة :- عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال : { أرأيتَ إذا صلَّيتُ الصَّلواتِ المَكتوباتِ وصُمتُ رَمضانَ وأحللتُ الحلالَ وحَرَّمتُ الحرامَ ولَم أزِدْ علَى ذلِكَ شيئًا أأدخُلُ الجنَّةَ ؟ قالَ : نعَم قالَ واللَّهِ لا أزيدُ على ذلِك شيئًا .} ( رواه مسلم ) وعن طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه قال : { أنَّ رَجُلَيْنِ من بَلِيٍّ – حى من قضاعة - قَدِما على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكان إِسْلامُهُما جَمِيعًا فكانَ أحدُهُما أَشَدَّ اجْتِهادًا مِنَ الآخَرِ فَغَزَا المُجْتَهِدُ مِنْهُما فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بعدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ قال طلحةُ فَرأيْتُ في المنامِ بَيْنا أنا عندَ بابِ الجنةِ إذا أنا بِهما فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجنةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُما ثُمَّ خرجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رجعَ إِلَيَّ فقال ارْجِعْ فإنَّكَ لمْ يَأْنِ لكَ بَعْدُ فَأصبحَ طلحةُ يُحَدِّثُ بهِ الناسَ فَعَجِبُوا لِذلكَ فَبَلَغَ ذلكَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وحَدَّثُوهُ الحَدِيثَ فقال من أَيِّ ذلكَ تَعْجَبُونَ فَقَالوا يا رسولَ اللهِ هذا كان أَشَدَّ الرجلَيْنِ اجْتِهادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ ، ودخلَ هذا الآخِرُ الجنةَ قبلَهُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَليسَ قد مَكَثَ هذا بعدَهُ سَنَةً قالوا بلى قال وأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصامَ وصلَّى كذا وكذا من سَجْدَةٍ في السَّنَةِ قالوا بلى قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فما بينَهُما أَبْعَدُ مِمَّا بين السَّماءِ والأرضِ } ( رواه إبن ماجه وصححه الألبانى ) 38- دخول الصائمين من باب الريان في الجنة :- عن سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه قال : { إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلن يدخل منه أحد .} ( رواه البخارى ) عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : { مَنْ أنفقَ زَوْجَيْنِ من شيءٍ من الأشياءِ في سبيلِ اللهِ ، دُعِيَ من أبوابِ - يعني : الجنةَ - يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ ، فمَنْ كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ ، ومن كان مِنْ أهْلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ ، ومَنْ كان مِنْ أهْلِ الصدقةِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصدقةِ ، ومَنْ كانَ من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الصيامِ ، وبابِ الريانِ . فقال أبو بكرٍ : ما على هذا الذي يُدْعَى مِنْ تلكَ الأبوابِ من ضرورةٍ ، وقال : هل يُدْعَى منها كلِّها أحدٌ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكونَ منهم يا أبا بكرٍ } ( رواه البخارى ) وفى رواية لمسلم : { إنَّ في الجنَّةِ بابًا يقالُ له الرَّيَّانُ . يدخلُ منه الصَّائمونَ يومَ القيامةِ . لا يدخلُ معهم أحدٌ غيرُهُم . يقالُ : أينَ الصَّائمون ؟ فيدخلونَ منه . فإذا دخلَ آخرُهُم . أُغلِقَ فلم يدخلْ منه أحدٌ } وفى رواية : { في الجنةِ بابٌ يُدْعَى الرَّيانُ ، يُدعَى لهُ الصائِمونَ ، فمَنْ كان من الصائِمينَ دخلَهُ ، ومَنْ دخلَهُ لا يَظمَأُ أبدًا } ( رواه السيوطى في الجامع الصغير وصححه الألبانى ) 39- الصائم مع النبيين والصديقين :- عن عمرو بن مرة الجهنى : { جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ شَهِدْتُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّكَ رسولُ اللَّهِ ، وصلَّيتُ الخمسَ وأدَّيتُ زَكاةَ مالي وصُمتُ شَهْرَ رمضانَ . فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : مَن ماتَ على ذلكَ كانَ معَ النَّبيِّينَ والصَّدِّيقينَ والشُّهداءِ يومَ القيامةِ هَكَذا ونصبَ إصبُعَيْهِ ما لم يَعُقَّ والِدَيهِ } ( رواه إبن كثير في عمدة التفسير وصححه أحمد شاكر ) 40- غرف الصائمين في الجنة :- عن أبى مالك الأشعرى رضى الله عنه قال : { إنَّ في الجنَّةِ لغُرفةً قد يُرى ظاهرُها من باطنِها ، وباطنُها من ظاهرِها ، أعدَّها اللَّهُ لمن أطعمَ الطَّعامَ ، وألينَ الكلامَ ، وتابعَ الصِّيامَ ، وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ . } ( رواه إبن خزيمة في صحيحه وصححه الألبانى ) 41- ترك الصيام من ظلم العبد لنفسه :- عن عائشة رضى الله عنها قالت : { الدَّواوينُ عندَ اللَّهِ ثلاثةٌ ؛ ديوانٌ لا يعبأُ اللَّهُ بِهِ شيئًا ، وديوانٌ لا يترُكُ اللَّهُ منهُ شيئًا ، وديوانٌ لا يغفرُهُ اللَّهُ . فأمَّا الدِّيوانُ الَّذي لا يغفرُهُ اللَّهُ ، فالشِّركُ باللَّهِ ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : ( مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) " المائدةِ :72 " وأمَّا الدِّيوانُ الَّذي لا يعبأُ اللَّهُ بِهِ شيئًا ، فظلمُ العبدِ نفسَهُ فيما بينَهُ وبينَ ربِّهِ ، من صومِ يومٍ تركَهُ ، أو صلاةٍ تركَها ؛ فإنَّ اللَّهَ يغفرُ ذلِكَ ويتجاوزُ إن شاءَ . وأمَّا الدِّيوانُ الَّذي لا يترُكُ اللَّهُ منهُ شيئًا ، فظلمُ العبادِ بعضِهِم بعضًا ؛ القصاصُ لا محالةَ } ( رواه إبن كثير في عمدة التفسير وصححه أحمد شاكر ) 42- المفلس يؤخذ من حسنات صيامه :- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : { أتدرون ما المفلِسُ ؟ قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ . فقال : إنَّ المفلسَ من أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناتُه ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه . ثمَّ طُرِح في النَّارِ } ( رواه مسلم ) والله الموفق . * نائب رئيس هيئة قضايا الدولة الكاتب بمجلة التوحيد .