في الوقت الذي قدم فيه برلمانيون، عدة مقترحات لتحسين صورة المجلس ومحاولة إعادة الثقة بينه وبين المواطنين من خلالها، وتجميل صورته أمام الرأي العام، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتخذ رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال والقائمين على المجلس قرارات أو خطوات جادة لتفعيل التصويت الالكتروني، وإعادة البث المباشر لجلسات البرلمان، وتعيين متحدث إعلامي بإسم البرلمان، وتدشين صفحة للبرلمان على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك". "المصريون" ترصد أبرز الإجراءات والمقترحات التي طالب بها برلمانيون، باعتبارها وسيلة للحد من الشائعات وتجميل صورة المجلس وهي كالتالي: البث المباشر لجلسات البرلمان على الرغم من تكرار مطالبة أعضاء مجلس النواب، ببث جلسات المجلس مباشرة، باعتبار أن المواطنين يُصدقوا ما يروه وليس ما ينقل لهم متأخرا، إلا أن رئيس المجلس الدكتور على عبد العال، حتى هذه اللحظة لم يتخذ قرار بإعادة بث الجلسات. وأكدوا أن هذا الأمر يعد إحدى الوسائل المهمة التي يستطيع من خلالها الناخبين الحكم على أداء من انتخبوهم، وما إذا كانوا يقوموا بدورهم على أكمل وجه أم أنهم مقصرون. وقال السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الشعبي، أن عدم الاستجابة لبث الجلسات على الهواء مباشرة، يرجع لوجود شيئا ما يريد النظام إخفاءه أو أن هناك شيئا يخشاه إذا ما بُثت تلك الجلسات مباشرة. وتوقع مرزوق، خلال تصريحه إلى "المصريون"، أن يكون تصرفات بعض النواب الغير مسئولة، والتي قد تسبب حرجا للنظام، وراء عدم بثها. متحدث إعلامي باسم البرلمان وكانت من بين المطالب التي قال برلمانيون، إنها سيكون لها دور في قطع الطريق على نشر الشائعات والأكاذيب التي لا تمت للبرلمان بصلة، تعيين متحدث إعلامي باسم المجلس. ورأوا أن يكون دوره توضيح الجهد الذي يبذله البرلمان في مناقشات مشروعات القوانين، وما يدور تحت قبة البرلمان؛ لأنه لا يجوز أن يتلقى المواطنون أخبار المجلس عن طريق الفضائيات، دون وجود متحدث رسمي للمجلس. صفحة للبرلمان على الفيس ومن ضمن الوسائل التي رأى برلمانيون، أنها وسيله هامة لمواجهة الشائعات ونشر المعلومات الصحيحة والتواصل مع المواطنين، وتعريفهم بما يجري تحت قبة البرلمان، تدشين صفحة خاصة بمجلس النواب على موقع التواصل الاجتماعي" الفيس بوك". وأكد نادر مصطفى، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، في تصريحات صحفية له، أن مجلس النواب يحتاج لوجود صفحة رسمية على شبكة التواصل الاجتماعي" فيس بوك" لتكون منبرا للتواصل مع الشباب لتعريف المصريين بما يقوم به أعضاء البرلمان من مشروعات قوانين تهم المصريين، وللتأكيد أن النواب يهتمون بكل مشكلات الشعب المصري". تفعيل التصويت الالكتروني في الوقت الذي يُعد فيه التصويت الالكتروني وسيلة مهمة في إزالة اللغط حول اكتمال النصاب القانوني من عدمه، لا سيما في الجلسات الخاصة بالتصويت على القوانين المهمة، والتأكيد على مصداقية البرلمان، إلا أن هناك رفض من قبل رئيس المجلس لتفعيل تلك الآلية، رغم أهميتها ومطالبة نواب كثر بتفعيلها. و رأى بدير عبد العزيز موسى، عضو مجلس النواب، أن سبب عدم تفعيل رئيس المجلس للتصويت الإلكتروني يرجع إلى أن النصاب القانوني لا يكون مكتملا في معظم الجلسات، مشيرًا إلى أن تفعيله سيُظهر ذلك العوار القانوني، وبالتالي لن يستطيعوا تمرير القوانين؛ لذا يتم وقف العمل بتلك الآلية. وأوضح عبد العزيز، في تصريحه ل"المصريون" أن تلك الآلية تعد أكثر الآليات شفافية، مشيرًا إلى أن تفعيلها لن يكون في صالح قوانين يُراد الموافقة عليها. وفي هذا السياق، أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن غالبية أجهزة الدولة لا تدرك قيمة وسائل الإعلام وأهميتها، ولا تدرك أهمية التواصل مع المواطنين لتوصيل المعلومات الصحيحة والقضاء على الشائعات التي قد تسبب حرجا وأزمات عديدة. وأضاف ل"المصريون" أن الأداء السيئ لغالبية النواب وعدم إدراكهم لأهمية الدور الذي يلعبونه، يدفعهم إلى عدم بث الجلسات، مشيرا إلى أنه إذا حدث ذلك سيترتب عليه هجوما أشد من جانب المواطنين على البرلمان وأعضاءه، لما سيرونه من خلل وعدم احترام للدستور والقانون. ولفت إلى أنهم "يريدون إخفاء أمورا ولا يريدوا الكشف عما يحدث داخل المجلس، ولكن ذلك يثير الشكوك في النفس والريبة". وتابع" جميع مؤسسات الدولة بما فيها البرلمان لا يستطيعوا مواكبة العصر الحديث والتقدم التكنولوجي الذي يحدث كل يوم"، مؤكدا" أن تلك المؤسسات بحاجه لثورة إعلامية نظرا لأهميتها ودروها الفعال في إيصال الحقائق ومنع الشائعات، والتواصل بين تلك الأجهزة والمواطنين".