يخرجون بتصريحات يومية يعلنون فيها تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسى، لولاية وفترة رئاسية ثانية، أحزاب سياسية وفرت على نفسها عناء البحث عن مرشح رئاسي آخر يتم التوافق عليه من جانب كل القوى، سواء المؤيدة أو المعارضة، في محاولة لتطبيق أسس الديمقراطية، التي لطالما يطمح لتحقيقها الشباب، ولكن سلك الأحزاب التي قدمت فروض الولاء والطاعة للرئيس والحكومة، بعد موافقتهم علي كل الإجراءات والقرارات التي يتم اتخاذها، الطريق السهل من خلال إعلان تأييد ترشح الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، وهو ما وصفته المعارضة بأنه تكرار لمسرحية هزلية تمت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، والتي أعلنت نفس الأحزاب أو أكثر موافقتها علي السيسي ليكون رئيسًا للجمهورية، دون محاولة لإيجاد بديل توافقي يتم دعمه لخوض الانتخابات أمامه في منافسة قوية وشريفة. كانت آخر الأحزاب التي قدمت فروض هذا الولاء القوي، هو حزب مستقبل وطن، حيث أعلن أشرف رشاد رئيس الحزب، أن المكتب السياسي والأعضاء توافقوا على دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى، للترشح لفترة رئاسية ثانية وذلك خلال ندوة نظمها مستقبل وطن بمدينة بالغردقة. وأضاف رشاد، أن الحزب بجموعه سيحاصر قصر الاتحادية لإجباره على الترشح، حال قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية 2018، مؤكدًا أن السيسي هو مشروع المستقبل الذي يجب أن يستمر في منصبه حتى أن تصل مر إلى بر الأمان. ومن قبله أعلن حزب المصريين الأحرار، برئاسة عصام خليل، عن دعم الحزب لترشح السيسي لفترة ولاية ثانية، مؤكدًا أن ما فعله الرئيس حتى الآن في ظل الظروف الصعبة، سنجد أنه حقق إنجازات عديدة واقتحم مشاكل صعبة، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري مقصر في إيضاح هذه الإيجابيات ويتسبب في إصابة الشعب بحالة من الإحباط، وتسويق خطأ لصالح بعض أصحاب المصالح. وفي مايو الماضي، خرج حزب التجمع ليسير على نفس المنهج فى تأييد الرئيس لفترة رئاسية ثانية، وهو ما أكده سيد عبد العال رئيس الحزب في بيان رسمي، قائلًا إنهم يدعمون ترشح الرئيس لولاية أخرى، وذلك لضرورة استكمال الخطة التنموية من جانب، واستمرار محاربة الإرهاب فكرًا وحركة من جانب آخر. وأضاف عبد العال، أنه من الخطأ أن الأوضاع فى مصر مستقرة، مشيدًا بدور السيسي والقوات المسلحة في إقامة المشروعات القومية الكبرى، والتي سيتم افتتاح البعض منها في احتفالات 30 يونيو المقبل، وقال إن رؤية الرئيس السيسي تتمشى مع رؤية حزب التجمع لإدارة الفترة الانتقالية، والتي أعلنها الحزب بعد ثورة 25 يناير، سواء مع حكم المجلس العسكري، أو الرئيس عدلي منصور فيما بعد، وحتى بعد تولي الرئيس السيسي الرئاسة. فيما لوح حزب الوفد، عن طريق هيئته البرلمانية تحت قبة البرلمان، عن محاولتهم لتشكيل ائتلاف برلماني، يدعم ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية، وذلك دعمًا لثوابت الدولة الوطنية، ولان الرئيس السيسى يستحق استكمال برامجه الانتخابية فى فترة ثانية. فلماذا لم تفكر هذه الأحزاب في محاولة الخروج بمرشح أخر من الممكن أن يستكمل مسيرة الرئيس في التنمية، بدلًا من استمرار السيسي كرئيس لمصر في ظل رفض عدد كبير من القوى المعارضة لهذا الاستمرار؟!. ويقول مختار الغباشي، أن الأحزاب السياسية في مصر تعاني من انخفاض نسب الحوار والاتفاق فيما بينها، حيث إن كل حزب يسبح في فلك ويعزف منفردًا بقراراته، التي تخرج بتصريحات من الممكن أن يكون نطاق مناقشتها انحصر بين قيادات الصف الأول في الحزب ومقتصرة على رئيسه وأعضاء مكاتبه السياسية فقط، دون الرجوع إلى آراء أعضاء الحزب بشكل كامل من خلال إجراء استفتاء علي القرار قبل خروجه وإعلانه في بيانات رسمية. وأضاف الغباشي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الأحزاب في مصر بشكل عام، أحزاب كرتونية، يتم توجيهها بفعل عوامل خارجية وتسعى أولًا وأخيرًا إلى تحقيق مصالحها ومصالح قياداتها دون الرجوع إلي المصلحة العامة، ومصلحة الدولة في المقام الأول، وهو ما يعانيه أغلبية الأحزاب. وأشار الخبير السياسي، إلى أن إعلان ترشح الرئيس عبد التفاح السيسي لفترة ثانية، هو ما يؤكد غياب الرؤية لدي تلك الأحزاب التي لم تبذل جهد أو معاناة في إيجاد بديل، متسائلًا، ماذا ستفعل هذه الأحزاب بعد انتهاء ولاية الرئيس الثانية في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إنه دستوريًا لا يجوز ترشح الرئيس للمنصب سوى ولايتين. وفي نفس السياق قال عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن الأحزاب السياسية التي لم تطرح مرشحا رئاسيا ينافس خلال الانتخابات القادمة تعبر عن حالة الضعف التي تعيشها الأحزاب في الوقت الحالي، مؤكدًا أن ذلك يؤكد أنهم ليس لديهم أشخاص قادرين ومؤهلين لخوض هذه التجربة . وأضاف هاشم في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الأحزاب السياسية تخفي هذا الضعف وراء المبررات المتمثلة في أقوال مثل "لا يستطيع مدني تكملة مسيرة السيسي، الرئيس شخص من القوات المسلحة القادرة علي مواجهة الإرهاب، الدولة تشهد تقدما وإنشاء مشاريع منذ توليه فترة الرئاسة وعليه استكمال مسيرته"، . فيما قال جورج إسحاق الناشط السياسي، إن إعلان الأحزاب السياسية دعمهم للرئيس عبد الفتاح السيسي الفترة الانتخابية المقبلة هي حرية كاملة في اتخاذ القرار لأنهم يمثلون فصيل وقطاع معين من الشعب الذي يرغب في ترشح السيسي لفترة ثانية. وأضاف اسحاق، أن تلك الأحزاب يرون السيسي أفضل مرشح على الساحة الانتخابية حتى الآن بحسب ما يخرجون به من تصريحات، مشيرًا إلى أن القوي المدنية المعارضة عليها أن تطرح مرشح مدني لدعمه والالتفاف حوله، وهذه المرحلة هي الأهم في الفترة المقبلة.