تسبب الإهمال وقلة الخدمات ونقص المساحة الزراعية التي لا تزيد مساحتها على 250 فدانًا بقرية القطوشة غرب المنيا في ممارسة الأهالي لمهنة في غاية الشقاء؛ حيث لقبت القرية بلقب "نافخ الكير". الأهالي لا يعرفون إلا مهنة واحدة هي "الحدادة"؛ حيث اشتهرت القرية ب"قرية الحدادين"، فالقرية منذ نشأتها اشتهرت بالحدادة في صنع الأدوات الحديدية التي تستخدم سواء في أعمال نجارة المسلح أو الحفر أو الزراعة. وعلى الرغم من تطور الآلات الزراعية في الحرث أو الري أو الزراعة، إلا أن تلك القرية تتصدر محافظات مصر فى صناعة الآلات الزراعية بالطريقة البدائية مثل الفئوس أو المرازيب أو العتل والذي يستخدم فى نجارة المسلح أو الكماشات والآلات الحديدة التقليدية مثل الشاكوش أو الأجنة أو المفاتيح الحديدية. "المصريون" التقت بالعديد من أهل الحرف التي يتوارثها أهالي القرية جيلاً بعد جيل. يقول أحمد عباس، ستيني من أهالي القرية: "أنا أعمل في الحدادة منذ 40 عامًا أو أكثر مع والدي وأولادي أيضًا يعملون معي في صناعة الشواكيش والعتل والأجنة والفئوس الزراعية أبًا عن جد؛ لأن ظروفنا أجبرتنا على العمل بهذه المهنة القاسية. وأضاف أن زوجتي "زبيدة" تساعدني في تلك المهنة لأنها مهنة شاقة لا يقوم بها أحد بمفرده، لافتًا إلى أنه رغم تقدم التكنولوجيا إلا أننا نستخدم فقط الصاروخ الكهربائي لسرعة التقطيع، أما تشكيل الآلات والمعدات التي نصنعها فهي تعتمد على تسخينها بالنار ويتم تشكيلها بطريقة تقليدية. من جانبها، قالت زبيدة عبدالسيد، إنها تعمل بمهنة الحدادة مع زوجها وأولادها لأكثر من40 عامًا، نافست الرجال في تلك المهنة لدرجة أنهم يطلقون عليها "أم الرجال"؛ حيث تقوم بصناعة الفئوس والمرازيب الكبيرة والتي تستخدم في أعمال الحفر. وأضافت أن الفقر والعوز هو من أجبرنا على امتهان هذه المهنة الشاقة، فلديها 4 أبناء إلى جانب زوجها. وأوضح ملاك أنور، أحد أبناء القرية، أن قريتنا تقوم بصناعة الفئوس والعتل والكماشات الحديدية والتي تستخدم في أعمال نجارة المسلح ومعي 3 أولاد وكلهم يعملون معي، لأنى ليس لدينا أى أراضٍ أو مصادر للدخل أو ما يشابه ذلك وعلشان ولادى يساعدوننى في المهنة الشاقة رفضت أن يكملوا تعليمهم في المدارس، حيث لا يوجد بالقرية سوى مدرسة واحدة فاضطررت إلى الوقوف معي لكي نقوم بصناعة الآلات الحادة التقليدية. الغريب أن أهالى قرية القطوشة يتخذون بيوتهم ورشًا لتصنيع تلك الآلات الحديدية الشاقة. وأشار عيد سيد، أحد أبناء القرية، إلى أن القرية تتوارث المهنة جيلاً بعد جيل، رغم عمر القرية الذي لا يتعدى ال110 أعوام، لكن أهلها يعتمدون على مهنة الحدادة وصناعة الآلات الزراعية والنجارة المسلح التقليدية رغم تطور الآلات الحديدية من خلال الورش الكبيرة أو الصغيرة. وأكد رؤوف حليم من أبناء القرية أننا كنا نقوم بتصنيع أدوات المطبخ في فترة من الفترات، وكانت القرية تشتهر بذلك وبعد تطور الأحوال والصناعة أصبحت القرية تعتمد على الصناعات التقليدية فقط مثل الحدادة وصناعة الآلات الحديدية القديمة. واختتم رؤوف حديثه بأن القرية لا يوجد بها سوى مدرسة ابتدائية فقط وباقي الخدمات توجد في قرية أسطال وبعض القرى المجاورة. وتبعد القرية عن مدينة المنيا بحوالي 60 كم، بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي القاهرة - أسيوط، ولا يتعدى عدد سكانها 15 ألف نسمة وأكثر من 80 % من سكانها يعملون بالحدادة.