تأليف/ دكتور صلاح عدس عرض/ زغلول عبد الحليم يقول الأستاذ الدكتور (عبد العزيز حمودة ) : " أنت لا تستطيع أن تقدم واقعاً ميتافيزيقيا لجمهور يشغله واقع مفرداته : لقمة العيش ، وحرة التعبير والديمقراطية السياسية " (1) إن واقع حوالي 3 مليار مسلم مشغول معظمهم بلقمة العيش ولا برهان على واقع والمتأمل لثقافاتهم واهتماماتهم يراها واقع مر شديد المرارة مع قشرة ثقافية عن أمور دينهم لا تضعهم في مصاف الأمم الفاعلة ! وبعيداً عن جلد الذات وتحقير المجهودات التي تبذل للقيام من رقدتنا التي طالت وقد عبر الاستاذ الدكتور ( عبد العزيز حمودة ) قائلاً : [ يعيش العقل العربي منذ القرن التاسع عشر ، ما يمكن أن نسميه ( ثقافة الشرخ ) والشرخ هنا هو التوتر المستمر بين الجذور الثقافية العربية والثقافات الغربية التي اتجه إليها المثقف العربي بعد عصر التراجع والانحطاط وقد ازداد الشرخ اتساعاً مع بداية القرن العشرين ثم اصبح خطراً يهدد الهوية الثقافية مع التحول الحداثي اعقاب هزيمة 67 لينقلوا عن الحداثة الغربية في انبهار أعماهم عن الاختلاف وجوهر الحداثة ] (2) لاتزال هزيمة 1967 وما أصاب الأمة الإسلامية بعدها وحتى الآن تعمل عملها في واقع مشحون بالتخلف والعجز والتبعية وقد انسحبت ظلالها السوداء على كل حياتنا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية ولا أبالغ إذا قلت أن هزيمة 67 جعلتنا أكثر تخلفاً وعجزاً وتبعية . لقد ضاعت هوية الأمة وكسرت عزيمتها وشقت الصفوف أو ما تبقى من صفوف . لقد هددت 1967 هويتنا . لقد أصبحنا أمة فارغة فكان للغزو الثقافي أن يتمدد في فراغنا بكل أشكاله . لم نترجم العلوم وكنا أفقر إليها من الروايات الغرامية والجنائية التي زحمت بها لغتنا وشغلوا بها أولادنا .. ويقول الشيخ الغزالي : [ إن الإنهيار الحضاري في الأمة الإسلامية جاء وليد تخلف عقلي اجتاح أرجاءها بعد خيانات علمية وتربوية واجتماعية وسياسية شملتها من القمة إلى القاع وجعلت الإسلام أثراً بعد عين ] (3) إذاً الأمر كله متعلق بالدين . دين الأمة . والسؤال الهام : هل استفادت الأمة الإسلامية من تراثها الهائل ليصبح لديها من الفنون ما يغنيها عن انتهابها ما تناثر من فتات هنا وهناك . تفقد معه أخص خصائصها ؟ والإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى دراسة طويلة من أصحاب الاختصاص ولست منهم ويحاول الدكتور (صلاح عدس) في كتابه الجديد (منظومة الأدب الإسلامي) تقديم رؤيته في هذا الشأن من خلال الرؤية الإسلامية للإنسان والكون والحياة مقارنة بالرؤية العربية ويوضح لنا إنعكاسات كل رؤية على آداب وفنون أمتها ثم يخلص إلى أن هناك منظومة حاكمة أو مجموعة من القواعد تحكم الأعمال الفنية والأدبية فالنقد دائماً يبحث عن القواعد . والمؤلم جداً أن مجرد القول بأن أمتنا الإسلامية تحكمها قواعد في كل النشاطات ولا يمكن الخروج عليها لأنها عندئذ تصبح الفوضى بعينها لأنها أمة لا تعرف العبث أو – هكذا يفترض – هي أمة صاحبة منهج إلهي إرتضاه لها رب العالمين وعليه تكون نشاطاتها مرتبطة به من فجر اليوم إلى صلاة العشاء ومما لاشك فيه أن الأدب والفن من ضمن النشاطات وهو يعبر عن الأمة ماضيها وحاضرها ويستشرف لها مستقبلها . إذن فهناك فرق عظيم بين منظومة مستمدة من منهج الخالق تعاظم وارتفع ومنظومات أخرى وضعها البشر في مختلف النشاطات وعلى سبيل المثال النظام الإقتصادي في منظومتنا لا يعرف الربا ويقوم عليه في غيره !! منظومتان: الأولى منظومة مستمدة من المنهج الإلهي . الثاني منظومة مستمدة من أقوال البشر . وعليه فالقضية ليست موضع أخذ وعطاء ولا يمكن تطعيم واحدة من الأخرى كما يرى البعض . وقد وصف العلامة (عماد الدين خليل ) في كتابه ( فوضى العالم في المسرح الغربي ) والعنوان فيه الكفاية !! منظومتنا الأدبية والفنية لا تعرف الفوضى ولا تعرف اللامعقول ولا تعرف العبث والمجون . أمه صاحبة رسالة . أمه جادة . أمه تنهى عن الفحشاء وتأمر بالمعروف فهل قامت الأمة الإسلامية بتحقيق الاستخلاف في الأرض ؟ وحتى لا نخرج عن موضوعنا وهو عرض كتاب (منظومة الأدب الإسلامي) للدكتور صلاح عدس فهو يعرف الأدب الإسلامي بأنه التصوير الفني أو التعبير الجمالي من شعر وقصة ومسرح ومقال عن مضمون إسلامي أي الرؤية أو التصور الكلي لله والكون والإنسان والحياة (4) وقام المؤلف بتوضيح أبعاد هذه الرؤية بشكل تفصيلي حيث أوضح الرؤية الإسلامية لله سبحانه وتعالى أنه الخالق الرزاق ومن ثم تجب عبادته وحده أي طاعته في كل أوامره . وقد بين المؤلف لنا أن الإسلام منظومة مركزها التوحيد وأطرافها أي محيطها هو كل حياتنا بما فيها الأدب والتي يحكمها تواعد الأخلاق والمعاملات والعبادات أي الشريعة التي لا تقتصر على أركان الإسلام الخمسة (5) والحقيقة أن " عبارة الإسلام منظومها مركزها التوحيد وأطرافها هي كل حياتنا " عبارة دقيقة للغاية وتدل أننا لسنا فقط أمام كتاب يأصل لنظرية نقدية ولكننا أيضاً أمام كاتب يملك اليقين الذي يمكنه من صياغة مفاهيم مستمدة من عقيدته وينقل عن (برو كلمان) قوله : ( أن الأدب العربي هو تعبير عن الثقافة الإسلامية وانعكاس لها كحضارة ودين )(5) وهو قول جيد . أما هؤلاء الذين يريدون القطيعة مع الدين والحضارة العربية هم بلا شك أصحاب هوى ونرفض دون مواربة تطاولهم وسفالاتهم وترفض كل فكر انشطاري وتجزيئي كما علمنا الأستاذ ( أنور الجندي ) رحمه الله رحمة واسعة . والمتتبع لرحله الدكتور صلاح عدس الفكرية يراها نفس الرحلة التي قطعها كثير من أبناء جيله الذين بهرتهم الكتابات الغربية (6) وقد حدثني بنفسه عن تأثره في شبابه بكتاب (هولاء علموني) لسلامة موسى !!! وذكرني بما قاله العالم الكبير مصطفى محمود أنه بدأ بقراءة (سلامة موسى) ولا أدري قد يكون كتاب ( المرأة في الأدب العالمي ) للدكتور صلاح عدس نتيجة تأثره بالهالك (سلامة موسى) وكتابه (المرأة ليست لعبة الرجل) ! وكاتب هذه السطور لا يزال عند رأيه أن معظم جيل عشرينات القرن الماضي أفسد ثقافة الأمة وأساء إلى عقيدتها برفضهم منهج الخالق سبحانه وتعالى وتصوراتهم المخبولة التي هي مجموعة من الأفكار المضطربة والمتصارعة والمتضادة والساذجة في أحيان كثيرة والتي تحمل كل قصور العقل المحدود في المجالات الغيبية . ( ولقد انطلقت الحضارة الإسلامية في علومها من منطلق إيماني فكان اتجاهها تجريباً محضاً وانقذت البشرية من العموميات الوصفية التي ورثتها من الحضارة اليونانية (7) إن رحلة الدكتور صلاح عدس من المحسوس إلى المجرد واضحة كل الوضوح وتفصح عنها مؤلفاته بعد إستبعاد كتابيه : ملامح الفكر الأروبي ، المرأة في الأدب العالمي . المسرح الشعري : أبو زيد الهلالي مأساة المعتمد بن عباد بلال الثائر عبدالله بن حذافة والقيصر حبيب بن زيد ومسيلمة الكذاب البعث الترجمة : رواية كولدني في باريس من الأدب الفرنسي رواية وادي العرائس من الأدب الأمريكي سيرة وتاريخ : مختصر سيرة بن هشام مختصر فتح الباري مختصر أسد الغابة مختصر تفسير بن كثير ملامح الإسلام مختصر الحروب الصليبية والمتأمل في قائمة أعمال الدكتور صلاح عدس يدرك أن الرجل صاحب رسالة يبذل في تحقيقها كل جهده وذلك من خلال تبسيط أمهات الكتب التي يقع أغلبها في عدة أجزاء إضافة إى لغتها التي قد تكون أعلى كثيراً من المستوى الثقافي الذي وصل إليه القارئ إن وجد أصلاً . إذن هو يقوم بعمل لا تقوم به إلا مؤسسات . تقبل الله عمله بالقبول الحسن . ومما لا شك فيه أن الدكتور صلاح عدس يتمتع بقدرة هائلة على فحص معرفته والتي أوصلته إلى هجر الأفكار الغربية المضطربة ورفض كل أشكال الفكر (الوثني) واللامعقول والعبث الذي قدمه ما يطلق عليه (الفكر الغربي) أو كما يقول (روجيه جارودي) مخلفات الوثنية الإغريقية/ الرومانية ! لقد انطلق الدكتور صلاح من مفهوم عقيدي كما يقول العلامة محسن عبد الحميد فى كتابه (المذهبية الإسلامية) (تجنباً لعدم الخلط بين إفرازات العقل واجتهاداته بين الكتاب والسنة كوحي معصوم لأن العقل الإنساني وجد أصلاً ليعمل في إطار عالم المادة فيحاول الكشف عن قوانينه وأسراره) (8) ولقد أوضح الدكتور صلاح عدس أن الرؤية الغربية ( لله والإنسان والكون والحياة ) قد انتجت كل ما نراه من أشكال فنية وأدبية التي لخصها (بريجنسكي) في قوله : أن القرن العشرين قرن الإباحية والمجازر المليونية إذ راح ضحية الحروب الإضطهادات فيه أكثر من 170 مليوناً وهي تكلفة بشرية أكبر من كل ضحاية الحروب في تاريخ العالم كله )(9) هذه من الجذور التاريخية ، أما الجذور الفكرية ظهرت مع السفوفسطائية في الخامس قبل الميلاد وتزعمها (بروتاجوراس) الذي هدم المعرفة بشكه الفلسفي وذلك لهدم الدين والمجتمع ونادى بالنسبية وأن الإنسان مقياس الحق والباطل وصولاً إلى الفلسفة المادية (هيوم وفورباخ) (10) اضطراب عقلي واضح أو كما يقول الدكتور محمد إسماعيل الحسيني (فشل فلسفي) (11) وقد اختصر الدكتور صلاح عدس الأمر كله في جملة واحدة بقوله: منظوماتان متناقضتان !! ويقول أيضاً : ( إن المنظومة مبدأ كوني يعني أن كل مخلوقات الله هي وحدة لها مركز ومحيط ولها قانون حاكم نسير بمقتضاه) (12) إن ذكر لحظات الضعف الإنساني وتفخيمها والتركيز عليها في المنتج الأدبي لا علاقة له بالإبداع الحقيقي ، لأن الإبداع الحقيقي يساير الفطرة ولا يختلف معها . إنه يذكر لحظات الضعف الإنساني وأيضاً لحظات السمو معاً لأنهما معاً هما الإنسان !! قبضة الطين ونفحة الروح وما نراه من أعمال اعتمدت جانب الضعف الإنساني هي أعمال لا علاقة لها بالإبداع مطلقاً وأيضاً غير واقعية لأن الواقعية تتطلب ذكر لحظة الضعف ولحظة التسامي ولا تركز المبدع على أيهما فينتج في الأولى ما يطلق (الأدب الإباحي) ويطلق على الثانية (أدب الحكم والمواعظ) وكلاهما بعيد عن عملية الإبداع بالكلية وفي هذا الصدد يقول العلامة محمد قطب : "لقد كان الأدب الإغريقي يفتح مجالاً واسعاً لمشاعر الجنس .. وذلك جانب من جوانب اختلالاته الكثيرة – رغم روعته الفائقة وعلو مكانه في المقاييس الفنية – وكانت أوربا ورثة التراث الإغريقي تحافظ على سعة هذا المجال الجنسي في فنونها ولكنها مع ذلك كانت (معقولة) موزونة إلى حد .. حتى ظهر فرويد يطبق في عالم النفس النظرة المادية الحيوانية للإنسان ويفسر السلوك البشري كله من خلال الجنس وعندئذ انطلقت الحيوانات المسعورة تلطخ صفحة الفن بحركات السعار الجنسي المفهومة الطائشة وتعاري الإنسان من كل (ملابسه) الحسية والمعنوية لترسمه في لحظة الجنس وحدها وترسمه عريان . ثم يجئ الأدباء المزورون في الإنتاج العربي ، فيلقدون هذا السفه الفني الملوث ويملأون إنتاجها بالسعار المحموم الذي يستعفف منه الحيوان " (13) إذن هو التقليد الأعمى لا غير وقد قام بعض النقاد اساتذة الجامعة بمحاربة الأدب الإسلامي وزعموا أنه أدب المباشرو والمواعظ !! إن كلمة الله في العقيدة الإسلامية مفرد لا جمع له وذلك بعكس كلمة الإله في ديانات التعدد الوثنية إذن جمعها هو الآله ولذلك فإن الأدب الإغريقي مثلاً أدب وثني لذلك يصور أسخيلوس وسوفوكليس في مسرحياتهم صراع الألهة بعضهم البعض ويقوم الأدب الغربي كله على أساس الصراع مع القدر الذي هو يد الله في الأرض في المفهوم الإسلامي كما تشكل أسطورة (بندورا) كل المفاهيم الغربية الحالية . أداب وثنية شديدة الغرابة ولا أزيد . إذن نحن أمام منظومتان : منظومة توحيد منظومة وثنية وعليه فكل نشاطات المنظومة الأولى مرتبطة بالتوحيد وكل نشاطات المنظومة الثانية مرتبطة بالوثنية لا تقابل مطلقاً ولا حوار كما يزعم البعض إنه فقط (التعارف) كما أمر به الدين وليس أكثر والتقليد لفنون الغرب بلا ضابط ولا رابط هو هزيمة كبرى وخيانة عظمى . ليس هناك ما يسمى بالوسط في هذا الأمر . لا وسط بين التوحيد الخالص والوثنية . إن الأداب والفنون وجميع النشاطات الإنسانية في المجتمع المسلم مربوطة بالدين الذي هو العقيدة وكل مخالفة واضحة أو غامضة هي كما قال الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق هي (خيانة كبرى وخيانة عظمى) ويحدثنا الدكتور صلاح عدس عن الرؤية الإسلامة للإنسان إنها تحمل تكريماً له بينما الرؤية الغربية تحمل له الإهانة والتحقير (منذ حاول هيوم وفيورباج) تطبيق الحتمية المادية في العلوم الطبيعية على الإنسان وكذا (كونت وصن كايم) إنهم جميعاً يشتركون في رؤية واحدة للإنسان أنه لا إرادة ولا اختيار ومن ثم لا مسئولية فهو مجرد ضحية سلبية للمجتمع ونتاج حتمي للبيئة !! إضطراب وخلل عقلي . ويحدثنا المؤلف الكريم أن الرؤية الإسلامية للحياة هي السعي نحو مرضاة الله . وان (خلاص) الإنسان عمل فردي وليس كما جاء في اللاهوت المسيحي والقائم على مصطلحات الخطيئة والصلب والفداء والغفران. ويحدثنا أيضاً عن الرؤية الإسلامية للكون وأن الكون منظومة خاضعة لله سبحانه وتعالى بقوانين صارمة لا تحيد عنها . ويعرف الدكتور صلاح المنظومة بقوله : " هي مجموعة من العناصر التي تعمل معاً في تكامل وهارمونية لتحقيق هدف واحد "(14) ويقول أيضاً : " إن الإسلام ليس مجرد علاقة بين العبد والرب ومجرد ركعات وشعائر وإنما هو رؤية ومناهج واسلوب حياة المجتمع أي أن الإسلام في المجتمع هو ثقافة تحدد القيم والسلوك " (15) وأيضاً يقول حفظه الله : " الإسلام منظومة لا يمكن فصل أحد عناصرها أو الاستغناء به عن الباقي"(16) في (56) صفحة قدم لنا الدكتور صلاح عدس الرؤية الإسلامية ( الله والكون والحياة والإنسان ) مقارنة بالرؤية الغربية منظومة إسلامية في مواجهة منظومة وثنية جاهلية وصفها .س. اليوت الشاعر الإنجليزي بقوله : إننا نحترق .. نحترق .. نحترق أخرجني يا إلهي .. أخرجني يا إلهي .. نحترق ابراج تهاوت .. أورشليم .. اثينا .. الاسكندرية .. فينا .. لندن .. مدن زائفة إن جسر لندن ينهار .. ينهار .. ينهار من قصيدة ( الأرض الخراب ) ويقول (اليوت) أيضاً في قصيدته ( الرجال المجوفون ) نحن الرجال المجوفون نحن الرجال المحنطون خوذة مملوءة بالقش وأسفاه ! إن أصواتنا الجافة عندما تتهامس ساكنة لا معنى لها كالرياح وسط الأعشاب الجافة أو كأقدام الفأر فوق زجاج مكسور شكل بلا ملامح ظل بلا لون قوة مشلولة وضع بلا حركة هكذا وصف اليوت ( الحضارة الغربية ) !! ثم ينتقل الدكتور صلاح إلى الحديث عن تاريخ الأدب الإسلامي وظهور الشعر الإسلامي بمطلع البعثة المحمدية وفي عهود الخلفاء الراشدين وقد تميز شعرهم برؤيتهم الإسلامية الجديدة عن الله والكون والحياة والإنسان . وحدثنا عن الجذور الإسلامية للقصة الفنية بالمفهوم الدرامي تستلزم وجود فكرة وحدث وشخصيات وصراع وحوار وقد استوحى كتاب القصة فى الغرب القصص والبطولات والملاحم الشعبية من ادبنا العربي كما تأثر المجرم دانتى فيما كتب بالمعري . والمضمون هو ركيزة أساسية في الأدب الإسلامي وهو الذي يحدد الشكل ويرفض الكتابة بالعامية كما يرفض الألغاز والتعقيد في الأسلوب ويقول الدكتور صلاح : " وكلمة أخيرة أقولها لألئك المخربين لشعرنا وتراثنا لا تفرحوا كثيراً بعد أن حجبتم الشعراء والأدباء الإسلامين عن النشر وعن الجوائز ولا تظنوا أن المعركة قد انتهت لصالحكم ، فإن الشعراء في العصر المملوكي التركي ظلوا أكثر من خمسمائة عام يكتبون ألاعيب البديع الفارغة وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً حتى جاء البارودي وشوقي وحافظ ونهضوا بالشعر من تلك النكسة والآن يأتي الأدب الإسلامي لينقذنا من الانهيار الأدبي والثقافي الذي نعانيه على يد العلمانين والليبرالين والشيوعين " وقدم لنا الكتور صلاح نماذج من الشعر الإسلامي رثاء الاندلس ( أبو البقاء الرفدي عام 684ه ) القبو الزجاجي ( د. صابر عبد الدايم ) جواب الشهيد ( د. محمد عبد المنعم العربي ) الطائي والمعتصم (د. محمد الغرباوي) والكتاب على صغر حجمه عظيم الفائدة . يميل كتابه إلى التركيز والتكثيف . أنه قدم لنا الفروق الكبيرة بين منظومة الأدب العربي ومنظومة الفكر الغربي وقد أختصر المسألة في جملة " منظومة الأدب الإسلامي هي منظومة مركزها التوحيد واطرافها هي كل حياتنا " زغلول عبد الحليم المراجع : 1 المرايا المحدبة ، عبد العزيز حمودة ، سلسلة عالم المعرفة/232 ، ص40 2 المرايا المقعرة ، عبد العزيز حمودة ، سلسلة عالم المعرفة/272 ، المقدمة 3 الغزو الثقافي يمتد في فراغنا ، مؤسسة الشرق الأردن ، 1985 ، ص 108 4 منظومة الأدب الإسلامي ، د. صلاح عدس ، مكتبة جزيرة الورد ، ص95 5 منظومة الأدب الإسلامي ، د. صلاح عدس ، مكتبة جزيرة الورد ، ص10 6 منظومة الأدب الإسلامي ، د. صلاح عدس ، مكتبة جزيرة الورد ، ص26 7 ملامح الفكر الأوربي المعاصر ، دار الهلال (بدون بيانات) 8 المذهبية الإسلامية ، د. محسن عبد الحميد ، كتاب الأمة رقم (6) ص88 ، 1404ه . 9 بية الإسلامية ، د. محسن عبد الحمي (المقدمة) مرجع سبق ذكره 10 منظومة الأدب الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ، ص15 11 منظومة الأدب الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ، ص16 12 الحقيقة المطلقة ، محمد إسماعيل الحسيني ، مكتبة وهبة ، ص297 ، 1999 . 13 منظومة الأدب الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ، ص9 14 منهج الفن الإسلامي ، محمد قطب ، دار الشروق مصر ، ص8 ، ط 8 ، 1403ه/1983 15 منظومة الأدب الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ص10 16 منظومة الأدب الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ص11