"سيدة خمسينية، امتلأت ملامحها بالهم والحزن، متشحة بالسواد وبالرغم من زيادة حجمها وعدم قدرتها علي المشي، إلا أنها تقوم بتقديم الطلبات للزبائن في شارع جانبي من شارع شامبليون بمنطقة وسط البلد". "أم حسين أم لثلاثة أبناء فتاة وولدين، إلا أنها هي من تقوم برعايتهم والإنفاق عليهم بالرغم من أنها كبيرة السن ومريضة، عملت "قهوجية" بعد أن توفي زوجها، في صمود أملًا في الله أن تتمكن من أن تتم رسالتها وتزوج ابنتها". وتروي أم حسين حكايتها ل"المصريون" قائلة: "بدأت في الشغلانة دي من سنة وأربع شهور من ساعة جوزي ما توفي ومعايا ربنا"، وتكمل كلماتها بالدموع "جوزي ماكنش بينزلني من البيت، لكن بعد ما مات أتغير الحال، معايا 3 اولاد". وتابعت: "عندي عروسة عايزة أجهزها وابني كبير عمل حادثة في رجله مش بيعرف يقف عليها، وابني الصغير 16 سنة وعملي مشاكل هنا قلت له لا أنا هقف لوحدي". وتكمل "أم حسين" قائلة: "دي مهنة جوزي والناس عارفاني، ولأن أسلوبي كويس الناس بتتعامل معايا أنا، أنا صحيح تعبانة شوية وعندي الضغط والسكر، بس ربنا مقويني، ولادي بيصرفوا علي نفسهم بالعافية، وأنا شايلة أكل البيت والنور والمية وإيجار المحل، لكن المشكلة أن الشقة بتاعتي شقة ورثة ممكن يطلعوني منها في أي وقت، لكن في واحدة من قرايب جوزي واقفة جنبي بتساعدني". وتبكي أم حسين بدموعها قائلة: "نفسي ألاقي شقة تلمني أنا وأولادي، بصحي الساعة 7 الصبح لغاية 11 ونصف بالليل، صعبان عليا وقفتي لوحدي بس هعمل إيه أكل العيش، نفسي استر بنتي، ونفسي ازور النبي". ويضيف حسن، صاحب أحد الورش: "مش حلوة وقفتها في وسط الرجالة بس هتعمل إيه واللي ربنا بيقدرنا عليه بنعمله بس علي أدنا وقفتها صعبة، يا ريت اللي يقدر يساعدها ويريحها واللي يقدر يعمل معاها حاجة ياريت".