نفى حزبا "النور" السلفى و"الجماعة الإسلامية" أن يكون دعمهما للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى السباق الرئاسى جاء فى مقابل وعود من جانب المرشح المستقل بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية خاصة مع التزامه بالإبقاء على نص المادة الثانية من الدستور، وهو ما يقطع الباب أمام اتهامات من جانب بعض القوى الليبرالية التى تحدثت عن صفقة مزعومة. وقال الدكتور يسرى حماد، عضو الهيئة العليا لحزب "النور"، إن "الحزب لم يطلب من الفتوح الالتزام بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية والمرشح الرئاسى لم يعرض هذا الأمر من الأساس، فدعمنا له مرتبط بوجود مشروع وطنى يحوز إجماع القوى الوطنية لإعادة بناء الدولة وإخراج مصر من النفق المظلم". وأكد أن الحزب "لا يريد تطبيق الشريعة بشكل فورى وإنما متدرج ولو أردنا ذلك لقدمنا مرشحًا يخصنا أو دعمنا الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين". ودعا حماد جماعة "الإخوان المسلمين" أن "يعاملونا وفق الإخوة الإسلامية، التى تتيح إمكانية وجود تباينات واختلافات فى وجهات النظر بين الإخوة دون تجريح أو انتقاص من المكانة". وكشف عن ضغوط قوية لإعلان تأييد حزب "النور" حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المستبعد وبعده الدكتور محمد مرسى، مرشح "الإخوان المسلمين". وتابع: "كان إعلان تأييدنا لأبو الفتوح صعبًا للغاية لكننا رأينا فيه المرشح الوطنى وليس مرشحًا حزبيًا، كما أنه غير فاسد ولا يرتبط بالنظام السابق وبحوزته مشروع وطنى يجمع شمل كل المصريين، نافيًا وجود خلافات مع جماعة الإخوان المسلمين تصل لحد التأثير على التنسيق داخل البرلمان بين حزبى "الحرية والعدالة" و"النور". من جانبه، قال الدكتور صفوت عبد الغنى، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، إن الدستور السابق نصَّ فى مادته الثانية أن الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وهو ما لا ينتوى أبو الفتوح تغييره، وقد عبر عن هذا الأمر بشكل واضح خلال مناظرته مع عمرو موسى. وتابع: حسم تطبيق الشريعة من عدمه لا يخص الرئيس وحده، وإنما يعود للبرلمان الذى يمثل السلطة التشريعية، والتى تقر تنفيذ أحكام الشريعة أو تكتفى بتنفيذ مبادئها، وليس من المنطقى أن نحمل أبو الفتوح أكثر مما يحتمل ولن نمارس عليه أى ضغوط لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، فكل ما نهدف إليه هو أن يسير المشروع الإسلامى على قدم وساق دون التوقف عند بعض حذافيره. فى غضون ذلك، أصدرت "الجماعة الإسلامية" بيانًا أكدت فيه أن دعمها لأبو الفتوح، جاء لكونه المرشح الإسلامى الأنسب للمرور من عنق مرحلة الانتخابات بدون المزيد من التمزيق للكيان المصرى، واعتبرته المرشح الذى يمثل همزة وصل بين الإسلاميين وغيرهم وهو الذى يمكن أن تتوافق عليه أغلب أطياف الشعب المصرى ونحن نميل إلى هذا التوافق. ورأت أنه الأنسب للعبور بمصر بمرحلة ما بعد الانتخابات إلى مرحلة البداية الحقيقية للنهضة بدون الصراعات والمحاولات المستميتة للتفشيل والتعويق التى ستنعكس على المجتمع والأقدر على معالجة الجراحات التى خلفتها المرحلة الانتقالية والشروخ التى أحدثتها، كما أن الدكتور أبو الفتوح ليس بعيدًا عن المشروع الإسلامى الذى عاش حياته كلها من أجله. وفى إطار إعلانها المشاركة فى حملة الدعاية لصالح أبو الفتوح، أطلقت الجماعة الإسلامية أول بوستر خاص بها وبذراعها السياسية حزب البناء والتنمية يعلن من خلاله دعم الجماعة له كمرشح مفضل لها. ويتضمن البوستر الذى عكست خلفيته علم مصر وشعار حملة أبو الفتوح "مصر القوية"، فضلا عن دمج البوستر بين أبو الفتوح وعلم مصر، حيث ظهر أبو الفتوح مرتديًا حلة من نفس ألوان العلم فى إشارة لدعم الجماعة للمشروع الوطنى، الذى طرحه أبو الفتوح لخوض الاستحقاق الرئاسى. في الأثناء، كشفت مصادر مطلعة داخل حزب "النور" أن ثلاث قيادات داخل جماعة "الإخوان المسلمين" يؤيدون الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وهم : محمد مهدى عاكف، عصام العريان، محمد البلتاجى، لكنهم يتحفظون على الأمر لعدم إحراج مرشح الجماعة.