الله سبحانه (جل جلاله) يحب: فهو يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفاً، ويحب العبد التقى النقى، ويحب التوابين ويحب المتطهرين الحب فى الأديان قيمة عظيمة وغاية فريدة فى شريعة التوراة جاء فى سفر التوراة (البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل العيوب) سفر الأمثال 12:10, فى شريعة الإنجيل قال المسيح عليه السلام (أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضكم وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم) إنجيل متى الإصحاح 5/4 فى شريعة القرآن قال تعالى: ( ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) سورة فصلت آية 34. معًا نجتمع على كلمة حب الذى أمرنا بها فى كل الأديان حب الخير، حب العطاء، حب الأمن والسلام، حب العلم، حب الوطن كلمة توراة عبرانية، ومعناها شريعة وكلمة إنجيل يونانية معربة ومعناها بشارة أو نور القرآن (لغةً) مأخوذ من (قرأ) بمعنى: تلا، وهو مصدر مرادف للقراءة وشريعة التوراة مثلاً قد عنيت بالمبادئ الأولية لقانون السلوك لا تقتل لا تسرق..... إلخ) والطابع البارز فيها هو تحديد الحقوق وطلب العدل والمساواة بينها ثم تجىء بعدها شريعة الإنجيل فتقرر هذه المبادئ الأخلاقية وتؤكدها ثم تترقى فتزيد آدابًا مكملة لإثراء الناس بفعل الخير؛ أحسن إلى من أساء إليك والطابع البارز فيها التسامح والرحمة والإيثار والإحسان. فاليهودية كانت شريعة عدل ومجازاة بينما كانت النصرانية شريعة فضل وإحسان وأخيرًا تجىء شريعة القرآن، قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) سورة النحل آية 90. والمبادئ الإسلامية الواردة فى القرآن والمُكوِّنة لأسس الدولة (فيما يخص المعاملات) هى نفسها الواردة فى باقى الأديان السماوية, فكلها تدور فى فلك واحد هو تأمين حقوق الناس ودرء الظلم عنهم, والحض على الفضيلة. فجاء فى ألواح موسى الوصايا العشر: "لا تشرك بالرب, لا تصنع له تمثالاً, لا تنطق باسم الرب آلهة أخرى, أكرم أباك وأمك, لا تقتل, لا تزنِ، لا تسرق, لا تشهد شهادة زور, لا تشته امرأة قريبك أو بيته أو حقله" سفر التثنية، الإصحاح الخامس. وكذلك يقول السيد المسيح عليه السلام: "لا تقتل, لا تزن, لا تسرق, لا تشهد بالزور, أكرم أباك وأمك, وأحب قريبك كنفسك" متى الإصحاح التاسع عشر. اتفقت الأديان على الأسس الأساسية للمعايشة مع الآخر من عدل، مساواة، إحسان، تسامح، حب، حرية للعقيدة. الحب الصادق، حب الفضيلة وليس حب الرذيلة، الحب الذى يبنى ولا يهدم الحب الذى نفخر به لا نخزى منه هذا هو الحب الذى نريده لا ما يدعونه عبر الشاشات الكاذبة. ولو الحب بين الآمر والمأمور، بين القائد والمقود... إذا سرى الحب فى عروقنا جميعًا فأحب الكبير الصغير، وأحب الصغير الكبير، إذا أحب الوزير الخفير فأحب الخفير الوزير، إذا تحاببنا جميعاً فى الله.. أبْيَضُنا وأسودنا.. إذا التقينا على الحب فى الله فتجمعنا عليه وتفرقنا عليه.. إذا تواصينا بالحق وتواصينا بالصبر... إذا أحب كل منا لأخيه ما يحبه لنفسه... إذا بات كل منا فى فراشه وليس فى قلبه حقد ولا ضغينة لأحد،... عندئذ سيحدث التلاحم بين الجميع ويندفع العمل بدافع الحب، وليس بدافع الرعب.. يندفع إلى الأمام.. وينطلق إلى أعلى وتنهض أمتنا وتزول آلامها المزمنة. فهيا ضع يدك فى يدى كى نروى بذور الحب فى كل مكان، نعمل بمبادئ الأديان نكون رُسل حبٍ ودُعاةُ حبٍ وسلام بين الناس وللناس أجمعين، نستأصل آلامهم ما استطعنا، ونزرع الأمل فى قلوبهم ما استطعنا.. وفقنا الله بما فيه الخير لبلادنا مصر حفظها الله. [email protected]