أصبحت مسألة تجديد جوازات السفر للشخصيات التي أعلنت معارضتها للنظام، أزمة تواجه العديد من هؤلاء السياسيين بعد أن قاموا بانتقاد النظام الحالي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته في العديد من المواقف السياسية والقرارات التي تتخذها الدولة في التعامل مع الأزمات التي واجهتها مصر في الآونة الأخيرة، أو ربما بعد ثورة ال30 من يونيو، حيث كشف عدد من هؤلاء السياسيين عن رفض السلطات المصرية ممثلة في وزارة الخارجية بقيادة الوزير سامح شكري، بالموافقة علي إنهاء الإجراءات الخاصة بتجديد جوازات السفر التي انتهت مدة سريانه دون وجود أسباب واضحة لهذا التعنت. محمد البرادعي فتح هذه الأزمة محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، والذي فضل الاستقالة من منصبه بعد قرار الدولة بفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة الخاص بجماعة الإخوان المسلمين، حيث قال في تغريدة له عبر صفحته الرسمية بموقع التغريدات المصغر "تويتر": "وزارة الخارجية المصرية لم تجدد جواز سفره، رغم تقدمه بطلب التجديد منذ 3 أسابيع". وكتب البرادعي: "تقدمت منذ 3 أسابيع لوزارة الخارجية بطلب تجديد جواز سفري وهو ما يستغرق عادة أيام.. آمل ألا يكون هناك خلط بين حقوق المواطنة وتأييد سياسات الدولة". لتفاجئه وزارة الخارجية المصرية ممثلة في السفير أحمد عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، في تغريدة للرد علي تساؤل البرادعي بشأن تجديد جواز سفره، مدافعًا عن الخارجية بعد ساعتين فقط من كتابة البرادعي لتغريدته ليقول: "جواز السفر تم إصداره بالفعل من بضعة أيام وفِي طريقه إلي السفارة المصرية في فيينا بالحقيبة الدبلوماسية للتسليم". عبد المنعم محمود انضم لتلك القائمة التي ترغب في التجديد الصحفي، عبد المنعم محمود، المقيم في العاصمة البريطانية لندن، حيث دشن هاشتاج تحت شعار "عايز جواز سفري"، وطالب بأن تقوم السلطات المصرية الممثلة في وزارة الخارجية بإيضاح أسباب التعنت قائلًا "أتمنى تساعدوني في مخاطبة المتحدث باسم الخارجية أيضًا للجواب عن سبب رفض القنصلية المصرية في لندن تجديد جواز سفري، زي ما رد على الدكتور البرادعي". وقال "محمود"، في خطاب رسمي منه إلي وزارة الخارجية: "ده خطاب رسمي من محل عملي أرسل كخطاب مسجل للقنصلية في لندن يستفسر عن سبب الرفض، وتابع أن السلطات الأمنية بتنقل أن سبب رفض تجديد جواز سفري هو إشرافي المباشر على مقابلات الدكتور البرادعي على التلفزيون العربي كمدير للبرامج السياسية". أيمن نور وفي نفس الأزمة التي يعاني منها البرادعي، كشف أيمن النور الناشط السياسي المعارض، عن معاناته هو الآخر من مسألة تجديد جواز سفره بعد انتهاء مدة سريانه. وقال في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "نبارك للبرادعي علي حقه في جواز سفره وأرجو أن يفيدني متحدث الخارجية عن مصير الحقيبة الدبلوماسية التي كان مفترضا أن تنقل جوازي منذ 3 سنوات!!". وفي هذا الصدد كانت من ضمن الأسباب التي جعلت الخارجية المصرية تؤخر مسألة تجديد جواز سفر نور، بالرغم من حصوله علي حكم قضائي ملزم للخارجية بتجديد الجواز، بسبب طعن الأخيرة علي هذا الحكم، واستندت علي هذا الطعن بأن نور يعد شخصًا "معاديًا للدولة المصرية"، وهي الاتهامات التي ينفيها نور، إلا أنه لا تزال تنظر القضية فى المحاكم حتى الآن. سياسيون: منع تجديد «جواز سفر المعارضين» بلطجة سياسية وجريمة قانونية من جانبه قال شريف الروبي، المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية"، إن الدولة تخوفت من الأصداء الخارجية، ورد الفعل الدولي تجاه الأزمة التي أثارها البرادعي بخصوص تجديد جواز السفر الخاص به، مشيرًا إلي أن البرادعي بصفته سياسيًا دوليًا، له كلمة مسموعة في الخارج وكان من الممكن أن تصدر قيادات الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الاتحاد الأوروبي بيانات تدين ما حدث لذلك فضلت الخارجية المصرية الرد عليه بشكل سريع. وأضاف "الروبي"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الشخصيات السياسية الأخرى التي تعاني من ذات الأمر، أمثال أيمن نور، وسيف عبد الفتاح، والصحفي عبد المنعم محمود، وغيرهم من شخصيات ليس لديهم أي تأثير خارجي ولكن يحدثون أزمات داخلية فقط، لذلك لا يتخوف النظام المصري من حديث هؤلاء حول الأزمات. وأوضح القيادي الإبريلي، أن ما يحدث مع أيمن نور، يعد انتهاكًا وخرقًا لأحكام القضاء، حيث إن "نور" حصل علي حكم قضائي يقضي بأن يتم تجديد جواز السفر الخاص به منذ 3 سنوات، ولم يتم هذا التجديد حتى الآن، مؤكدًا أن الدولة لا تحترم القضاء أو القانون إلي في قضايا وأزمات بعينها، وبشكل انتقائي. فيما قال شادي الغزالي حرب، الناشط السياسي، إنه ليس من المستغرب علي النظام الحالي أن يقوم بمثل هذه الأفعال ضد الشخصيات التي أعلنت معارضتها للنظام، مشيرًا إلي أن التغريدة الخاصة بالبرادعي فتحت الأزمة التي يعاني منها المعارضون بشأن عدم تجديد جواز السفر بعد انتهاء مدته، وذلك دون سند قانوني أو أحكام قضائية صادرة من المحاكم المصرية. وأضاف الغزالي حرب، في تصريحات ل"المصريون"، أن ما حدث يعد نوعًا من أنواع الانتقام للمواقف السياسية التي يسير عليها هؤلاء الشخصيات دون النظر إلي حق المواطنة، حيث يحق لأي مواطن مصري أن يصدر هوية شخصية وجواز سفر، وعلي القضاء أن يفصل في أي اتهام صادر بحقه حينما يتم تواجده في مصر وملاحقه أمنيًا في حال ثبوت تورطه في أي اتهامات. في سياق متصل وصف زياد العليمي، المحامي الحقوقي، والناشط السياسي، ما يحدث مع بعض الشخصيات المعارضة في الخراج، في مسألة رفض تجديد جوازات سفرهم، بجريمة ترتكب ضد العديد من المصريين وليس الشخصيات السياسية المعروفة فقط. وأضاف العليمي، في تدوينة له، أن ما تقوم به وزارة الخارجية من حرمان البعض من حقوقهم الخاصة بالتجديد دون سند قانوني، بسبب مواقفهم السياسية من النظام، هو أمر لا يجب السكوت عنه.