رواد "فيس بوك" يردون بهاشتاج "لا لحل جامعة الأزهر" حالة من الجدل أثيرت مؤخرًا، بعد أن ترددت أنباء عن حل جامعة الأزهر، وخضوع الكليات الشرعية بالجامعة يطلق عليها جامعة الإمام محمد عبده، وكذلك إخضاع الكليات العلمية بالجامعة لإشراف وزارة التعليم العالي وأخيرًا وقف إنشاء المعاهد الأزهرية لمدة 15عامًا. جاءت فكرة حل الجامعة استكمالًا للتجديد الخطاب الديني، التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاباته، عقب وقوع أي حادث إرهابي. الفترة الأخيرة شهدت هجوم كثير على مؤسسة الأزهر، سواء من نواب البرلمان بالموافقة علي مشروع إعادة تنظيم الأزهر والمؤسسات المتعلقة به، بالإضافة لإمكانية محاسبة شيخ الأزهر وعزله، وتعيين أعضاء هيئة كبار العلماء المقدم من النائب محمد أبو حامد. ومن جانبه، وصف الدكتور سامح غازي معيد بقسم الصحافة بجامعة الأزهر، هذا المشروع بالغريب، رافضًا فكرة حل جامعة الأزهر وإسناد الكليات العلمية والأدبية للمجلس الأعلى للجامعات. وتساءل "غازي"، في تصريحاته ل"المصريون"، عن سبب طرح هذا المشروع من الأساس، قائلًا جامعة الأزهر جامعة عريقة بحكم التاريخ، فإذا كان الهدف من هذا المشروع هو تجديد الخطاب الديني، فالجامعة عقدت العديد من المؤتمرات حضرها كبار رجال الدولة، واتخذت خطوات فعلية من أجل هذا التجديد، فضلًا عن أن جامعة الأزهر تدعو دائمًا إلى الوسطية، وفقًا لكل هذا فإن هذا المشروع ليس له أي مبرر على الإطلاق. وأشعل هذا المشروع حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين، ليدشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، هاشتاج "لا_لحل_جامعة_الأزهر"، اعتراضًا منهم علي فكرة المشروع، وتمسكهم بالجامعة كونها منارة الدراسة الإسلامية في مصر. تعد جامعة الأزهر هي المؤسسة الدينية العلمية الإسلامية العالمية الأكبر في العالم، وتعتبر ثالث أقدم جامعة في العالم، بعد جامعتي الزيتونة بتونس والقرويين بالمغرب، ليمر علي إنشائها ووضع حجر الأساس بها ما يقرب من 1047عامًا، ولم تقتصر الجامعة علي الطلاب المصريين فقط، بل جاء إليها من جميع أنحاء العالم من يطلب علم الدين فقد تتلمذ بها كبار علماء الدين وقامته، ليظل الأزهر الضمان الأول للهوية الإسلامية في مصر وذلك بحكم التاريخ. وفي نفس السياق، قال أحمد خليفة شرقاوي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بمحافظة طنطا، إن المشروع لم يعرض على الأزهر حتى الآن، ولكن حتى إذا تم عرضه فمن المتوقع أنه سوف يلقى رفض من كافة علماء الأزهر. وأضاف "خليفة"، في تصريحاته ل"المصريون"، قائلًا "نحن نحترم كافة القوانين التي يصدرها مجلس الشعب، ولكن نوصي بعدم استغلال بعض النواب لاختصاصاتهم في غير صالح البلاد، فإذا كان هذا المشروع في صالح البلاد، فلا شك أن الأزهر سيقبل به، ولكن بعد عرضه ومناقشته مع الأزهر ولكن لا يجب أن يمر هذا المشروع دون مناقشة. وأردف أستاذ الفقه، قائلًا: "إذا كان الهدف من هذا المشروع هو تجديد الخطاب الديني، فهذا أمر غير منطقي، لأن تجديد الخطاب الديني لن يتم بحل جامعة الأزهر، فرسالة الأزهر رسالة وسطية ولا تدعو لأي تطرف".