نتابع جميعاً فى الآونة الأخيرة ما يجرى على الساحة من انتخابات الرئاسة وحتى قبل بدء الترشح لمنصِب الرئيس رسمياً وكم الدعاية والوعود الصادرة من معظم المرشحين الذين كانوا متوقعين وبعد إجراءات وأحداث أخرى منها ما هو معلن وواضح ومنها ما هو غير مفهوم، أصبح لدينا مرشحون نهائيون، ولكن لم يختلف الوضع بل زاد تعقيداً مع زيادة الشائعات والمزايدات وحملات التشكيك والتخوين و....و....، وحقيقة المكان لا يتسع لسرد خصائص المرحلة الحالية، ولكن استوقفنى بعض مما يحدث. أولاً: ما هذا الكم الهائل من الوعود والعهود التى يقطعها كل المرشحيين على أنفسهم واستغلالهم للظروف الصعبة الراهنة التى تمر بها البلاد وكأننا فى إحدى صالات المزادات ولابد للكل أن يزايد على الآخر ليفوز بشىء ما ونسى الجميع أنها مسئولية سيحاسب عليها، فعلى سبيل المثال يطالعنا أحدهم بقوله: إذا فزت بالانتخابات أول ما سأفعله تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل، فيأتى الآخر ويعلن أنه سوف يلغى هذه الاتفاقية، إلى مَن يوجهون كلامهم هؤلاء الأفاضل، أليست هذه اتفاقية دولية، وعلى الجانبين الالتزام بها، وإن كان هناك احتمال لتعديل جزئى لماذا لا يقولون لنا كيف؟ وما هى الفرص المتاحة بدلاً من التصريحات العنترية؟، كان عليهم أن يخاطبوا عقولنا. وآخر يأتى ليقول لو فزت سأجعل لى نائباً من الشباب والآخر من النساء، ليأتى آخر ليصرح بأنه سيتخذ خمسة نواب (مجلس رئاسى)، وآخر لو فزت سوف أُعمِر سيناء والنوبة، ونسى أو تناسى الجميع أن يخبرونا كيف؟ ومن أين تمويل هذه الخطط؟ وتفاصيل كثيرة يعتبرها السادة المرشحون الأفاضل أنها أسرار حربية أو ليس للشعب الذى سينخبه حق فى معرفتها، أو أنهم لا يملكون الإجابات بعد، كلها وعود من عينة اثنين كيلو لحمة لكل ناخب. ثانياً: كثرة الشائعات وحملات التخوين، لم يعد المواطن العادى يعرف من وماذا يصدق، وهم للتذكرة الأغلبية من هذا الشعب والذى ذهب البعض لإلقاء التهم على هذا المواطن العادى وإطلاق أسماء وأوصاف يأبى أى إنسان محترم وبيحب بلده أن يسمعها ويكررها، فهذا يرى كل من يخالفه الرأى خائنًا وفلولاً و....، وتطلعنا الأخبار كل يوم بمئات الشائعات والأخبار المكذوبة والتى فى النهاية لا يصل أكثر من خمسة بالمائة إلى الحقيقة وحملات تشويه لم نعتد عليها، والنتيجة أنه لم يعد هناك حقيقة واحدة مؤكدة. ثالثاً: سواء كان المرشح تابعاً لحزب معين أو مستقل لم نسمع أحدهم يُعلن عن برنامج متكامل وحقيقى للانتخابات وليست وعودًا بل برنامجًا، وإن قد أُعلن عن بعض الملامح العامة ولكنى أقصد برنامجًا توضيحيًا لكل مجال من المجالات مع ربطة بالميزانية المتاحة والمدة الزمنية (المتوقعة)، فلو نظرنا مثلاً إلى أغلب الدول الأوروبية والدول المتقدمة لأنى مؤمن بأننا لسنا أقل منهم، يتقدم كل حزب ببرنامجه الانتخابى هذا البرنامج يتضمن الخطط المراد تنفيذها خلال الفترة القادمة وهى هنا الأربعة سنوات بالتفصيل والتكلفة المحسوبة لذلك البرنامج والدخل العام للدولة (لتغطية هذا البرنامج)، وتقوم جهة محايدة وليست حكومية بدراسة جميع البرامج المقدمة من الأحزاب وتقديم التقارير عن ماهو واقعى أو حقيقى من البرامج وبعدها يقوم كل مرشح بعرض برنامجه على الناخبين كاملاً، ويتبعها أكثر من مناظرة جادة من غير انحياز من الإعلام على الهواء حتى تُتاح الفرصة للناخبين معرفة ما هم مُقدمون عليه وبعدها يستطيعون أن يختاروا من هو الأصلح حتى تتم محاسبته حال الإخفاق فى مهمته.