اتهم خبراء ومحللون سياسيون، جماعة "الإخوان المسلمين" بأنها افتعلت الأزمات فى قضية "اللجنة التأسيسية للدستور" والمادة 28 التي تعطي الحصانة لقرارات اللجنة العليا للانتخابات من أجل تشكيل دستور يعبر عن طموحاتها ويحقق أهدافها. وقال الدكتور حسن أبو طالب، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إن هناك فجوة ظهرت بين "الإخوان" وباقى القوى السياسية تمثلت خاصة فى قضية التأسيسية، وكذلك الاستعجال فى تعديل القوانين، والمطالبة بإقالة الحكومة أو تحويلها إلى حكومة تسيير أعمال والاتهامات الموجهة إلى لجنة انتخابات الرئاسة، وتمرير إضافة بعض البنود استنادًا إلى أن القضاة مؤهلين للتزوير وهو ما وصفه بتصفية حسابات. وانتقد التصعيد ضد المجلس العسكرى وتشويه المعنيين بإنهاء المرحلة الانتقالية، وهو ما اعتبره يعكس نظرة قاصرة فى التعامل مع الاستحقاقات الضرورية. ورأى أن الإخوان يريدون نظام حكم يحقق أهداف الجماعة، قائلاً: "النظام برلمانى إن كانوا هم أصحاب الأغلبية البرلمانية، ورئاسى إن كان الرئيس هو مرشحهم". وأشار إلى أنه على الرغم من أنه ليس الوقت المناسب لوضع الدستور إلا أن الإخوان لم يعكسوا اهتمامًا بوضعه, لافتًا إلى أن قرارات جماعة الإخوان تعكس عدم وضوح القيم والهوية السياسية. متفقًا معه في الرأي، رأى الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، أن جماعة "الإخوان المسلمين" افتعلت العديد من الأزمات، لغرض فى نفس مكتب الإرشاد والجماعة، ومن بينها المطالبة بإقالة الحكومة، علمًا بأن هذا الطلب ليس من حق البرلمان، وكذلك أزمة اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وأزمة المادة 28 من الإعلان الدستورى واختصاصات لجنة انتخابات الرئاسة، وهو ما يعزوه إلى رغبة الجماعة فى صياغة دستور يحقق طموحاتها. وتوقع أنه فى حال فوز الدكتور محمد مرسى، مرشح "الإخوان" بالرئاسة فإنهم سيقبلون بالنظام الرئاسى، على العكس في حال إخفاقه، فإن الجماعة ستدفع بالنظام البرلمانى لجعل السلطات كلها فى يد البرلمان وجعل منصب الرئيس شرفياً، مؤكدًا استحالة إنجاز الدستور قبل انتخابات الرئاسة. وأبدى تخوفه من أن يأتى الدستور طائفى يعبر عن جماعة الإخوان فى مواده أو فى طريقة التصويت عليه مثلما حدث فى التصويت على الإعلان الدستورى نظرًا لقدرة جماعة الإخوان على حشد الجماهير. بدوره، طالب الدكتور ضياء رشوان، مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، جماعة "الإخوان المسلمين" بمراجعة مواقفها وإعادة النظر فى سياساتها الأخيرة، معتبرًا أن هذه المرحلة هى من أخطر المراحل التى تمر بها الجماعة، وأنه لو استمرت هذه الصراعات بهذه الحدة فإنها ستؤدى حتمًا إلى أزمة فى المسار السياسى.