كشف الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب "مصر القوية" عن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2018؛ لكنه اشترط لذلك أن تكون الانتخابات القادمة نزيهة بدون تزوير, كما صرح بذلك في وقت سابق. وفي تصريحات أدلى بها قبل شهور، قال أبوالفتوح: "عندما توجد انتخابات حقيقية بلا تزوير، فلن أتردد في الترشح إذا كان ذلك يخدم الوطن.. امتنعت عن الترشح في الانتخابات الماضية؛ لأنها لم تكن انتخابات.. الوضع الحالي ليس أجواء انتخابات، ولا تمارس فيه السياسة بشكل حقيقي، وإنما يُمنع الناس من التعبير عن رأيهم ويحاصرون سياسيًا وأمنيًا وإعلاميًا". وقبل أكثر من عام على الموعد المحدد للانتخابات الرئاسة، لم تتضح بشكل تام خارطة المرشحين، إلا أنه من المرجح بحسب مراقبين أن تكون أكثر سخونة عن الانتخابات السابقة، التي فاز فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي. الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية قال: "يجب أن يكون هناك رأي واحد ويتم الاختيار بأسس ومعايير وكفاية شرب مقالب، ولا يجب أن نحطم الشخصيات المدنية الذين يمتلكون رؤية". وطالب دراج في تصريح إلى "المصريون" ب "ضرورة وجود تعاون بين الأشخاص والالتفاف حول واحد حتى لا تتفتت الأصوات، وأبو الفتوح لديه هذا الحق"، مستنكرًا ما وصفه ب "تكسير المجاديف". وشدد على ضرورة أن "يمتلك المرشحون برامج واضحة وحلول للأزمات التي تعاني منها مصر وأن يكون لديهم القدرة في إدارة البلاد بطريقة ترضي طموحات الشعب". من جهته قال ناجي الشهابي، رئيس حزب "الجيل"، إن ما يتردد عن ترشح أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، "أمر طبيعي لكونه كان مرشح سابق في انتخابات 2012". وأضاف: "أبوالفتوح سيظل مرشحًا محتملاً في أي انتخابات رئاسية مقبلة، لقدرته على حصد أصوات التيار الإسلامي العريض بكل فصائله وبعض أصوات القوى المعارضة، خاصة وأنه يعد شخصية مقبولة إلى حد ما من الشعب لعدم مشاركته في أعمال العنف التي تلت ثورة 30 يونيو، ولم يشجع عليها ولم توجه له أي اتهامات". وتابع: "أبو الفتوح قد يستغل التراجع الكبير فى شعبية الرئيس السيسي بسبب الفشل الحكومي في إدارة أمور البلاد الذى أدى إلى انخفاض القيمة الشرائية الجنيه والذي صاحبه ارتفاع الأسعار يوم بعد يوم مما جعل الناس تعيش فى معاناة حقيقية". ووصف، أبو الفتوح بأنه "سيكون مرشحًا قويًا ولن يكون المرشح الوحيد، وستكون المعركة الانتخابية شرسة، إذا توافرت لها عوامل الحيدة والنزاهة وكانت النتيجة المعلنة طبقا للصندوق فقط وليس لأسباب أخرى". إلى ذلك، استبعد إسلاميون فكرة طرح بديل منافس للرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها عام 2018، بعد نهاية ولاية الأخير، أو حتى الاتفاق حول شخصية متوافقة ذات ميول لهم، واعتبروا أن الجولة القادمة لن تختلف عن سابقتها 2014. إذ استبعد أحمد السباعي، القيادي بحزب "الوطن"، مشاركة الإسلاميين في الانتخابات القادمة قائلاً: "هذا السيناريو وهمي ولن يتحقق في ظل الوضع الذي تعيشه مصر هذه الأيام". وأضاف ل"المصريون"، أن "مصر تعيش حالة من اللا سياسة"، مشيرًا إلى أن الحديث عن مثل هذه الأمور ليس مجرد خيال، فحسب بل أشبه بالوهم. ووافقته الرأى الدكتورة جيهان رجب، القيادية بحزب "الوسط"، التي رأت صعوبة هذا الأمر، واعتبرته سابقًا لأوانه، قائلة إن الوقت الآن ليس حاسمًا لنعرف من سيرشح نفسه. وأضافت ل"المصريون" إنها تتمنى أن تعود روح يناير ونزاهة انتخابات 2011، وأمانة الأصوات من جديد، حتى تتضح الرؤية ويعرف تيار الإسلام السياسي مع مَن يقف. وقال هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "الإسلاميين يتمنون الترشح، خاصة أن منصب الرئاسة يمثل شيئًا مقدسًا بالنسبة لهم"، لكنه رأى أن "الوضع الآن غير مناسب لتنافس الإسلاميين والوضع مختلف عما كان عليه قبل 3 سنوات". وتابع: بناء على ذلك فلن يقبل الإسلاميون على الترشح؛ لأنهم الآن في أدنى مستوياتهم الشعبية؛ بسبب الأحداث المحلية وغالبية دعوة الفصائل المنتمية للإسلام السياسي للعنف، وأيضًا بسبب المشهد الإقليمي وما يحدث في سوريا وليبيا والحروب الأهلية وصراعات الطائفية". وقال إن الوضع العام ضد هذا التوجه وله موقف سلبي من رموز التيار الإسلامي.