ساعات وتبدأ الجولة الأولى لتصويت المصريين العاملين فى الخارج لانتخاب الرئيس الجديد، والتى تبدأ الجمعة المقبل 11 مايو، وتستمر حتى الخميس 17 مايو. أكثر من 600 ألف مصري، من أصل حوالى 9 ملايين مصرى مغترب، يعيشون خارج مصر المحروسة، مسجلون فى كشوف الناخبين، يتحرقون شوقًا للمشاركة فى أهم «قرار» سياسى، ربما فى تاريخ مصر المعاصر، ألا وهو اختيار أول رئيس جمهورية منتخب انتخابًا حرًا، فى منافسة شريفة بين 13 مرشحا يمثلون أحزابا، وتيارات سياسية، واتجاهات دينية، وذوى خلفيات متباينة.. ولاشك أن نتيجة الاختيار ستحدد مجريات الأمور فى مصر لأربع سنوات مقبلة، على الأقل ما لم تكن ثمانى. ساعات تفصلنا عن اللحظة التى ينتظرها كل مصرى مغترب يعيش بعيدا عن تراب المحروسة، وقلبه ينبض بعشقها، وعقله مشغول بهمومها، وروحه متعلقة بكل حبة تراب ورمل داخل حدودها، لكن، وآه من لكن.. التى دائماً ما تجرح ما قبلها، يبدو أن الأمر مختلف لدى سفراء مصر وقناصلها العامين فى الخارج الذين يبدو كمن فوجئ بحلول التاريخ، أو كان يتمنى ألا يحل أصلا!!، فحتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يكلف سفير منهم نفسه عناء مخاطبة «رعاياه» من المصريين المقيمين فى البلد الذى يمثل مصر فيها، ولم يتكبد «قنصل» مشقة إصدار بيان يوضح فيه ل«جاليته» ماذا يفعلون، وقد اقترب الوقت، وأزف الميعاد، الباشوات من «السفراء» و«القناصل»، يشعرونك بأن عهد «المخلوع» لم ينته، وأن الثورة لم تقم بعد، وعندما يحالفك الحظ، ويرد عليك بالخطأ أحد مساعدى السفير، أو من ينوب عن معاليه، فالرد يأتيك على الطريقة «العثمانلية»، «باب عالى تعليمات يوك أفندم» ويحلفون بكل نفيس وغالٍ أن «الباب العالى» فى وزارة الخارجية – المشغولة بكل شىء فى الدنيا، إلا ال9 ملايين مصرى المغتربين خارج مصر لم تصدر توجيهاتها وتعليماتها و«فرماناتها» العثمانلية لأصحاب المقامات الرفيعة «السفراء» و«القناصل»، و«المستشارين» وحتى «فلول» المخلوع المنتشرين فى أغلب السفارات، للنزول من عليائهم، و«بل ريق» المصريين الغلابة، ممن «شردهم» المخلوع ونظامه فى شتى بقاع الأرض وأصقاعها، من نيوزيلندا لكندا، ومن جنوب إفريقيا لقرقيزستان، وبلاد تركب الأفيال، وتأكل كل ما يمشى على الأرض عدا الإنسان، وكل ما يطير فى السماء عدا الطائرة، وكل ما يسبح فى البحار عدا السفن والغواصات! لا ألوم على أصحاب المقامات الرفيعة من السفراء، ولا ذوى الياقات البيضاء من القناصل، ولكن اللوم كل اللوم على معالى وزير الخارجية الموقر، الذى ترك سفاراته وسفراءه وقناصله فى غياهب ظلمات غياب المعلومات، حتى ساعات قبل بدء الانتخابات، ولم يكلف نفسه ومعاونيه عناء السؤال عن مستوى التنسيق مع «اللجنة العليا للانتخابات»، حتى يجدوا شماعة، يعلقون عليها خطاياهم فى حق «رعاياهم» من المصريين المقيمين فى الخارج، وأعلم الرد منذ الآن: السفراء والسفارات والقنصليات: «لم تصلها تعليمات وزارة الخارجية».. ووزارة الخارجية: «لم تصلها تعليمات اللجنة العليا للانتخابات».. ولجنة الانتخابات «لم يسألها أحد لتجيب».. والجميع «فوجئوا» وهبطت عليهم الصاعقة إذ جاء يوم الجمعة 11 مايو فى موعده على غير العادة!! لن أقول لكم مقولة سعد باشا زغلول، التى تعرفونها جيداًَ.. ولكن أقول إن مصر ستتغير رغماً عنكم جميعاً!! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected]