وزير التعليم: القيادة السياسية تدعم "التعليم المنتج للإبداع والابتكار"    غرفة القاهرة تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء    الدولار يتراجع إلى أقل من 48 جنيها بالبنوك    أسعار القمح اليوم في مصر.. زيادة 500 جنيه للأردب وإقبال على التوريد    وزارة النقل تتعاقد على بناء سفينتين جديدتين مع ترسانة هانتونج الصينية    شركات التأمين تسدد تعويضات بقيمة 3.6 مليار جنيه خلال شهر    النقل: تقدم العمل بالمحطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا    نائب وزير الإسكان يفتتح معرض إدارة الأصول    وكيل «خطة النواب»: 90 مليار جنيه لدعم الخبز في موازنة 2024/ 2025    صور الأقمار الصناعية تكشف الاستعدادات لعملية رفح    جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    عضو ب«النواب» يطالب بمحاكمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اكتشاف مقابر في غزة    موعد مباراة الأهلي ومازيمبي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا    مباريات اليوم.. الأهلي في الدوري الأفريقي للسلة.. ومؤجلات بريميرليج    محمد الشناوي يدخل قائمة الأهلي أمام مازيمبي    استمرار ارتفاع درجة الحرارة بالفيوم.. والعظمى تسجل 41 درجة    6 تعليمات من «التعليم» بشأن امتحانات «الترم الثاني».. منها وضوح الأسئلة    «الشيوخ الأمريكي» يوافق على مشروع قانون لفرض قيود على «تيك توك»    الخشت يُشارك بمؤتمر "الذكاء الاصطناعي وأثره على حقوق الملكية الفكرية"    قصة حب انتهت بالزواج ثم القتل لسبب صادم.. جريمة تهز المحلة    يطرحه مساء اليوم، أغاني ألبوم رامي جمال الجديد «خليني أشوفك»    38 مليون جنيه إجمالي إيرادات «فاصل من اللحظات السعيدة» في السينما    DMC تعرض تقريرا عن الفنان الراحل محمود مرسي في ذكرى رحيله    «حياة كريمة» تطلق عدة قوافل اليوم الأربعاء.. تتواجد في 4 محافظات    مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الإفريقية    طلب إحاطة بشأن تحصيل رسوم من مرضى الطوارئ بالمستشفيات    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بعد عودة الشناوي.. تعرف على الحارس الأقرب لعرين الأهلي الفترة المقبلة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24-4-2024 والقنوات الناقلة    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    بسبب الحرب على غزة.. كل ما تحتاج معرفته عن احتجاجات الجامعات الأمريكية    دعاء الحر الشديد.. 5 كلمات تعتقك من نار جهنم وتدخلك الجنة    تفاصيل الحالة المرورية بالمحاور والميادين صباح الأربعاء 24 أبريل    اليوم.. استكمال محاكمة المتهمين باستدراج طبيب وقتله بالتجمع الخامس    ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية ضيفة «يحدث في مصر» الليلة    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    متحدث "البنتاجون": سنباشر قريبا بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة    تاريخ مميز 24-4-2024.. تعرف على حظك اليوم والأبراج الأكثر ربحًا للمال    8 مليارات دولار قيمة سلع مفرج عنها في 3 أسابيع من أبريل 2024.. رئيس الوزراء يؤكد العمل لاحتياط استراتيجي سلعي يسمح بتدخل الدولة في أي وقت    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    بايدن يعتزم إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا اعتبارا من "هذا الأسبوع"    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسئولية الكنيسة في مواجهة التطرف
نشر في المصريون يوم 12 - 04 - 2017

لم أندهش من الصدام الإعلامي الحاد بين الزميلين العزيزين، ضياء رشوان وعماد جاد، وكلاهما ينتمي إلى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وذلك على خلفية ما وقع مؤخرًا من أحداث، والحديث عن أهمية مواجهة التطرف من قبل الجانبين، المسلم والمسيحي، عماد غضب غضبًا شديدًا لنسبة التطرف إلى الجانب المسيحي، وبدا شديدَ العصبية وهدد بمغادرة الاستديو ووقعت ملاسنة بين الاثنين، رغم أن المسألة لا تستحق؛ لأن التطرف أصبح ظاهرة إنسانية عالمية، وليست حتى محلية، ولا تختص بدين من الأديان، فعلو موجة اليمين المسيحي المتطرف في أوروبا وأمريكا ظاهرة للعيان ووصلت إلى حد الاعتداء على مساجد وتدنيسها وقتل مواطنين لمجرد الاشتباه في أنهم مسلمون، وكذلك ظهور موجة التطرف البوذي الذي اشتهر بالتسامح واضحة للعيان ونددت الأمم المتحدة بما يفعله الرهبان في ميانمار تحديدًا ضد مواطنيهم المسلمين.
وبالتالي، فالحالة المسيحية في مصر ليست استثناء من هذه الظاهرة، ويكفيك جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك صفحات خاصة بمواقع إخبارية ودينية مسيحية مصرية داخل مصر وخارجها، لتكتشف مستوى الكراهية والتحريض والتطرف، فضلاً عن ممارسات نزقة فعلها البعض في صعيد مصر وأدانها القضاء المصري، وهي كلها بفعل تحريض بعض المتطرفين في الجانب المسيحي، ولكن يحسب لقداسة البابا تواضروس حرصه على احتواء تلك المظاهر وعدم الاستجابة للتحريض والتطرف والانفعالات الزائدة وهو ما حجّم من الظاهرة وقلّص مساحات التحرك أمام أصحابها.
لكن مسئولية الكنيسة المصرية لا ينبغي أن تتوقف عند ذلك الحد، فلا بد من خطاب كنسي معلن وواضح يدين أي مظهر من مظاهر التطرف في الحالة المسيحية، وتحذير من دعاة الفتنة ومن الأصوات النزقة في الداخل أو الخارج، ومعاقبة أي رجل دين ينتسب إلى الكنيسة المصرية إذا ثبت تحريضه على الكراهية الدينية، كما أن مصر بحاجة وهي تواجه الانقسام المجتمعي الذي يراهن عليه الإرهاب إلى خطاب ديني كنسي جديد يدفع باتجاه الاندماج الوطني والشعبي للأقباط في المجتمع والمؤسسات والأحزاب والحياة العامة، مع تقلص دور الرعاية الكنسية إلى حدود الحالة الروحية، ينبغي أن نطوي المرحلة التي تمثل الكنيسة فيها بديلاً للدولة وبديلاً للوطن، الدولة هي المعنية برعاية مواطنيها، مسيحيين ومسلمين ، ومؤسسات الدولة وأجهزتها هي التي ينبغي أن يلجأ إليها المواطن المسيحي، لإنصافه أو حمايته، وليس الكنيسة، ولا يصح أن تتحول الكنائس إلى ساحات احتجاج سياسي شعبي عند كل مشكلة أو أزمة.
كذلك ينبغي أن تطوي الكنيسة صفحة الاشتباك السياسي مع النزاعات والصراعات السياسية الداخلية في الوطن، الكنيسة ليست طرفًا في أي صراع حزبي أو سياسي داخلي، ولا ينبغي أن تكون، وهذا الأمر يتحتم أن يكون حاضرًا في خطاب كنسي جديد واضح المعالم، وفي سلوك يتبعه، لا يصح أن تتورط الكنيسة أو بعض رجالها في الحشد لموقف سياسي عند الاستفتاءات أو الانتخابات بمختلف صورها ومستوياتها، برلمانية ورئاسية وحتى نقابية، وقيام الكنيسة بحشد المظاهرات السياسية في بعض المواقف هو سلوك غير حكيم، وضرره أكثر من نفعه للوطن، وقد أبدى بعض الأقباط أنفسهم استياءهم الشديد من قيام الكنيسة بحشد رعاياها في أمريكا للتظاهر في أماكن تواجد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعمًا له، ردًا على تظاهر بعض القوى المعارضة، هذا سلوك يصنع حالة من الاستقطاب الطائفي الحاد ومصر في غنى عنها الآن، كما لا يصح أن يجري قيادات دينية كنسية رفيعة لقاءات صحفية أو تليفزيونية فتهاجم بعض القوى السياسية وتدافع عن أخرى وتتهم بعض الأحزاب وتطعن بعضهم من وطنيتهم، هذا ليس دور الكنيسة ولا قياداتها، بل هذا لا يخدم الوطن نفسه وسلامه الاجتماعي، خاصة في ظل أوضاع ملتهبة وملتبسة ومتشنجة من جميع الأطراف، تحتاج إلى الحكمة وليس إلى صب المزيد من الزيت.
مصر بحاجة إلى خطاب ديني جديد، أكثر استنارة وأكثر حداثة، وأبعد عن الاشتباك مع السياسة ولهيبها، وأعتقد أن مسئولية الكنيسة كبيرة في بلورة مثل هذا الخطاب في الجانب المسيحي، وتطوير خطابها الديني وأدائها أيضًا؛ لأن نجاحها في ذلك سيكون علاجًا للتطرفين: المسيحي والإسلامي على حد سواء، بشكل مباشر أو غير مباشر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.