"كن كريمًا واكفل طفلاً يتيمًا".. الجملة التى ترددها دور رعاية الأيتام بمصر فى هذا اليوم أول جمعة من أبريل سنويًا للاحتفال باليتيم وتقديم المساعدات له وقضاء يوم بالاستماع للأغاني الطفولية والترفيه في المتنزهات والحدائق العامة، لكن ما يحدث فى الآونة الأخيرة بعد رصد الانتهاكات وأساليب التعذيب الصادرة بحق هؤلاء، يجعلنا نقف وهلة ونعيد النظر فى كيفية توفير الحق الإنسانى لكفالة حياة كريمة لهم. وتعود فكرة يوم اليتيم العربى إلى دار الأورمان الخيرية فى عام 2003، عندما اقترح أحد المتطوعين بتنظيم الجمعية حفلاً كبيرًا لعدد من الأطفال الأيتام التابعين لها أو لمؤسسات خيرية أخرى للترفيه عنهم، وتطورت الفكرة حتى تحول الأمر إلى دعوة عامة لرعاية اليتيم، فبدأ الاحتفال مصريًا ودعمت الجمعية جهودها ليصبح عربيًا، وحددت جامعة الدول العربية الأسبوع الأول من الشهر ذاته وفقًا لقرار مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب لإحياء يوم لليتيم العربي. وبعد رصد انتهاكات بالجملة بدور أيتام معروفة بداية العام الجاري من تعرضهم لانتهاك جنسي وطرد للأطفال بالشوارع وعدم توفير المأكل والملبس وانقطاع خدمة الكهرباء والمياه عن بعضهم, طالب أدمن صفحة أطفال مفقودة على "فيس بوك" بإعلان الحداد هذا العام على وضع الأيتام وليس الاحتفال, فيما سلك نواب البرلمان اتجاه تغليظ العقوبات القانونية وتشكيل لجنة تقصى حقائق. رامى الجبالى أدمن صفحة "أطفال مفقودة"، قال إن يوم اليتيم يتم الاحتفال به فى مصر فقط ولم تحتفل أى دولة عربية أخرى به كما هو مشاع, وبالنسبة لى لم يكن يومًا مفرحًا، بل يوم للتسول العالمى بالأيتام، فإذا يوجد لدينا طفل ملابسه ممزقة وبدون حذاء ووجهه شاحب يتسول بالشارع بشكل فردى لدينا أيضا تسول مؤسسي يرتدى الطفل فيه الملابس النظيفة ويتحول لأداة فى يد المحتفلين وكأنه كائن بدون عقل يتم التحكم فيه. وأضاف الجبالى، فى تصريحات ل«المصريون» أن السنة الماضية رصدت الصفحة مئات الانتهاكات ضد الأيتام, أما فى شهر فبراير من العام الجارى، تعددت الحوادث وكانت دار "إنقاذ الطفولة" بعين شمس لها النصيب الأكبر بعد رصد ما يقرب من 34 طفلاً بالمرحلة الابتدائية من أصل 47 طفلاً تعرضوا لشذوذ جنسي من زملائهم الأكبر منهم سنًا, ودار "إشراقة" بالشيخ زايد، تم عرض 17طفلاً على الطب الشرعي، بعد أن ثبت اعتداء أحد المشرفين على الأطفال جنسياً، وقطع وحرق جزء من عضو تناسلي لأحد الأطفال، والذي يبلغ من العمر 11 عاماً في ديسمبر الماضى. وناشد الجبالي، وزارة التضامن الاجتماعى بضرورة وضع شارة سوداء هذا العام وعدم الاحتفال بيوم اليتيم، حتى يتم توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال بدور الرعاية من ملبس ومأكل وعدم طرد الأطفال من هذه المؤسسات, والقصاص للذين انتهكوا جنسيًا والبنات المتهمات ظلما بممارسة الدعارة. وفى سياق متصل، أكد عبد الهادي القصبى، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، أن قضية الانتهاكات بدور الأيتام يجب مواجهتها بكل حزم وبكل الوسائل الممكنة، لكن لا بد من الفصل بين كل من أنشأ هذه الدور بهدف تطوعي وبين من يدير هذه المؤسسات، فمراكز المجتمع المدني تلعب دورًا هامًا في مجتمعنا وإذا تمت محاربتها سيدفع المجتمع ثمن هذا. وأضاف القصبي ل«المصريون» أن اللجنة الآن تكتب تقارير بها رصد مفصل عن جميع الانتهاكات بهذه الدور وسيتم وضعها أمام المجلس لمناقشتها الأسبوع القادم، واتخاذ إجراءات حاسمة تجاه كل الدور بالغلق أو معاقبة قانونية وعلى الجهات التنفيذية المتمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي أن تشدد الرقابة والمتابعة. وتابعت النائبة هبة هجرس، عضو لجنة التضامن الاجتماعي، أن اتجاههم الحالى للحد من الانتهاكات داخل دور الأيتام هو طلب تم تقديمه إلى الأمانة العامة بالمجلس لتشكيل لجنة تقصي حقائق لدراسة الوضع بشكل كامل. وأشارت هجرس، ل"المصريون"، إلى أنه يجب عدم التسرع في مثل هذه الأشياء فيجب أن تكون هناك دراسة من جميع النواحي، ولا يجب أن يتم التصرف بانفعال زائد, كما علينا أن نفرق بين كل من يرتكب تلك الانتهاكات عن عمد، ومن يرتكبها خطأ، وفي النهاية سيعمل الجميع لمصلحة "الأيتام".