هاجمت الصحف الغربية الإدارة الأمريكية بسبب الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال هذه الأيام لواشنطن، زاعمة أن الرئيس دونالد ترامب يفرش السجادة الحمراء لاستقبال الحكام المستبدين. ولفتت مجلة "بولوتيكو"، الأمريكية، إلى إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يتم دعوته إلى البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس السابق "باراك أوباما"، حيث كان ينظر إليه باعتباره حاكما لا يهتم بحقوق الإنسان والديمقراطية، غير أن الإدراة الأمريكية الجديدة دعت "السيسي" للزيارة وفرشت له السجادة الحمراء فيما بدا أنه أحد القادة المفضلين لترامب بين قادة العالم، وهو الذي شن أقسى حملة قمع سياسي في تاريخ مصر، بحسب مزاعم المجلة. واعتبرت المجلة أن اجتماع الرئيسان يقدم أدلة هامة حول جهود ترامب لتعزيز العلاقات مع الحلفاء العرب لمحاربة الإسلاميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ونقلت المجلة عن حقوقيين قولهم إن احتضان ترامب للسيسي إشارة إلى أنه يعتبر أن الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس لها أهمية كبيرة في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. وكان مسئول في البيت الأبيض صرح الجمعة للصحفيين أن ترامب سينتقد سجل "السيسي" في مجال حقوق الإنسان بطريقة خاصة أكثر سرية من الرؤساء السابقين. وأعلن بيان للبيت الأبيض أن جدول أعمال زيارة السيسي لا تتضمن سوى مسألتين هما الإرهاب والإصلاح الاقتصادي. وقال ستيفن ماكنيرني المدير التنفيذ لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط: "لا أرى أي علامات بشكل عام على أن ترامب مهتم جدا بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر أو عواقبها. وأضاف أن نهج "السيسي" في حكم مصر يقوض بشكل مباشر قدرته على أن يكون شريكا فعالا في مجال الإرهاب والاقتصاد. وحذر ماكنيرني من أن قمع "السيسي" قد يولد المزيد من التطرف، في إشارة إلى سجن آلاف الشباب على خلفية اتهامات سياسية لا تتسم بالعنف. ومن جانبها علقت الصحف البريطانية على زيارة "السيسي" بالقول إن هناك ترحيب حار ينتظر السيسي الذي فرش له ترامب السجادة الحمراء، في إشارة على رغبة إدارة ترامب في احتضان الأنظمة الديكتاتورية والتي كانت ترفضها الإدارة السابقة بازدراء. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن "السيسي" مثل ترامب تعرض لانتقادات نتيجة لهجماته على وسائل الإعلام. وأوضحت أنه من المتوقع أن يطالب "السيسي" بمعونة أمريكية أكبر للجيش المصري، لكن جهود البلاد لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء هي حتى الآن باهتة. كما تحدثت الصحيفة عن تخوف منظمات حقوق الإنسان من عدم الاكتراث بالمواطنيين الأمريكيين المسجونين في مصر خلال زيارة السيسي. وبحسب محللين تحدثوا لوكالة بلومبيرج الأمريكية فإن "السيسي" سيحاول خلال الزيارة دفع الولاياتالمتحدة إلى إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وهي خطوة تدرسها بالفعل إدارة ترامب. وأضاف أن "ترامب" يرى "السيسي" نوع من القادة العرب المسلمين الذين يشاركه الرؤية المعارضة للإسلامين. ويعتقد ترامب أن مصر قد تكون شريك أقوى للولايات المتحدة في المنطقة وقالت مديرة مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في واشنطن سارة مارغون إن دعوة السيسي إلى واشنطن في زيارة رسمية في وقت يقبع عشرات الآلاف من المصريين في السجون ومع عودة التعذيب نهجا طبيعيا للتعامل، هي طريقة عجيبة لبناء علاقة إستراتيجية مستقرة. وقالت المنظمة إن لقاء "السيسي" المرتقب مع ترامب يأتي في لحظة وصلت فيها حقوق الإنسان في مصر إلى الحضيض وأصبحت مهددة في الولاياتالمتحدة. وزيارة "السيسي" لواشنطن هي الأولى له منذ تولي ترامب، والأولى لرئيس مصري منذ قرابة عشر سنوات، غير أنه ليس اللقاء الأول بين ترامب والسيسي حيث التقيا في سبتمبر الماضي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وكان ترامب حينها مرشحا للرئاسة الأمريكية. وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن البيت الأبيض قوله إنه "لن يسمح لقضايا حقوق الإنسان أن تتحول إلى نقطة نزاع هامة مع مصر، وهو تحول كبير بعيدا عن السياسات التي اتبعها الرؤساء السابقون من كلا الحزبين".