"يا فرحة ما تمت" مثل مناسب يصف ما حدث لعروس قبل زفافها بأسبوع "تقى ناجي"، والمعرفة إعلاميا ب"عروس بنها"، الطالبة بكلية الآداب جامعة بنها، كانت تحلم ب"ليلة العمر" كأى فتاة فى سنها، التى ستتوج فيها كملكة وتزف إلى شريك عمرها ورفيق دربها، لكن القدر لم يمهلها، ففى يوم نقل "عزالها" لبيت عريسها، وهى تعمل على ترتيب منقولات الزوجية التى اختارتها قطعة قطعة بعناية شديدة.. تتنقل مثل الفراشة من غرفة لأخرى وسط فرحة الأهل والأصدقاء.. لم تكن تعرف أنها تستبدل فستان زفافها الأبيض فى ليلة عمرها التى تنتظرها، بالكفن واللذين تشابها فى اللون، ولكن اختلفا فى الاستخدام، فكلاهما أبيض اللون. وكان وقوع هذا الحادث الأليم الذى لا يمكن وصفه سوى بالفاجعة والوحشية، فى حرمان الأسرة من فرحتهم بابنتهم، وكان عبارة عن صدمة كبيرة لأهل الفتاة، خاصة أن جاء فى مناسبة سعيدة تعيشها الأسرة ويجهزون لها ويستعدون لإتمامها، ولكن لم يمهلهم الجانى لاستكمال فرحتهم وقضى عليها بدم بارد وقلب لا يعرف الرحمة، واستغل المتهم خلو المنزل وذهاب أهلها لفرش شقة الزوجية للعروسة فى قرية كفر فرسيس، وتركهم لها مع أصدقاءها الاثنان وعندما عاد للمنزل وجدوا مالا يتوقع نسيانه ولا حدوثه حيث تقى ملقاة على الأرض وملطخة فى دمائها ومصابة ب20 طعنة فى أماكن مختلفة فى الجسد. انتقلت عدسة "المصريون" إلى قرية كفر الجزار، لتتعرف على القصة الحقيقية وراء مقتل "تقى"، وتضع حدًا للقصص المثيرة عن مقتل عروس فى ريعان شبابها وقبل موعد زفافها بأيام قليلة. الروايات الحقيقية فى قتل "عروس بنها" يسرد ناجى زكي، والد تقى، والذى يعمل موظفًا بالأزهر الشريف، والذى يملك من الدنيا بنتين وولد مسافر خارج البلاد، القصة قائلا: "كتبنا الكتاب قبل الحادث بأسبوع ويوم الجمعة وقت نقل العزال، كانت تقى موجودة فى أول الشارع بتتفرج على عازلها مع اثنين بنات صحابها من الجامعة وبعد ما خلصنا ورايحين لبيت العريس، قولت لها أنا سايبلك باب الشقة مفتوح ربما تكونى معكيش مفتاح". واستكمل: "وإحنا راجعين بعد نقل العزال اتصلنا بتقى على تليفونها نطلب منها تجهز نفسها عشان أخت عريسها جاية من مصر وعاوزة تشوفها، ردت علينا وقالت أنا هتوضا وأصلى يا بابا لحد ما توصلوا، وصلنا إلى قرية صن دمنهور وجوز أختها عاود الاتصال تانى مردتش على التليفون". وأضاف: "أول ما وصلنا البيت بنرن الجرس مفيش استجابة ولا رد طلبنا من جار لينا أنه يدخل من البلكونة ويفتح باب الشقة عشان ندخل". وأوضح: "إحنا متعودين نسيب البلكونة مفتوحة دايما لأنها هى مركز التهوية الأساسى للشقة"، مستكملاً حديثه: "أحمد دخل الشقة ولسه موصلش لغرفة الانتريه قال لى ياعم ناجى تقى نايمة على الأرض، طلعت بسرعة وجوز أختها معايا وواحدة جارتنا وجدت تقى مرمية على وشها وغرقانة فى دمها وشرايين إيديها الاثنين مقطوعة وطعنة فى البطن وطعنتين فى الرقبة وعدة طعنات فى باقى جسمها". وتابع: "واحد جارنا أخدنا بعربيته وروحنا مستشفى الجامعة ملحقناش نسعفها ماتت فى الحال". وأوضح أن "التحقيقات أثبتت أن أحمد الذى قام بفتح باب الشقة كان شريكًا فى الجريمة"، قائلا: "الولد اللى قال تقى مرمية على الأرض طلع هو اللى خنقها مع حسان". وأكمل: "عرفنا بعد كده من التحقيقات أنى الولد اللى فتح لنا باب الشقة كان موجود وقت العزال نزل عن طريق أسطح الجيران وهو شريك فى الجريمة، لأنه كتم أنفسها وحسان هو اللى طعنها". وأضاف: "حسان المتهم معروف عنه أنه بيتعاطى مخدرات وبيشرب خمرة وهو حرامى أصلاً وسارق من أبوه قبل كده 25 ألف جنيه". وبشأن الشائعات التى أطلقها بعض الصحف والقنوات الفضائية، قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل اللى يجيب فى سيرة الناس ويطعن شرف فى بنتي"، متابعا: "الطب الشرعى ومدير الأمن قالى اطمن بنتك ذى الجوهرة"، مرددًا: "تقى لآخر يوم فى حياتها وهى فى المشرحة كانت عروسة". وتقول والدة تقى وهى فى حالة انهيار تامة: "منهم لله حرمونى من بنتى وحنيتها عليا إزاى أروح أفرش شقتها أرجع ألاقيها مقتولة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. دى مكنش ليها دعوة بأى حد كانت من الكلية للبيت ومن البيت للكلية"، مطالبة بإعدام المتهمين، قائلة: "اللى هيبرد نار قلبى إنهم يعدموا كل اللى شارك فى قتل بنتى وحرمانى من فرحتها"، متابعة: "ليه عمل كده فيها كانت بتعطف عليه هو وأهله وبتساعدهم بالفلوس.. حسبنا الله ونعم الوكيل فى أى حد يسيء سمعة بنتي". الدولار وراء مقتل "عروس بنها" يقول والد الضحية: "على طول متعود لما ابنى بيبعتلى فلوس من أمريكا بشيلها فى بنبونية فى المطبقية اللى فى المطبخ"، مستكملا: "وأنا بتكلم مع مراتى على طول هما بيكون سامعينى من شباك المطبخ لأن بيتهم فى وش بيتنا، والشباك قريب من شباك المطبخ بتاعنا جدًا"، ووصف المتهم وأهله بأنهم من الناس التى تتبع عورات الناس وتحب التجسس على الجيران ومعرفة أسرارهم، قائلا: "دول على طول يتجسسوا علينا أنا ومراتى وبيسمعونى لما بقولها على قيمة الفلوس اللى ابننا بعتها عشان المصاريف"، مستكملا حديثه: "مكنتش اعرف إن الفلوس اللى ابنى بيبعتها هتكون سبب فى حرمانى من فرحتى ببنتي". "المصريون" تنفرد بتصوير غرفة تقى ناجى "عروس بنها" تملكنى الحزن وأنا أقف بباب غرفتها، أشعر برهبة، أخشى الدخول، إلا أننى اتخذت تلك الخطوة، ومقتنيات غرفتها صامتة تبكى فراق صاحبتها، يقف "الدولاب" حدادًا على روح فتاة بريئة حاملاً جميع مقتنياتها من ملابس وأساور كانت تحلم أن ترتديها وتزين يدها بها يوم زفافها. تجد داخل الغرفة على يدك اليمنى، دولاب "تقى" وحيدًا بجميع ممتلكاتها، وعلى بعد متر من مدخل الغرفة تجد سرير العروس الذى ظل بمفرده دون أن تتسطح عليه مدللته، ويصبح أسيرًا لأنين "تقى" وأنفاسها التى كانت تطلقها فى أثناء نومها ولم يسمعها بعد، كلما دخل والداها الغرفة يبكيان فراقًا عليها، فكل ما بداخل الغرفة يذكرهما بابنتهما، فهنا كانوا يتحدثون، وهنا يضحكون، ويتذكرون كل ضحكة خرجت من فم هذه الصبية فى لحظة مرح ودمعة نزلت من أعين تلك الفتاة حزنًا على حدوث موقف معين أثر على وجدانها.. هذا كل ما شاهدته عدسة "المصريون" عندما قامت بأخذ بعض اللقطات الحية من غرفة "عروس بنها". وقال ناجى زكي، والد تقى وعينه تذرف بالدموع، والحزن يخيم على وجه: "دى الأوضة اللى كانت تقى بتنام فيها وده سريرها اللى كانت بتنام عليه كانت أوقات كتير بتنام فى حضنى أنا وماماتها منهم لله حرمونى منها ومن حنيتها عليا أنا ووالدتها". واستكمل حديثه باكيًا: "دولابها مليان بلبسها اللى مش هتلبسه تانى وشبكتها كمان موجودة جواه"، وردد: "عينى عليك يا بنتى اتحرمتى من كل حاجة فى عز شبابك".