البابا تواضروس يهنئ وزير الأوقاف بعيد الأضحى    بدون زيادة.. «التعليم» تحدد المصروفات الدراسية بالمدارس الحكومية للعام الدراسي الجديد    البورصة المصرية تربح 7.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    إسرائيل تتبنى اغتيال قيادي في حزب الله    على خطى الأجداد.. طفلة فلسطينية تتمسك بمفتاح منزل عائلتها المدمر في جنين    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الشعب والإعلام المصري ساندوا القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول للعدوان على غزة    أيمن الشريعي: نعمل على حفظ حقوق إنبي وتنظيم اللوائح الرياضية    محافظ أسيوط يتفقد مقار لجان امتحانات الثانوية العامة بحي شرق    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل شاب بالغربية    السيطرة على حريق مصنع كيماويات في العاشر من رمضان    قبل رفعها من دور العرض.. الإيرادات الإجمالية لأفلام موسم عيد الفطر السينمائي    ل برج الأسد والحمل والقوس.. ماذا يخبئ شهر يونيو 2024 لمواليد الأبراج الترابية؟    الداخلية تكشف حقيقة وفاة طفل مصري خلال أداء مناسك الحج    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    وكيل «صحة الشيوخ»: الرئيس السيسي وجه تحذير للعالم من مغبة ما يحدث في غزة    الرئيس السيسي يهنئ الملك تشارلز الثالث بذكرى العيد القومي    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    فينورد الهولندي يعلن خليفة آرني سلوت بعد رحيله لليفربول    الكشف عن حكم مباراة ألمانيا ضد أسكتلندا في افتتاح يورو 2024    أبرزهم راقصي السامبا.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء    بعد طرحه أغنية «القاضية» في «ولاد رزق 3».. إسلام شيندي يستعد لعقد قرانه    دعاء رد العين نقلا عن النبي.. يحمي من الحسد والشر    «الصحة» تنظم ورشة عمل لتعزيز قدرات الإتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية    المصري الديمقراطي: تنسيقية شباب الأحزاب استطاعت تأهيل عدد كبير من الشباب للعمل السياسي    البورصة: مؤشر الشريعة الإسلامية يضم 33 شركة بقطاعات مختلفة    الاستخبارات الداخلية الألمانية ترصد تزايدا في عدد المنتمين لليمين المتطرف    وزير الدفاع الألماني يعتزم الكشف عن مقترح للخدمة العسكرية الإلزامية    بسبب جمل.. إصابة 34 شخصًا في حادث على الطريق الدولي بجنوب سيناء    احتفالًا بعيد الأضحى.. السيسي يقرر العفو عن باقي العقوبة لهؤلاء -تفاصيل القرار    مدبولي يتابع جهود توطين صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات    محافظ جنوب سيناء ورئيس القابضة للمياه يناقشان آليات تحسين منظومة المرافق    عاشور يشارك في اجتماع وزراء التعليم لدول البريكس بروسيا    تدريب وبناء قدرات.. تفاصيل بروتوكول تعاون بين مركز التدريب الإقليمي للري والمعهد العالي للهندسة بالعبور    عزيز الشافعي: أغاني الهضبة سبب من أسباب نجاحي و"الطعامة" تحد جديد    في ذكرى ميلاد شرارة الكوميديا.. محطات في حياة محمد عوض الفنية والأسرية    عصام السيد يروي ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    رئيس إنبي: سنحصل على حقنا في صفقة حمدي فتحي "بالدولار"    بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة    "لا أفوت أي مباراة".. تريزيجية يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي    5 نصائح من «الصحة» لتقوية مناعة الطلاب خلال فترة امتحانات الثانوية العامة    «متحدث الصحة» يكشف تفاصيل نجاح العمليات الجراحية الأخيرة ضمن «قوائم الانتظار»    شبانة: حسام حسن عليه تقديم خطة عمله إلى اتحاد الكرة    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    كومباني يحدد أول صفقاته في بايرن    بدء العمل بأحكام اللائحة المالية والإدارية بقطاع صندوق التنمية الثقافية    وزيرة الهجرة تستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر لبحث التعاون في ملف التدريب من أجل التوظيف    حماية العيون من أضرار أشعة الشمس: الضرورة والوقاية    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    الأرصاد تكشف عن طقس أول أيام عيد الأضحي المبارك    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    المجتمعات العمرانية تحذر من إعلانات عن كمبوند بيوت في المنصورة الجديدة: لم يصدر له قرار تخصيص    بعد رد حماس على مقترح الهدنة.. تفاصيل مشروع بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حذرت الإخوان من التحالف مع السلفيين فلم يستجيبوا

مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام فى حوار الصدمات ل"المصريون":
*مصر لم تشهد إصلاحات اقتصادية وما يجرى حاليًا مجرد مسكنات لعجز الموازنة
*افتقاد النظام للرؤية الواضحة مسئول عن وصول البلاد لنفق مظلم
*تراجع شعبية السيسى أمر طبيعى ونحتاج لسياسات بديلة فى جميع المجالات
*التيار الإسلامى يعانى من كارثة.. و30 يونيو أطلقت رصاصة الرحمة على السلفيين
الإخوان تنظيم عاجز عن التعامل مع الواقع.. وعودته للمشهد السياسى شبه مستحيلة
*عقلية الإخوان تفضل خيار الصفقة مع النظام.. ومقومات المصالحة غير حاضرة حاليًا
ضمور العقل السياسى وانعدام الإبداع أكبر كارثة واجهت الإخوان
لا علاقة للبرادعى بالمشهد ولا إمكانية لميلاد جبهة إنقاذ جديدة
التوتر بين القاهرة والرياض انعكاس لأزمة العقل العربى وتداعياتها ستبقى محدودة
لعب الدكتور وحيد عبدالمجيد دورًا مهمًا خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكان من أبرز الرموز فى عملية التحول الديمقراطى الذى شهدته مصر خلال هذه الفترة، بل انخرط عبد المجيد فى جهود تدشين التحالف الديمقراطى الذى خاض انتخابات برلمان 2011، ولكن هذه الجهود تعرضت لانتكاسة عقب وصول محمد مرسى للحكم، بل انتقل عبدالمجيد إلى المعسكر المعارض للجماعة وكان أبرز رموز جبهة الإنقاذ قبل أن يتوارى عن المشهد السياسى إلا قليلاً.
الدكتور عبد المجيد الذى يشغل حاليًا منصب مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، لم يثنه غيابه الجزئى عن المشهد السياسى عن الإدلاء بدوره فى مجمل المشهد، فهو لم يتردد فى التأكيد على أن الإصلاحات التى تبناها الرئيس السيسى لا تعدو كونها مسكنات للاختلالات الاقتصادية التى تعانيها مصر ولا تقدم علاجًا للمرض العضال الذى ينهش اقتصاد الوطن.
بدا عبدالمجيد واثقًا خلال حواره مع "المصريون" من صعوبة تحقيق المصالحة الوطنية بين الإخوان والدولة، فى ظل هيمنة نهج الصفقات على العقل الجمعى للطرفين، وافتقاد الجماعة حاليًا للمؤهلات التى تجعلها قادرة على خدمة النظام، كما حدث خلال ولايتى السادات ومبارك.
واعتبر عبدالمجيد، تراجع شعبية الرئيس السيسى أمرًا طبيعيًا، فى ظل قتامة المشهد الاقتصادى وافتقاد النظام لرؤية تجعله قادرًا على إيجاد حلول جذرية لمشاكل البلاد، مشيرا إلى أن تغيير نبرة الخطاب التفاؤلى التى تبناها النظام من "أم الدنيا وأد الدنيا" إلى شبه الدولة، لم يشكل مفاجأة لأى من الخبراء، باعتبار أن النجاح يفترض وجود رؤية وتحديد مهام وهو ما نفتقده بالكلية.
قضايا عديدة تطرق إليها الحوار مع الدكتور وحيد عبد المجيد نعرضها بالتفصيل فى السطور التالية..
**تبنى الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل وصوله للسلطة نهجًا تفاؤليًا تحدث عن مصر باعتبارها "أم الدنيا" و"هتبقى أد الدنيا" لكن هذه النظرة سريعًا ما تلاشت وبدا الرئيس نفسه يتحدث عن "شبه الدولة" و"إحنا فقراء أوى".. كيف قرأت هذا التحول وخطورته على مجمل المشهد فى مصر؟
*هذا تحول فى الخطاب لكن كل من كان لديه نظرة للمستقبل فى الوقت الذى سيطر نهج التفاؤل على خطاب النظام، كان يعرف أن هذا الحديث ليس له أساس، لأنه لا يستند إلى رؤية ولا إلى برنامج فى أى مجال من المجالات ولا إلى خطط عمل، ولذلك منذ البداية تبنى كل من لديهم معرفة بكيفية إدارة الدول وأوضاعها المختلفة فى أى بلدان العالم حققت نجاحًا وتقدمًا فى هذا العصر رؤية رافضة لهذه النبرة المتفائلة التى لا تستند إلى مقدمات وتوالٍ، وعبروا عن رؤيتهم حيال خطاب التفاؤل فى وقت مبكر للغاية، وبل شدد على احتياج مصر لرؤية واضحة برنامجًا محددًا عامًا وشاملاً، فهذا كان واضحا لمن لديهم معرفة بما فعلته البلاد التى نجحت وتقدمت فى هذا العصر، لأن العالم الناجح والمتقدم يعمل وفقًا لمفتاحين أساسيين أصبحا شائعين فى أى عمل ناجح ليس فقط على مستوى الدول إنما على مستوى الشركات والأحزاب على كل المستويات هما الرؤية والمهام فلابد أن تكون الرؤية واضحة.
*يبدو الوضع فى مصر شديد التعقيد فى جميع المجالات سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.. مَن أوصل مصر لهذا الوضع؟ وكيف تخرج منه بأقل الخسائر؟
**هذا الوضع ناتج عن عاملين أولهما: تراكم عبر أربعين عامًا من السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتضييق السياسي، وثانيهما: السياسات التى اتبعت فى الأعوام القليلة الماضية، وبدلاً من معالجة هذه التراكمات تم تبنى سياسات اقتصادية واجتماعية أسهمت فى تفاقم التداعيات السياسية المترتبة عليها، والخروج من هذا الوضع يتطلب سياسات بديلة فى معظم المجالات مختلفة عن السياسات الحالية.
**خلال الأشهر الماضية أقر النظام ما وصفها بإصلاحات اقتصادية قاسية مست بل نكاد نقول دمرت الطبقة الوسطى والفقيرة وأبعدتها بالكلية عن أى تأثير فى المشهد.. ما تقييمك لهذه الإصلاحات؟ وكيف ترى تبعاتها على مجمل الوضع الاقتصادى فى مصر؟
*موضوع الطبقة الوسطى طويل وأتحفظ على ما ورد فى السؤال، لكن حتى الآن لم تحدث إصلاحات اقتصادية، فالاقتصاد بعيد تمامًا عن كل ما يحدث، ما حدث ويحدث حتى الآن هو ما يطلق عليه إجراءات مالية ونقدية، فهناك فرق بين الإصلاح الاقتصادى وما يسمى الإصلاح المالى والنقدي، إذا اعتبرنا أن ما يحدث إصلاحًا.. العارفون يدركون هذا الفرق الكبير، اتخاذ إجراءات لمعالجة عجز فى الموازنة العامة هذا يدخل فى إطار السياسة المالية.. اتخاذ إجراءات فى سعر الصرف سواء كان بالتعويم أو غيره يدخل فيما يسمى بالسياسة النقدية، السياسة الاقتصادية شيء آخر مختلف، فهى تتعلق بهيكل الاقتصاد فى مجمله وتكون متعلقة بالزراعة والصناعة والإنتاج، وأرى أن السياسة الاقتصادية مرفوعة من الخدمة أى لا توجد سياسة اقتصادية تهدف إلى إنقاذ الاقتصاد، لكن ما حدث إصلاحات مالية ونقدية وهى تعالج أعراض المرض لكنها لا تعالج المرض، وهو يكمن فى جسم وهيكل الاقتصاد، فأصبحت مسكنات على الأكثر، لكن فى الحقيقة هى محاولة بطريقة خاطئة فى جانب منها وصحيحة فى جانب آخر، والوضع الاقتصادى الآن يتدهور ومؤشراته واضحة.. انخفاض فى معدلات الإنتاج وتآكل فى القدرة الإنتاجية وفى الطاقة، وبالتالى تراجع فى التصدير والقدرة على الوصول فى الأسواق.
** فى ظل التخبط السياسى الذى تعيشه الدولة منذ 3 يوليو نلاحظ تراجعًا لشعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
*طبيعى تراجع شعبيته، فعندما يتدهور الوضع الاقتصادى فى أى بلد من البلاد، لا بد أن تتراجع شعبية المسئولين عن هذا التراجع، سواء كانوا رؤساء أو حكومات فهذا شيء طبيعى وبديهي.
**فى ظل هذا المشهد المعقد ترددت أنباء حول إمكانية لعودة جماعة الإخوان للمشهد السياسي.. وإذا كانت هناك احتمالات بالعودة فما المطلوب من الجماعة فعله لتصحح أخطاءها؟
*مشكلة الإخوان ليست فى تجربتهم لأنهم لم يختبروا فى الحكم إنما مشكلتهم فى ضمور عقلهم السياسى والتخلف العقلى الذى أصاب قياداتهم فى السنوات السابقة لما قبل 25 يناير، وأثر تأثيرًا جسيما على أدائهم، فأزمة الإخوان أعمق بكثير من أنهم فشلوا، هم لم يختبروا أو يجربوا، فالحكم عام ليس اختبارًا، لكن مشكلتهم أعمق بكثير من هذا فإنهم تنظيم عاجز عن التعامل مع الواقع، فى العقد السابق على الثورة.. فالحلقة الضيقة التى تسلطت على الجماعة أغلقت سبل التطور أمامها وجعلتها فى وضع تقصى به الجميع وأن تتصدر المشهد منفردة وهى لا تمتلك أدنى مقومات هذا العمل، فكانت النتيجة أنها انكشفت ليست فقط فى الحكم إنما انكشف التهلهل الذى كان قد حدث فى التنظيم.
*هل ترتبط العودة بمشكلة تخص الجماعة فقط أم تتعلق بأطراف فى المشهد السياسي؟
** لا أعتقد بأن الجماعة تمتلك القدرة على العودة مرة أخرى، خصوصًا أن الوضع الحالى لا يسمح لهم، فهم الآن جزء من الماضى رغم وجود الجزء الأكبر منهم تحت السطح، لكنه وجود عددى ومن الصعب أن يعودوا بالطريقة التى عادوا بها فى السبعينيات، وفق ما تراهن عليه القيادة العجوز الحالية، التى لا عقل لها، متجاهلة أن العالم كله تغير منذ أوائل السبعينيات حتى الآن، ومن ثم فإن العودة فى الوقت الحالى تبدو شبه مستحيلة.
*هل ينطبق هذا الأمر على التيار السلفى حاليًا الذى يمثله حزب النور بعد مشاركته فى خارطة الطريق فى 3/7/2013؟
**لا يوجد سلفيون فى الوقت الحالي، وأنا أقصد هنا انحسار تأثيرهم فى المشهد فى ظل وجودهم الهامشى والضعيف، حيث انكشف زيفهم ونفاقهم بعد 30 يونيو، هذه القيادات ساهمت بمقدار يعتد به فى الكارثة التى حلت بمصر وبجماعة الإخوان، ويتحملون مسئولية كبيرة، لا سيما أنهم تحالفوا مع الإخوان وباعوهم فى أول مفترق، وهذا ما كنا نقوله لقادة الإخوان، وهم الآن يؤدون وظيفة فى إطار النظام القائم، حيث يكملون المشهد كوجود شكلى للتيار الإسلامى، وهى وظيفة مرسومة لهم كما كان قبل 25 يناير.
** ترشحت على قائمة التحالف الديمقراطى المتضمنة مرشحى حزب الحرية والعدالة فى برلمان 2011 وقلت إنه لإنقاذ ثورة 25 يناير.. أين ثورة يناير اليوم؟
**ستظل ثورة 25 يناير حية فى وجدان ملايين المصريين، الذين يحلمون بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ما دام فى مصر شباب يقبضون على جمرها ويبدعون من نورها مهما بدا الطريق طويلاً وموحشًا فى مرحلة أو أخرى من مراحلها، ومن هؤلاء مازن السويدي، المشرف الثقافى لمركز شباب ميت سلسيل، الذى يمثل جيلاً جديدًا من الشعراء المعجونين بطين الوطن والمفطومين على حبه والحالمين بحريته.
**غير أن علاقة التحالف بينك وبين جماعة الإخوان المسلمين لم تستمر حيث تحولت من منسق للتحالف الديمقراطى وشريك فى البرلمان إلى اكبر المنتقدين للجماعة؟
**التحالفات السياسية تقوم على اتفاقات فى ظروف ومواقف معينة، وبعد الثورة كان من الضرورى بناء تحالف لتحقيق أهدافها للعبور بها لبر الأمان، وكنا نأمل أن يتسع هذا التحالف ويضم أكبر قدر من القوى الوطنية والديمقراطية وقوى الثورة لتحقيق أهدافها العليا، لكن ما حدث هو ضيق أفق قيادة الجماعة وانغلاق عقلها السياسى وعدم قدرتها على تقدير الأمور والجشع الذى أصابها بشكل سريع، مما أدى ليس فقط إلى انهيار هذا التحالف، ولكن إلى الكارثة أصابت البلاد منذ أن دخلنا فى متاهة الصراع بين الإخوان والقوى السياسية.
*برأيك ما الخطأ الأبرز الذى وقعت فيه جماعة الإخوان بعد وصولها للسلطة أو منذ صارت الأقوى فى انتخابات مجلس الشعب فى 2011؟
** قيادة الإخوان اختارت أن تسير بشكل منفرد وأن تسعى للهيمنة على كل شيء، وكانت النتيجة الدخول المتسارع وغير المنضبط أو المحكوم بأطر فى صدام مع الجميع، سواء من حاولوا بناء جسور وتحالفات معها أو مَن لم يحاولوا، وهى تتحمل حتى الآن المسئولية الأولى والأهم عن كل ما أصاب البلاد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
**هناك مبادرات للمصالحة مع الإخوان هل تؤيدها؟ وبرأيك مَن صاحب المصلحة فى عرقلتها؟
*لا توجد مقومات للمصالحة، لا عقلية قيادة الإخوان ولا عقلية النظام الحالى ولا الظرف الموضوعى يسمح بهذا الحديث، وهذا حديث إعلامى يتكرر من وقت لآخر، لكن لا يوجد له أساس، لأن عقلية قيادة الجماعة ليست عقلية مصالحات، لكنها عقلية صفقات، وهى أيضا نفس عقلية النظام القائم، لكن الصفقات تحدث فى الأوطان، وفى الواقع هنا يُطرح تساؤل هل يمكن عقد صفقة بين النظام والإخوان والإجابة، بالطبع لا، كون مقومات هذه الصفقة غير متوفرة، لأن النظام لا يحتاج إلى الإخوان فى شيء بخلاف الوضع أيام السادات ومبارك بدرجات مختلفة، ولا الإخوان فى وضع يتيح لهم أن يخدموا النظام بأى شكل من الأشكال على النحو الذى حدث فى سبعينيات القرن الماضي، عندما خدموا نظام السادات فى معركته مع بعض قوى اليسار، فلا توجد أية مقومات أصلاً لصفقه بين الإخوان والنظام، ولا مصالحة لأنها ينبغى أن تكون مصالحة وطنية شاملة تشمل كل الأطراف ولا يوجد أى اتجاه لهذا فى الأفق المنظور.
*فى ظل تحفظك على قضية المصالحة هل يمكن أن تحل محلها قوانين متكاملة للعدالة الانتقالية تخرج البلاد من هذه الأزمة لا سيما أن هذه التجربة نجحت فى عدد من دول العالم؟
** قوانين العدالة الانتقالية توضع وتنفذ بعد تحقيق انتقال سواء من خلال ثورات أو تحولات إصلاحية تحدث نتائج إيجابية وتقدم خطوات للأمام، وبالتالى لا توجد مقومات قانون للعدالة الانتقالية فى مصر الآن، لأنه لا يوجد أساس له، لأن الثورة لم تعد موجودة الآن، فالوضع الراهن لن يسمح بالحديث عن قانون للعدالة الانتقالية، كونه غير راغب فى ذلك، فضلاً عن أن قضية العدالة الانتقالية غير مطروحة على أجندته بالمرة.
**خلال الشهرين الماضيين عاد الدكتور محمد البرادعى بطريقة أو بأخرى للمشهد بشكل أعاد للأذهان فرضية تشكيل جبهة إنقاذ جديدة.. فما تقييمك لهذه العودة وهذا الطرح؟
*البرادعى لم تعد له علاقة بالوضع فى مصر، لأنه اختار أن يبتعد وما يقوله من وقت لآخر من باب إبراء الذمة ومحاولة لتصحيح بعض الأوضاع من وجهة نظره، لكن هو ليس له علاقة بالمشهد فى مصر ولا يوجد مجال عام أصلاً بظهور أى جبهات من أى نوع، سواء إنقاذ أو غيرها.
**فى السياق تعد عودة حمدين صباحى للمشهد مرتبطة بالأزمات وتوجيه انتقادات للنظام وطرح مبادرة للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية.. فهل تعتقد أن الظهور الموسمى كافٍ لسياسى بوزن صباحي؟
**حمدين صباحى أدى واجبه السياسى والوطنى تمامًا، وأصبح دوره الآن مثل أى شخص، يبدى رأيه فى الأحداث، وسعى فى 2014 إلى طرح رؤية متكاملة لمستقبل مصر عبر برنامج واضح ومحدد، ولو صارت الأحداث فى اتجاهه لاختلف الوضع فى مصر اختلافا جذريا الآن، لأنه كانت هناك رؤية واضحة وبرنامج متكامل فى مختلف المجالات والسياسات، وما زال هذا البرنامج موجودًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مع بعض التحديث فيه يمكنه "أى البرنامج" من لعب دور مهم تصحيح كثير من الاختلالات القائمة الآن، وبالتالى هو أدى دوره وانتهى عند هذا الحد.
**من الصعيد الداخلى ننتقل إلى المشهد الإقليمى حيث تعانى العلاقات المصرية السعودية من حالة فتور ملحوظة نظرًا لتباين وجهة نظر البلدين فيما يتعلق بسوريا واليمن وصولاً لتيران وصنافير.. إلى أى مسار برأيك تتجه هذه العلاقات؟
** العلاقات بين مصر السعودية شأنها شأن أى علاقات دبلوماسية تربط دولتين فيها مراحل شد وجذب وخطوات للأمام وأخرى للوراء، مثلها مثل العلاقات العربية - العربية فى ظل وجود خلافات حول قضايا، لكن لا توجد قدرة على إجراء حوار جاد، وهذه آفة من آفات العلاقات العربية، لكن فى المحصلة لا تستطيع السعودية أو مصر التخلى عن بعضهما البعض رغم الخلافات والعجز عن إدارة هذه الخلافات بطريقة عصرية وحديثة، لأن الحوار الجاد والموضوعى ليس من شيم العلاقات العربية -العربية ليس فقط السعودية ومصر، لكنها آفة عربية وليست فقط على مستوى الحكومات ولكنها تشمل أيضا الأحزاب والقوى السياسية، فمشكلة العلاقات المصرية السعودية هى جزء من مشكلة العقل العربي.
*ما تحدثت عنه من آفات عربية تستغلها إسرائيل أحسن استغلال عبر إقرار قوانين تشرعن المستوطنات فى الضفة تحظر رفع الأذان فى القدس.. هل هذا يقلل من فرص نجاح حل الدولتين وعملية السلام فى ظل دعم أمريكى وأوروبى لها؟
*لا توجد عملية سلام أصلاً، والوضع الفلسطينى مرتبك ولا يملك أى مقومات لدفع إسرائيل الدخول فى عملية سلام لصراعاتها الداخلية سواء بين فتح وحماس أو داخل فتح، ولهذا إسرائيل تحقق أهدافها يومًا بعد يوم، وهى فى أفضل حال الآن على كل المستويات سواء الفلسطينى والعربي، وبالتالى تستطيع أن تتخذ المزيد من الإجراءات لإكمال سيطرتها على الأراضى الفلسطينية المحتلة.
*يطرح عديد من المراقبين سيناريوهات عديدة للأزمة السورية تجمع أغلبها على امتداد هذه الأزمة وعدم وجود أفق جديد لتحقيق تسوية تنهى سفك الدماء؟
**الأزمة السورية ستمتد فترة أخرى غير قصيرة، إن لم تكن فترة طويلة رغم أن أطرافها كلها أصيبت بالإنهاك، إلا أن الإنهاك لم يصل إلى المستوى الذى يفرض إيجاد حل لها، وهذه الأزمة من نوع الأزمات التى لا تتوفر أية إمكانيات لإيجاد حل لها، إلا بعد أن يصيب الإنهاك الكامل كل أطرافها وتشعر به وتدرك أنها لم تعد قادرة على مواصلة القتال، إلى أن يحدث هذا وهو أمر غير مرجح على المدى القصير، ستظل الأزمة مستمرة بكل ما تنتجه من خسائر فادحة.
** هناك ثلاثة مشروعات هدفها السيطرة على الوطن العربى "الإمبراطورية الإيرانية - المشروع الصهيونى - والتركى العثماني" إلى أى مدى تحققت مطامعهم فى الهيمنة على مقدرات الأمة؟
**لا توجد مشاريع بالمعنى الواضح لكنها سياسات مثلاً هناك سياسة إيرانية واضحة حققت قدرًا كبيرًا من النجاح فى السنوات الماضية والتوسع ومد النفوذ وخلق مناطق لها نفوذ، من خلال وكلاء محليين فى عدد من الدول العربية، وهناك مشروع تركى أقل وضوحًا فيها شيء من التخبط وعدم تحديد واضح للأولويات، ولذلك هى سياسة متأرجحة حققت بعض التقدم من جانب، ومنيت بخسائر كبيرة فى جوانب أخرى، وهناك سياسة حاليًا تتعامل بها هذه القوى وهى "الانتظار" قائمة على الاستفادة من الصراعات التى تشهدها المنطقة العربية، لكن لا يوجد أحد لديه مشروع متكامل للمنطقة بشكل عام.
**منذ وصول ترامب للبيت الأبيض وهناك حالة من الغموض تكتنف سبل تعامل إدارته مع المنطقة.. فى رأيك هل ستتبنى الإدارة الجمهورية استراتيجية جديدة أم أن هذا الغموض مرشح للاستمرار فترة ليست بالقصيرة؟
* الدول الكبرى المتقدمة على هذا النحو مثل الولايات المتحدة، لديها استراتيجيات ولديها مؤسسات ولا يتوقف الأمر على شخص، فتوجد سياسة أمريكية فى الشرق الأوسط وغيره، وهذه السياسة فى مرحلة إعادة تشكيل لم تتبلور فى شكل كامل بكل الاتجاهات، لأنه من طبيعة الدول الديمقراطية إعادة صياغة السياسات لتشارك فيها مؤسسات متعددة ويبقى هناك حوار عام حولها فى الكونجرس وخارجه، لكن من الطبيعى ومن بديهيات الأمور أن دولة كبرى كالولايات المتحدة تتطلع دائمًا لأن يكون لها دور فى مختلف المناطق.. الشرق الأوسط كان خيار الإدارة الأمريكية السابقة أن تقلل حضورها فيه وتقلل تورطها فى صراعاته، الإدارة الجديدة ما زالت تبحث هل ستواصل هذه السياسة أم سيكون لها حضور أكبر فى اتجاه قوى بداخلها لزيادة الحضور أكثر فى الشرق الأوسط، لكن فى أى حدود وبأى وسائل، هذا كله سيتبلور خلال الأسابيع القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.