أكد خبراء متخصصون، ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، عن مسئول كبير في حلف شمال الأطلسي، قوله بأن روسيا تستخدم مصر كنقطة انطلاق للعمل العسكري الذي يدعم الجنرال الليبي خليفة حفتر. وجاء تأكيدهم في إطار أن ذلك يأتي في المصالح المشتركة بين مصر والنظام الروسي وتمكين الجنرال خليفة حفتر، مشيرين إلى أن ذلك يثبت أن مصر تلعب دورًا كبيرًا في التدخل العسكري الروسي داخل ليبيا. وأكد الخبير العسكري العميد محمود قطري، أن العلاقات المصرية الروسية، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي تمر بأفضل حالاتها منذ التعاون المصري الروسي إبان حكم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر, وبالتالي فإن اتخاذ مصر كنقطة انطلاق للتدخل العسكري الروسي في ليبيا ليس مستبعدًا. وأضاف قطري، في تصريح ل"المصريون"، أن الحكومة ونظيرتها سواء الروسية أو الليبية بقيادة الجنرال الليبي خليفة حفتر تحكمهم مصالح مشتركة, فمصر تحتاج للنفط الليبي عوضًا عن النفط السعودي، لاسيما بعد الأزمة المصرية السعودية الظاهرة في الأفق منذ فترة. ولفت إلى أن مصر يمكنها الحصول على النفط الليبي من خلال فرض الأمن في العاصمة الليبية طرابلس وهو ما تحتاجه الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا، نظرًا لعدم وجود قوات أمن وجيش منظم يحمي الدولة, وروسيا من الجهة الأخرى تريد التخلص من التيار الإسلامي في ليبيا وإعادة بسط سيطرتها ونفوذها الذي فقدت كثيرًا منه بعد سقوط حكم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. وأردف قطري: "أن الرئيس عبدالفتاح السيسي عليه أن يلعب على الحبلين"، على حد وصفه، مشيرًا إلى زيادة التعاون بين مصر وروسيا فعليه أن يوطد العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والاستفادة من تطور العلاقات بين أمريكاوروسيا إلى الأفضل بعد تولي دونالد ترامب إدارة الرئاسة الأمريكية حتى لا تتحول مصر إلى ساحة للعراك السياسي بين قوي إقليمية وعلى رأسها أمريكاوروسيا. وألمح السفير عبدالله الأشعل، أنه يرجح وجود دور مصري لتسهيل التدخل الروسي عسكريًا في ليبيا، خاصة أن مصلحة البلدين في الآونة الحالية تتمثل في القضاء على الإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام في الجانب الليبي، وهو الأمر الذي يتوافق مع سياسات الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر والذي يحارب التيارات الإسلامية في بنغازي والعاصمة الليبية طرابلس منذ توليه إدارة الشؤون الليبية. وحذر الأشعل في تصريح ل"المصريون"، من تورط مصر في التدخل الروسي في ليبيا سيجعل من مصر ساحة للتعارك السياسي والعسكري بين روسياوأمريكا، خاصة أن الأخيرة لها عدة مصالح في ليبيا ولا تتفق في نفس الرؤية مع روسيا التي تريد قتال الإسلاميين, مؤكدًا أن الأمر ذاته عانت منه مصر إبان حكم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر بعد تدخله عسكريًا في أكثر من مكان, الأمر الذي جعل مصر تغرق في ديون هائلة ومشكلات سياسية كبيرة. الأشعل بدوره، أكد أن دور مصر الخارجي يجب ألا يكون منحازًا لأي طرف على الآخر وأن تكون السياسة الخارجية أساسها مصلحة الوطن وليس مصلحة أشخاص.