فى ظل التآمر الغربى الذى يتم على الدول العربية والإسلامية، على عكس التصريحات التى يلقيها مسئولى الغرب الصليبى على مسامعنا عبر كبريات وسائل الإعلام حول العالم، أكدت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية، أن بوتين لديه طموحات كبيرة وخفية فى ليبيا، وأن هناك احتمال كبير لتدخله بشكل علنى ومباشر لدعم الانقلابى خليفة حفتر. وأضافت الصحيفة, التي تصدر يوميا باللغة الإنجليزية في العاصمة الروسية, أن إدارة بوتين تسعى حاليا لإنجاز جديد خاصة فيما يتعلق بمصالحها الاقتصادية, ولذا ركزت على ليبيا, التي تمتلك مخزونا كبيرا من النفط. وتابعت " ليبيا كانت أيضا من أكبر المستوردين للسلاح الروسي في عهد العقيد الراحل معمر القذافي, ولذا فهي ذات أهمية مزدوجة وفقا لحسابات الكرملين ".
وأشارت الصحيفة على أن الأدلة على دعم موسكو للواء الليبي خليفة حفتر, تأكدت منذ نهاية العام الماضي, عندما زار حفتر موسكو في نوفمبر 2016 , والتقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. واستطردت " حفتر زار أيضا في يناير الماضي حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزينتسوف أثناء تواجدها في البحر الأبيض المتوسط". وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, قالت أيضا إن الدعم الروسي المتزايد للواء الليبي خليفة حفتر، دليل جديد على توسع موسكو في العالم العربي, مقابل تراجع النفوذ الغربي. وقالت الصحيفة في تقرير لها في منتصف مارس, إنه بعد عجز الغرب عن إنهاء الأزمة السورية, تحركت روسيا وأخذت زمام المبادرة, وكان واضحا أن سوريا مجرد بداية في طريق طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة بلاده كقوة عظمى. وتابعت " النفوذ الروسي المتزايد في المنطقة العربية يحظى بمباركة بعض القادة والمسئولين فيها, نظرا لأن بوتين أثبت في سوريا أنه مستعد لاتخاذ القرارات وتحمل المخاطر, كما أن التاريخ الكارثي للغرب في العالم العربي زاد من فرص بوتين لأخذ زمام المبادرة". وخلصت "التايمز" إلى القول :" إن المؤشرات تتزايد حول تدخل روسي قوي لدعم حفتر, ورغم أنه من غير المعروف إن كان هذا التدخل سيمكن حفتر من تحقيق تقدم على الأرض, مثلما تحقق لنظام بشار الأسد في سوريا, إلا أن الحقيقة أن روسيا تتوسع في العالم العربي وتدعم المستبدين, بينما يكتفي الغرب بدور المتفرج", حسب تعبيرها. وكانت وكالة "رويترز" نقلت في 14 مارس عن مسئولين أمريكيين ترجيحهم أن تكون روسيا نشرت قوات خاصة, لدعم اللواء الليبي خليفة حفتر, الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته في الثالث من مارس بمنطقة الهلال النفطي. جاء ذلك بعد أن ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في وقت سابق أن هناك بوادر صفقة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بويتن والأمريكي دونالد ترامب, حول اقتسام النفوذ في دولة عربية أخرى, بخلاف سوريا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 فبراير, أنه مع انقسام القوى الليبية الرئيسة بين موالين للواء خليفة حفتر شرقي ليبيا, وموالين لحكومة فايز السراج بطرابلس غربي البلاد, انحازت روسيا لفريق حفتر, بينما انحازت أوروبا للطرف الثاني, فيما تدرس إدارة ترامب خيار دعم حفتر. ونقلت الصحيفة عن أحد مسئولي إدارة ترامب قوله :"إن ليبيا أصبحت تسودها الفوضى وهناك داعش يتوسع، وإذا أثبت حفتر أنه فعّال, فسيكون هو خيار أمريكا". وأشارت "الإندبندنت" أيضا إلى أن إدارة ترامب ترى أن حكومة السراج المدعومة أوروبيا, لديها أراضٍ وقوة أقل مقارنة, بما لدى حفتر, ولذا تخطط فيما يبدو لصفقة مع روسيا حول ليبيا, بعيدا عن حلفاء واشنطن الأوروبيين, رغم أن ليبيا هي المعبر الرئيس لمرور اللاجئين إلى أوروبا. وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قالت أيضا في 16 يناير الماضي, إن روسيا تخطط لتسليح اللواء الليبي خليفة حفتر الذي يقاتل حكومة طرابلس المدعومة من الغرب. وأضافت الصحيفة أن حفتر (73 عاما) الذي وصفته حكومة طرابلس المدعومة من الأممالمتحدة بأنه "إرهابي"، كان قد أجرى محادثات رفيعة المستوى مع مسئولين روس على متن حاملة طائرات روسية متمركزة في البحر المتوسط، وأضافت أنه التقى أيضا خلال الأشهر السبعة الماضية بوزيري دفاع وخارجية روسيا من أجل تزويده بالسلاح. وفي 29 نوفمبر 2016 , قال موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي أيضا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للتدخل العسكري في ليبيا إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر، مقابل الحصول على قاعدة عسكرية هناك. وأضاف الموقع "بعد توسيع نفوذها في سوريا, تسعى روسيا لإقامة قاعدة بحرية جوية ثانية في البحر المتوسط، على مسافة 700 كم فقط من أوروبا". وأضاف "مقابل المساعدات الجوية والبحرية لقوات خليفة حفتر, يستعد بوتين وسلاح الجو والبحرية الروسي لإقامة قاعدة جوية وبحرية على ساحل البحر المتوسط بالقرب من بنغازي، تكون مشابهة لقاعدة حميميم الروسية القريبة من اللاذقية". وتابع الموقع "حفتر مدعوم أيضا من مصر والإمارات, ولا يعترف بالحكومة الليبية التي شكلتها الأممالمتحدة ومقرها طرابلس". وأشار إلى أن حفتر توجه في 27 نوفمبر من العام الماضي إلى موسكو، لبحث المساعدات العسكرية التي يمكن لروسيا تقديمها لقواته. واستطرد الموقع "هذه هي المرة الثانية التي يسافر فيها حفتر إلى موسكو خلال ستة أشهر، بعد زيارة سابقة في يونيو من العام الماضي, التقى خلالها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، ومستشار الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، ووقتها لم يكن الروس مستعدين بعد لتقديم دعم عسكري علني للجنرال الليبي". وأضاف الموقع الإسرائيلي "لكن الآن ومع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة, والحديث عن تعاون أمريكي روسي في الحرب على تنظيم الدولة في سوريا، يشير بوتين إلى أنه مستعد لتوسيع هذا التعاون إلى ليبيا أيضا". وتابع " روسيا تقترح الآن على اللواء خليفة حفتر تسليح قواته بطائرات ومروحيات مقاتلة، ومدرعات وصواريخ من أنواع مختلفة، وكذلك دعما جويا, وبموجب الاقتراح الروسي سوف تصل الطائرات الروسية إلى ليبيا مباشرة من قاعدة حميميم في سوريا، قاطعة مسافة تصل إلى 1500 كم، أو من حاملة الطائرات الروسية أدميرال كوزنستوف التي تتمركز الآن في شرق البحر المتوسط بمواجهة السواحل السورية, ويمكن لحاملة الطائرات هذه الإبحار من سوريا إلى وسط البحر المتوسط والتمركز أمام سواحل بنغازي لتنفيذ تلك المهمة". وأشار الموقع إلى أنه إذا ما جرى تنفيذ هذه العملية، فسوف تكون هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها حاملة طائرات روسية في هذا الجزء من البحر المتوسط. وأضاف " المعارك الدائرة منذ عدة أسابيع على طول ساحل البحر المتوسط بين الميليشيات العسكرية الليبية المختلفة، ومن ضمنها ميليشيا الجنرال حفتر، هي عمليا معارك للسيطرة على محطات تصدير النفط الليبية". وخلص الموقع الإسرائيلي إلى القول :"ليس هناك شك في أن الرئيس الروسي بوتين يدرك أنه في حال ساعدت موسكو حفتر للانتصار في معركة النفط، فسوف تحصل روسيا للمرة الأولى على موطئ قدم في صناعة النفط الليبي".