خلال احتفالية عيد الأم التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، قال إن المرأة في عصر الإسلام الأول استطاعت تغيير حكم شرعي وذكر قصة امرأة جادلت الرسول في حكم شرعي دون ذكر اسمها. وقال السيسي: "هقولكم قد إيه مقام المرأة والسيدة في وجداني أنا، وأرجو أن الكلام ده يصل لكم، فالمرأة المصرية أو المرأة هي اشتكت لربنا من أجل أسرتها ومن أجل أبنائها، المرأة هي اللي غيرت قانون كان موجود يمكن أيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم". وأضاف: "الموضوع ده أنا بقوله بطريقة بسيطة خالص، فالمرأة سألت النبي عليه الصلاة والسلام وبتقوله إن زوجي حلف يمين معين فقال لها النبي إنه لا يرى لها شيئا، وأشاح بوجهه بعيدا عنها، وهي بتجيله من كل اتجاه، وهو يقولها معنديش لك حاجة". واستطرد السيسي: "هذا كان الحكم من وجهة نظر يمكن ساعتها، ويشيح النبي بوجهه بعيدا عنها وهي برضو تجيله من كل حتة وتقوله يعني إن هي لو تولت أبناءها هيجوعوا وزوجها لو تولاهم هيضيعوا فالرسول يشيح بوجهه برضو، فقالت المرأة لربنا إنني جئت أشتكي لرسول الله فرسول الله موجدش يعني... فإني أشكو إليك رسول الله.. يااااه.. عشان تعرفوا إن الدين.. الدين كبير قوي وسهل قوي.. مش كده؟". ولم يذكر السيسي اسم الصحابية صاحبة الموقف مع الرسول، فيما ذكرت كل كتب التراث أن ما قاله السيسي عن الصحابية في معظمه غير صحيح، حيث لم تشتك الصحابية رسول الله وإنما دعت الله أن يحل قضيتها على يد رسول الله فنزل بعدها قرآن من السماء في السيدة وزوجها. وإليكم تفاصيل القصة كاملة.. خولة بنت ثعلبة رضي الله عنه، هي المرأة التي نزلت فيها الآيات الأولى من سورة المجادلة، حيث نادت ربها: "اللهم إني أشكو إليك ما نزل فيّ" فأنزل الله تعالى قوله في سورة المجادلة: "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" زوجها هو أوس بن الصامت رضي الله عنه أخو عبادة بن الصامت رضي الله عنه. راجعت خولة زوجها بشيء ما فاختلفا في ذلك وغضب منها وقال: "أنت عليَ كظهر أمي"، فقالت له زوجته خولة والدموع تنهل من عينيها لشدة ما سمعت منه: "والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغُهُ.." ثم خرج الزوج بعد أن قال ما قال فجلس في نادي القوم ساعة، ثم دخل عليها يراودها عن نفسها، ولكنها امتنعت حتى تعلم حكم الله، فقالت:"كلا... والذي نفس خولة بيده، لا تخلصنَّ إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه ...". خرجت خولة حتى جاءت رسول الله فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه وتجادله في الأمر، فقالت له: "يا رسول الله، إن أوساً من قد عرفت، أبو ولدي، وابن عمي، وأحب الناس إلي، وقد عرفت ما يصيبه من اللمم وعجز مقدرته، وضعف قوته، وعي لسانه، وأحق من عاد عليه أنا بشيء إن وجدته، وأحق من عاد علي بشيء إن وجده هو، وقد قال كلمة والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقاً قال: "أنت علي كظهر أمي". فقال رسول الله "ما أراكِ إلا قد حرمت عليه"، والمرأة المؤمنة تعيد الكلام وتبين لرسول الله ما قد يصيبها وابنها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مرة يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أراكِ إلا قد حرمت عليه". وأزاحت خولة نفسها واتجهت نحو الكعبة المشرفة، ورفعت يديها إلى السماء وفي قلبها حزن وأسى، وفي عينيها دموع وحسرة، قائلة: "اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي، وما شقّ علي من فراقه، اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون فيه فرج." تقول السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تصف لنا حالة خولة: "فلقد بكيت وبكى من كان منها ومن أهل البيت رحمةً لها ورقة عليها". وما كادت تفرغ من دعائها حتى تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه عند نزول الوحي، ثم سرى عنه. فقال رسول الله: "يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرأنا" ثم قرأ عليها:قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ، الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ، وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ . ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم كفارة الظهار. فقال النبي "قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا" ففعلت. ونهضت خولة رضي الله عنها لتعود إلى زوجها، فتجده جالساً جانب الباب ينتظرها، فقال لها : يا خولة ما وراءكِ ؟ فقالت والفرحة على وجهها : "خيراً ..." وشرحت له ما قال لها الرسول لأي أمر الكفارة".