وصفت صحيفة" دير شبيجيل" الألمانية, الاشتباك الأخير بين سوريا وإسرائيل, بأنه من أعنف العمليات العسكرية بين البلدين منذ بداية الأزمة الثورية منذ 6 سنوات, موضحة أن القوات الجوية الإسرائيلية شنت عدة هجمات على مواقع في سوريا, ونفت مصادر إسرائيلية أن دمشق قد أسقطت طائرة تابعة لها . وتابعت الصحيفة في تقرير لها, أن 4 طائرات حربية إسرائيلية قصفت عدة مواقع سورية فجر أمس الجمعة, حيث استهدفت احد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي . وأكد لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي, بيتر ليرنر,أن هدف الغارة كان تدمير نقلت أسلحة لحزب الله قرب مدينة "تدمر" السورية, موضحًا أن برد الجيش السوري علينا فهو هكذا يجمع بين إسرائيل و 'تنظيم داعش" في كفة واحدة, داعيًا أن الهجوم كان جزءا من "محاربة إسرائيل للجماعات الإرهابية" في المنطقة, مضيفًا يجب أن يعرف "تنظيم داعش" من هو العدو الصهيوني . وأشارت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل أهدافا في سوريا ولكنها نادرا ما تؤكد ذلك رسميا, كما أن النظام السوري لا يرد دائما على الغارات الإسرائيلية، والرد الحالي اعتبره الإعلام الإسرائيلي تحولا في سياسة الأسد, حيث بعد الهجوم، شنت سوريا صواريخ اعتراضية, ووفقا لهذا توجه الجيش الإسرائيلي إلى شرق سوريا عبر الأردن في مدينة القدس . وفي سياق متصل, أوضح الخبير الإسرائيلي, ايال إليما, أن تأكيد إسرائيل رسميًا بضربها مواقع في سوريا, راجع إلى أن الجيش الإسرائيلي ترك أثار واضحة للعيان على الأراضي السورية, مضيفًا أن بعض سكان إسرائيل استيقظوا على وقع ذلك وبالتالي لم يعد ممكنا تجاهل الأمر وعدم توضيح ما حدث . وأردف "ايال" قائلاً: "أن إسرائيل بهجومها ذلك ستخسر دبلوماسيًا في الفترة القادمة, موضحًا أن الجيش قد اخترق المجال الجوي لبلد أخر بالفعل, حيث أن من حق سوريا أن تشتكي للمحكمة الدولية, متابعًا أن سوريا ستظهر بعد هذا الهجوم في دور الضحية, لأنه سيُعتبر المعتدى عليه كما أنه نفذ تحذيراته السابقة بأنه سيرد على أي هجوم من إسرائيل وهذا يساهم في حملته الإعلامية التي تروج لانتصاراته في الحرب السورية". ومن جهة أخرى, قال بعض الخبراء العسكريين, أن بهجوم إسرائيل الأخير على سوريا, فإسرائيل تكون تعدت "الخطوط الحمراء" مع الرئيس السوري, بشار الأسد, مشيرين أن الهجوم هذه المرة اخترق مواقع داخلية في سوريا بل ووصل إلى منطقة "تدمر", ولذلك كان لابد من الرد السوري على إسرائيل . وعقبت الصحيفة أن ما حدث بين إسرائيل وسوريا من اشتباكات على مدار السنوات يبين للعالم, أن ما حدث من رد سوري على الغارة الأخيرة هو لا يزيد عن حرب إعلامية من الجانبين .