تحية طيبة ، وبعد شاهدت اليوم من خلال قناة أبو ظبي الفضائية جانبا من البث الحي لوقائع المنتدى العربي للإعلام المرئي ، بينما كان الحديث للأستاذ عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى ، والذى حاول التأكيد علي فكرة أن العاملين بالتلفزيون "المملوك للدولة " وليس الحكومي من وجهة نظره يدينون بالولاء لدافعي الضرائب وليس لمن يدفع المرتبات علي حد زعمه! وضرب لذلك بعض الأمثلة الغير مقنعة بالمرة.. وأود بادئ ذي بدء أن أطمئن سيادته بأن أحدا لم يعد يشاهد بمحض إرادته التليفزيون المصرى " الحكومي والمملوك للدولة" (ولا فرق بينهما) بجميع قنواته وبرامجه ، وذلك بفضل انتشار الأطباق اللاقطة ووصلات المنازل في جميع المدن والأحياء والقرى المصرية ، بالإضافة إلي دخول أجهزة الكمبيوتر معظم البيوت وسهولة الاتصال بشبكة الإنترنت. ويكفي الإشارة يهذه المناسبة إلي استطلاعات الرأى التي أجرتها منذ فترة بعض كليات الإعلام والمراكز البحثية المحلية ، بشأن انصراف الكثيرين عن مشاهدة التليفزيون المصرى إلي الفضائيات العربية.. كما يتلاحظ هروب كعكة الإعلانات إلي الشاشات العربية الشقيقة بشكل واضح وعلي نطاق واسع.وللأسف فإن أحدا من المسئولين لم يأخذ هذه النتائج مأخذ الجد ، أو يضع في اعتباره الظواهر السلبية التي يعاني منها المشاهدون ، وتضعهم في موقف عدائي من هذا الجهاز الخطير ، ومن العاملين فيه علي حد سواء.. وخاصة مايلي: * جعل الرشوة والمحسوبية والوراثة أهم مسوغات التعيين ، وقد اعترفت نبيلة مكاوى مدير صوت العرب في حديث مع إحدى الصحف المستقلة (الكرامة في 11/10/2005) أن الواسطة أحد أسباب تراجع العمل الإعلامي.. وهكذا ، فقد شهد شاهد من أهلها. * دخول الكثير من أصحاب العاهات إلي القنوات المصرية بما فيها القنوات الخاصة ، ممن لايصلحون أصلا للشاشة ، وبدون أى استعداد شخصي ، حيث يعاني بعضهم من عيوب خلقية ، سواء كانت في الشكل أو النطق أو النظر ، أو البدانة المفرطة ، أو يكون العمر المهني الافتراضي منتهيا واللجوء بالتالي إلي عمليات التجميل المكشوفة ، مما يصيب المشاهد بالقرف والاشمئزاز. * سيطرة المجاملات والمحسوبيات علي خريطة البرامج ، مما أدى إلي استئثار برامج غير مرغوبة من الجمهور بأفضل ساعات الإرسال علي حساب برامج أخرى عريقة وذات جماهيرية واسعة. * ترك الحبل علي الغارب لمقدمي البرامج بالاستظراف والضحك المفتعل والمبتذل ، والتبارى في استعراض المعلومات ومقاطعة الضيوف للاستئثار بالكاميرا. * افتقار معظم المذيعين إلي المؤهلات والخبرات التي يتمتع بها نظراؤهم في القنوات الأخرى.. فإذا استعرضنا صحائف أحوال المذيعين ومقدمي البرامج العاملين في فضائية مثل الجزيرة ، ستجد أنها لا تقل عن واحد أو أكثر من المؤهلات الإضافية المتميزة مثل: دكتوراه في الأدب الإنجليزي قسم الدراما من إحدى جامعات بريطانيا ، عضوية معهد اللغويين البريطاني ، شهادة تربص تكويني في مجال الإعلام التلفزيوني من المركز المتوسطي للاتصال بمرسيليا في فرنسا..وهكذا..وذلك بخلاف الخبرة السابقة في العمل الصحفي والإعلامي بأحد المراكز الدولية مثل هيئة الإذاعة البريطانية ، وبعضهم له مساهمات في التأليف. * تفنن القيادات الإعلامية المصرية في البحث عن فرص لزيادة دخولهم الشخصية بدون جهد حقيقي ، حيث انتشرت تقليعة وضع اسم رئيس الجهاز الإعلامي أسفل العمل الفني أمام كلمة: إشراف.. تماما كما يحدث في المدارس عندما يقوم أحد المعلمين بكتابة اسم مدير المدرسة علي إحدى اللوحات تقربا إليه دون أن يكون له دور عملي في إنتاج اللوحة ، مع فارق واحد وهو أن مدير المدرسة لا يصرف مقابل هذا الإشراف ، بينما يصرف رئيس التليفزيون " هبرة " محترمة.. * "تطفيش" الكفاءات النادرة أولا بأول ، مما يضطرها للعمل بالمحطات الأخرى ، وأوضح مثال علي ذلك ما حدث مع الإعلامي المتميز حمدى قنديل صاحب البرنامج الشهير " رئيس التحرير" ، والذى طورد من القناة الثانية ثم من قناة دريم الخاصة إلي أن استقر به المقام في قناة دبي حيث يقدم نفس البرنامج بمسمي جديد هو " قلم رصاص". * تقوم القنوات الأخرى حاليا بالدور المفترض أن تؤديه قنواتنا المصرية ، للاحتفال بالمناسبات الوطنية ، فها هي قناة الجزيرة الفضائية تذيع برنامجا خاصا بالمقاومة الشعبية في مدينة السويس الباسلة ضد القوات الإسرائيلية التي حاولت اقتحام المدينة دون جدوى في الأيام الأخيرة من حرب أكتوبر المجيدة ، وهاهي تعيد تقديم الحلقة الأخيرة من شهادة السيد حسين الشافعي "فارس فرسان الزمن الجميل" نائب رئيس الجمهورية الأسبق وأحد الضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو غداة تشييع جنازته إلي مثواه الأخير بعدما أفني حياته في خدمة وطنه. * ظهور أكثر من حالة فساد داخل التليفزيون ، وتورط العديد من العاملين به في قضايا مخلة بالشرف ، دون اتخاذ أية إجراءات فورية ضدهم ، أقلها الإيقاف عن العمل لحين البت في هذه القضايا ، حفاظا علي سمعة هذا الجهاز الحيوى..وأوضح مثال علي ذلك تلك المذيعة التي أدرج اسمها هي وزوجها علي قائمة الممنوعين من السفر علي ذمة قضية قروض بدون ضمان مالي ، وظلت تطالعنا بصورتها المستفزة علي شاشة التليفزيون. وللحديث بقية. ولكم تحياتي؛ [email protected]