ما زالت محافظة سوهاج تعيش حالة من الذعر الشديد، عقب تسمم 2243 تلميذًا في 7 مدارس في (ساقلته، أخميم، الصوامعة)، إثر تناولهم وجبات مدرسية غير صالحة عبارة عن "حلاوة طحينية". أولياء الأمور عقب انتشار أنباء عن تسمم التلاميذ، أسرعوا إلى المدارس للبحث عن أبنائهم، بعدما نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفيات سوهاج الجامعي، والعام، والتعليمى، وأخميم وساقلتة، والهلال الأحمر. وشهدت المستشفيات تكدسا شديدا من المواطنين وسط حالة من السخط والسباب على مسئولي المحافظة، متهمين المحافظ بالتقصير والإهمال، مؤكدين أنها المرة الثانية خلال أسبوع يصاب فيها تلاميذ بحالة تسمم غذائي جرّاء تناولهم وجبات مدرسية فاسدة، كما حدث في مركز طما شمال المحافظة نهاية الأسبوع الماضي، والتي أصيب فيها 53 تلميذًا. وأدى التكدس الشديد للمواطنين داخل المستشفيات، إلى تدخل قوات الأمن لتنظيم عملية دخول وخروج المواطنين، ومنع التكدسات داخل غرف الاستقبال والطوارئ، خاصة مع إصابة الأمهات بالانهيار داخل المستشفى. من جانبها قامت مديرية الصحة الطوارئ في جميع مستشفياتها، باستدعاء أطقم طبية إضافية للتعامل مع الحالات المصابة، حيث أصدر الدكتور صفا محمود، رئيس جامعة سوهاج، تعليمات برفع درجات الاستعداد في المستشفى الجامعي. بينما أكد الدكتور حمدى سعد، مدير المستشفى الجامعى، أن 20 تلميذا فقط تم احتجازهم ، بينما حصل الباقون على تصريح خروج مع استقرار حالتهم الصحية، فيما تم حجز 50 تلميذًا آخر بمستشفى سوهاج العام ومستشفى أخميم المركزي، وتم التصريح للباقين بالخروج، بعد تماثلهم للشفاء. وأضاف أن مرفق الإسعاف دفع ب40 سيارة لنقل التلاميذ المصابين، مؤكدًا أن مستشفى سوهاج الجامعي استقبل أكثر من 700 حالة فيما استقبل المستشفى العام 643 حالة، واستقبل مستشفى ساقلته العام 500 حالة، ومستشفى أخميم المركزي 400 حالة. وصرح الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج بأنه لا توجد أي حالات وفيات أو حالات حرجة بين الطلاب الذين تعرضوا لحالة إعياء عقب تناولهم للوجبات المدرسية وعددهم 2243 حالة، تم خروج غالبيتهم من المستشفيات عقب تماثلهم للشفاء. كما أمر بإحالة الواقعة إلى النيابة العامة، وإيقاف صرف الوجبات المدرسية للتلاميذ فى جميع مدارس المحافظة، وتشكيل لجنة من مديريتى الصحة، والتربية والتعليم، والديوان العام، للتحقيق فى الواقعة، وأخذ عينات من الوجبات لفحصها فى معامل وزارة الصحة، والتأكد من صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات، وتحويل واقعة إصابة التلاميذ فى مدارس قرية الصوامعة شرق بأخميم إلى النيابة العامة. فيما نفى محمد حسام الدين، وكيل وزارة التربية والتعليم، وجود حالات تسمم بين التلاميذ، مؤكدًا أن "ما تشهده المستشفيات هو إصابات عن طريق الإيحاء". وأضاف أنه أصدر تعليمات بالتحفظ على الوجبات فى المدارس التى شهدت حالات التسمم لحين تحليلها. ووسط حالة من الغضب العارم طالب أولياء أمور التلاميذ بسرعة محاسبة المتسببين في الواقعة، وتقديمهم للعدالة، مؤكدين أن هناك غموضا يسيطر على الوضع، متسائلين: "هل ما يحدث هو فعلًا نتيجة للإهمال، أم هناك فساد يتستر عليه المسئولون في التربية والتعليم. وأكد محمود حسين، ولي أمر أحد التلاميذ المصابين: "مش عارفين الحكومة عايزة إيه مننا هو فعلًا ده إهمال ولا دي مسرحية متعمدة عشان يتم إلغاء الوجبات المدرسية ويمنعوها عن التلاميذ من باب التوفير يعني، حد يفهمنا إيه اللي بيحصل ده". شاهد الصور..