على بعد أمتار من تقاطع شارع 26 يوليو مع شارع الجلاء، تقع منطقة مثلث ماسبيرو بحي بولاق أبو العلا، التي ترغب محافظة القاهرة في القضاء على العشوائيات وتطويرها. تفاصيل الواقعة تعود إلى ما يقرب من خمس سنوات ماضية، بعد أن أعلن الأهالي في 2015 رفضهم لترك منازلهم ورغبتهم في البقاء حتى لو تحولت المنطقة لأنقاض. وزارة الإسكان بادرت هذه الأيام من جديد بالعمل على حل تلك الأزمة، بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات، لعرض بدائل تطوير المنطقة على أهالي المثلث, لكن ما قوبلت هذه المحاولات بالرفض من الأهالي واصفين وعود الحكومة أنها تخلو من الثقة كما رغب البعض عدم التهجير حتى لو كلفهم الأمر حياتهم. في البداية قال مصباح حسن، أحد الأهالي، إن الأهالي لم يكونوا راضين عن المؤتمر الذى عقد بالأمس بحضور مسئولي وزارة الإسكان وصندوق تطوير العشوائيات، والدليل على ذلك أن هناك بعض المناوشات والمشادات الكلامية، نشبت بينهم وبين ممثلي الوزارة. وتابع في تصريحاته ل"المصريون"، أن سبب تلك المناوشات هو الاعتراض على قيمة الإيجارات التي سيدفعها المواطنون بعد تطوير المنطقة, وهذا يدل على نية التهجير القسرى للأهالي من قبل مسئولي الدولة لأنه ما يقرب من 500 أسرة تعجز عن دفع تلك الأموال الباهظة. وأردفمسئول المستأجرين بالمثلث، قائلاً إن البيوت الموجودة داخل المنطقة قديمة ومتهالكة للغاية ومتوقع تنهار في أي وقت وطالبنا الحكومة أكثر من مرة بالتطوير لكن بدون أي استجابة حتى الآن. وتابع المحافظة ترغب في تقنين ملكية بعض الشركات لأراضى المثلث التي قامت بالتطوير فيها قبل ذلك وعلى رأسها شركة ماسبيرو المصرية للإنشاء والشركة السعودية والشركة الكويتية, وتقدمت بأربعة حلول إما بالتعويض المادي نهائيًا أو إيجار بحي الأسمرات، والحل الثالث شقة تمليك في المثلث بعد التطوير، أو شقة تمليك مع حظر بيعها لمدة 30 سنة والحل الرابع إيجار في المنطقة بعد التطوير. وأشار حسن إلى أن عدد الأهالي المتضررين، حوالي 4560 أسرة وأغلبهم تحت تهديد الخطر وانهيار منازلهم، إلا أن الذى نفتقده في وعود الحكومة الثقة والضمانات التي تسببت ذاتها في فشل المفاوضات في السنوات الماضية. في السياق نفسه قالت الحاجة أم محمد: "لا نرغب في التهجير إلى أي مكان حتى وأن سقطت علينا المنازل وأودت بحياتنا, مشيرة إلى أنها عاشت أكثر من 35 سنة في المنطقة ولن يتلقى الأهالي أي مساعدات من الدولة التي ترغب الآن في بيع الأرض إلى مستثمرين. وأضافت في تصريحاتها ل"المصريون"، أن نائب البرلمان محمد المسعود عن دائرة بولاق أبو العلا لم يره الأهالي منذ وصوله إلى المجلس، وآخر لقاء سمعوا عن مشاركته فيه كان في نوفمبر الماضي مع المحافظ لكن لم تطرح قضية المثلث على الاجتماع واختصر الحديث على تطوير القاهرة الخديوية فقط. ووصفت أم محمد سوء حالتهم المعيشية بأن المنازل أوشكت على الانهيار في أي لحظة، نظرًا لكثرة الشروخ والتصدعات بها، فضلاً عن سقوط أمطار الشتاء التي تدخل المنازل. وأكدت أن الحكومة لن تفعل سوى الوعود بدون تنفيذ وهذا ما حدث بالفعل منذ سنة عندما كنا ندفع 200 جنيه في مؤسسة بالكوبانية بغرض التطوير، لكن الأموال ذهبت هباء واستغلال للمواطنين.