أعادت شخصيات محسوبة على السلطة الحالية، تحريك المياه الراكدة إلى قضية التصالح مع جماعة "الإخوان المسلمين"، بعد ترحيبها بهذه الخطوة، لكن بشروط وضعتها وأهمها التخلي عن أفكار مؤسسهم حسن البناء، والتخلي عن ممارسة السياسة، وحل التنظيم. فيما قال خبراء سياسيون إن الحديث عن المصالحة مع يؤشر إلى أن هناك أمرًا يجرى من خلف الستار، إذ من غير المستبعد أن يكون كلامهم وفق ضوء أخضر. فبالأمس، طالب الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، بضرورة أن يكون باب التصالح مفتوحًا لكل من يريد التوبة عن الإخوان وفكرهم، قائلاً: "نتحدث عن شروط موضوعية عادلة، وهذا الباب لا بد أن يكون مفتوحاً لكل واحد من جماعة الإخوان يريد أن يهجر هذا الفكر ويعلن توبته عنه". وأضاف في مقابلة مع برنامج "90 دقيقة" على فضائية "المحور"، أن "محاربة الفكر الإرهابي يتطلب خطابًا دينيًا جديدًا له أدواته ووسائله وآلياته الجديدة، وليس كل من صعدوا المنابر مؤهلين لتقديم خطاب ديني جديد". وتابع: "لدينا في الداخل ثغرات ينفذ منها أعداء كثيرون يمارسون جميع أنواع التخريب". واليوم، أكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن الشعب المصري هو صاحب القرار الوحيد في التصالح مع أعضاء جماعة الإخوان، قائلاً: "اسألوا أهالي الشهداء والمصابين، هل توافقون على التصالح مع من قتل أبنائكم الجنود في شهر رمضان؟". وأضاف: "إذا وافق أهالي الشهداء على التصالح معهم، فهنا يمكن الموافقة على التصالح مع الإخوان، لأن أهالي الشهداء هم أصحاب القرار فى هذا التصالح". الدكتور أحمد دراج، الناشط السياسي، والقيادي السابق ب "الجمعية الوطنية للتغيير"، قال ل "المصريون"، إن فكرة التصالح تحدد بناء على الطرفين ومدى علاقة الطرف المتحدث بالسلطة "التنفيذية"، موضحا أن "مكرم لا يتحدث من تلقاء نفسه؛ لكنه بإيعاز وطلب من النظام ويحاول تنفيذه". وأضاف: "أما النائب فهو ممثل للسلطة التنفيذية داخل السلطة التشريعية"، مشيرًا إلى أن "الرسالة قد تكون حقيقية أو مغازلة للإخوان، أو قد يكون الهدف منها شغل الناس بقضية من القضايا كبالون اختبار". من جهته، قال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "المحامي منتصر الزيات، المقرب من الأجهزة الأمنية في مصر سافر إلى تركيا أكثر من مرة، وهناك علامات على ترتيب معين، بالإضافة إلى أن الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة تحدث عن الرجوع خطوة للوراء". وأضاف: "واضح أنه فيه تحركات في الساحة"، كما أن الإخوان يخشون صدور قرار من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بتصنيفهم إرهابية. وتابع الزعفراني ل"المصريون": "الجماعة تحاول أن تجد مخرجًا لنفسها، وسيكون ذلك من خلال استغلال بعض قياداتهم التي على علاقة طيبة برجال الأمن، لعقد صفقة من خلف الستار".