تعقيدات تطرأ مع اقتراب الانتخابات تجعلنا نتشكك فى إقامتها فى موعدها، ويبدو أن هناك قوى داخلية وخارجية ترغب فى امتداد الفترة الانتقالية حتى تصل الأوضاع إلى النقطة الحرجة التى لم يعد متبقيًا عليها إلا بضعة مليارات من الاحتياطى الاستراتيجى، 10 مليارات دولار تقريبًا، سيذهب معظمها لخدمة الدين الداخلى والخارجى. وحتى لو انعقدت الانتخابات أو الجولة الأولى منها فى 23 و24 مايو، فإنها قد تتوقف إذا قررت المحكمة الدستورية العليا دستورية قانون العزل الذى بموجبه يبطل ترشح أحمد شفيق. وإذا استكملت وتم تنصيب رئيس جديد فإنه معرض للعزل أيضًا فى الحالة السابقة، وذلك هو المعنى المباشر لفتوى عضو لجنة الانتخابات الرئاسية المستشار ماهر البحيرى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا. يقول فى فتواه إن اللجنة الانتخابية بعد أن أحالت القانون إلى الدستورية العليا، كان لها أن توقف الانتخابات حتى يتم الفصل فى الدعوى الدستورية حتى لا تكون تلك الانتخابات معرضة للبطلان بعد تمامها أيًا كان الفائز فيها، سيما أن اللجنة ترجح لديها عدم دستورية القانون، ولكن حرصًا منها على تمام الانتخابات فى موعدها المقرر، وحفاظًا على استقرارها بعد تمامها وعدم اهتزاز هذا المنصب الرفيع وتعرضه للبطلان، كان قرار اللجنة استمرار الانتخابات الرئاسية فى مواعيدها مع وقف تنفيذ قرار استبعاد الفريق شفيق وإدراج اسمه ضمن القائمة النهائية للمرشحين، وهو ما يكفل ثبات نتيجة الانتخابات أيًا كانت، لأنها لا تكون معرضة للبطلان إلا فى حالة الحكم بدستورية القانون، وهو أمر رأت اللجنة أن احتمالاته أقل بكثير من احتمالات الحكم بعدم الدستورية. أى أن هناك احتمالاً قويًا ببطلان الانتخابات واهتزاز المنصب الرفيع فى حالة دستورية القانون، وهو احتمال كان موجودًا أيضا فى حالة استبعاد شفيق والحكم بعدم الدستورية.. وتفسير ذلك أن مصير الانتخابات داخل فى "حارة سد"، مما يغلب الظن بتعمد زرع حقول الألغام التى تجعل من الصعوبة الإفلات من السيلان الذى تعانى منه البلاد فى جميع المجالات. أضف إلى ذلك مطالبات بعض المتظاهرين والمعتصمين أمام وزارة الدفاع بحل اللجنة العليا وإلغاء المادة 28، والتى تعنى أيضًا وقف الانتخابات، لأنه فى حالة حل تحقيق ذلك المطلب سنعود للمربع رقم واحد الذى يعنى أننا سنبدأ اللعبة من جديد. للأسف الشديد نجح أركان النظام السابق فى خداع الجميع، تركوا القوى الثورية تتنازع على الكعكة، ثم نجحوا أخيرا فى إدخال التيار الإسلامى الذى حصل على أغلبية أول انتخابات تشريعية، فى صراع على كعكة السلطة بين أنصار المرشح الإخوانى محمد مرسى وأنصار أبو الفتوح. وكأنى أرى أركان النظام السابق وفلوله يضحكون ملء أفواههم ساخرين من تلك النزاعات والصراعات على كعكة من الوهم قد لا تتوفر فى بلاد مقبلة بسرعة مخيفة على "المجاعة"! [email protected]