عقد مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية، اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان "الجماعات المتطرفة تحت مجهر مرصد الأزهر"، بكلية الشريعة والقانون بنين بجامعة الأزهر بالقاهرة. ويأتي ذلك في إطار حملة طرق الأبواب التي أطلقها المرصد في ديسمبر العام الماضي؛ لتحصين عقول الشباب وتحذيرهم من الوقوع فريسة لفكر الجماعات المتطرفة. وقال الدكتور محمد عبد الفضيل، منسق عام مرصد الأزهر، إن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت تنامي هيمنة التنظيمات الإرهابية، بهدف إعادة "الخلافة الإسلامية"، وتطبيق الشريعة وفق منظورهم المضلل، مشيرًا إلى أن تلك التنظيمات تسلط تركيزها دائمًا على الشباب الذي لم يحصل على عمل، إضافة إلى أن بعض الشباب يكون لديه أفكار تهيئه للانضمام لتلك الجماعات وتنفيذ عملياتها الإرهابية. وأوضح، أن أغلب خطابات الجماعات المتطرفة تعتمد على منهج مضلل وكاذب لتبريرها لأعمال العنف والقتل والتفجير، من خلال انتزاع النصوص القرآنية من سياقها، إضافة إلى اللعب على وتر حماسة الشباب واستغلال عواطفهم، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة شوهت صورة الإسلام الحقيقة وألبستها لباس العنف والتطرف، والإسلام منها براء. وأضاف أنه لا يمكن لمؤسسة أو هيئة واحدة مواجهة هذه الجماعات ودحض أفكارها، لافتًا إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة هذه الجماعات والقضاء عليها هو توحيد صفوف المجتمع الدولي، إضافة إلى تطوير أنظمة التعليم العالمية لتواكب العصر، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر. من جهته قال الدكتور طارق شعبان، مشرف وحد الرصد باللغة الاسبانية، إن أكثر من 80 شابًا وفتاة يعملون في المرصد يقومون بتفنيد مزاعم داعش وكل ما يرد في وسائل الإعلام الغربي، موضحا أن الأزهر يعمل ب8 لغات ويتم نشر جميع التقارير الصادرة عن المرصد بهذه اللغات، لافتا إلى أن المرصد يقوم بترجمة كلمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر سواء الخارجية أو الداخلية إلى جميع هذه اللغات، قد تم الانتهاء من الجزء الأول من الكتاب المترجم لخطابات الإمام، وجار العمل على باقي الكلمات في جزء أخر سيتم طبعها قريبا. ولفت شعبان، إلى أن المرصد وقع عدة بروتوكولات تعاون مع كبرى المراكز الإسلامية وفي مقدمتها مركز الدراسات الإسلامية بالأردن، موضحا أن المرصد يقدم عددًا من الخدمات العلمية والبحثية للباحثين بجميع الجامعات المصرية والأجنبية، التي تهتم بهذا المجال، وكان آخرها رسالة ماجستير لأحد الباحثين بجامعة المنيا. ولفت إلى أن عددًا كبيرًا من رؤساء وزعماء الدول دعوا سفرائهم بالقاهرة لزيارة المرصد، وكتابة تقرير شامل عن هذه التجربة ومهمتها في محاربة الإرهاب وكان آخرها سفير النمسا بالقاهرة. من جانبه، قال الدكتور عطا السنباطي، رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، إن الفكر المتطرف يختلف في تفسيره من مكان لآخر، موضحا أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، والوسطية معناها الفضيلة بين رذيلتين، فالإفراط والتفريط رذيلة، ولذلك فإن الانسلاخ من التعاليم السمحة للإسلام تعد تطرفا عن الوسطية، لافتا إلى أن من أسباب التطرف الجهل وهو ما حذر منه القرآن الكريم في أول آية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى "اقرأ"، حتى يمحو الجهل بالتعلم، وقوله تعالى "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك"، حيث جاء العلم قبل العمل من أجل نيل رضا الله سبحانه. وأضاف الدكتور السنباطي، أن العلم يجب أن يكون على يد علماء ومتخصصين يتسمون بالوسطية والاعتدال، لافتا إلى أن السبب الآخر وهو اتساع الهوة بين الأسرة، مما يلزم لعلاج هذه الأسباب مراجعة جميع المناهج الدراسية، بحيث يكون بها مادة خاصة عن الأخلاق كونها القاسم المشترك بين جميع الأديان، مؤكدا أنه لا يوجد دين يحث أتباعه على الرذيلة، مطالبا وسائل الإعلام بالاهتمام بالشباب وتوجيه أعمالهم الفنية الدرامية من أجل تأصيل الأخلاق في المجتمع وحثهم على الاعتدال والابتعاد عن التطرف.